لقد سأمت من كونـي غير شجاعةٍ وعادية،كلماتُ أخي الذي كان يصغرنـي بثلاثة أعوام كانت تحشو رأسي دائماً
كان يكررُ بستمرار”لو كانت لنا أختٌ كبرى غيركِ اختاً أكثر شجاعة وقدرة على تغيير منحى ألأمور كانت حياتنا ستكون أفضل .“
لا أنسى كلماتهِ ابداً ربما لأنها الحقيقة ،لو كانت لهم أختٌ أخرى غيري ،أختٌ تفهمهم تنوب عن فتور الحنان لدى الأم
لكان حالهمُ مختلفاً
متجذراً في واقعٍ مغاير.كريس كان مثلي لم يملك يوماً الشجاعة لتغيير منحى الأمور
هو كان أيضاً مستسلاماً.لكنهُ كان يملك شيءما مثل الصمود البارد والأحاسيس اليقظة
بعد كل حوارٍ عائلي
كان ينتهي بي الأمر باكية مرتجفة تحت الشراشف في سريري أرصعةُ بالمدامع المنسابةبينما كان سرير كريس جافاً بارداً هادئاً كأن لا أحد نائمٌ فيه
حين ينام كان يبدو وكأنهُ ميتٌ كان دائماً في حالةِ تحجرٍ مُريبة.غالباً ما يكون جالساً بيننا كعائلة لكنهُ يكونُ مغيباً شفافاً غير مرئي كأنه شبح
كان معزولاً محاطاً بهالة من التعاسة ،كان صموتاً ربما أعتبر الصمت الوسيلة الوحيدة لأيضاح رفضة لما يحدث
كان يراني عادية يكرر بستمرار ”جَبانة“
منذ زواجي لم نتحدث معاًكان كريس رافضاً لزواجي لم يكن مقتنعاً بزوجي
أردتهُ أن يتحدث أن يقول شيئاً
كنت أراهُ بوضوح كان لديهِ الكثير من الأمور ليقولها لكن ينتهي بهِ الأمر دون قول شيء قط.
أما أنا انتهى بي الأمر زوجة لرجلٍ ممل وبشع قصيرة يبدو ممتلئ قليلاً لا يعرف كيف يقول كلاماً لطيفاً
كان بخيلاً بالحب وبالمالِ كذلك يذهب لعملهِ في الثامنة صباحاً ويعود في التاسعة بعد حلول المساء
لذا يمكنُ القول أنهُ لم يكن موجوداًكنت أشعر أن جمالي يتعفنُ معه ،فقدتُ شخصيتي بسبب والدي صيرنـي جبانة وعادية غير محبة لنفسي
والآن زوجي لا يختلفُ عنه يشعرني بأني غير كافية
رغم إني كثيرةٌ على بغلٍ مثلة ،لا يعرف حتى كيف يقول ”مرحباً“بالطفأنهي ايامي وأنا أطبخ وجبتين أحدهما لأخي الأصغر الذي غدا النباتياً فجأة
والآخرى لزوجي الذي لا يأكل غير لحم الضان المقدد أو لحم الخنزير المقلي مع توابل والسوجو
بدأ أخي الاصغر بيكهيون يزدادُ غرابة يوماً بعد يوم لم يكن لدي مشكلة مع كونهِ نباتياً فهو قليل الشهية وليس متطلباً
كنتُ أحب كونهُ يسكن معي لأكوني أستشعر أنتصاري على كريس الذي كان يشعرني بأني أقل منهما
وانهما يحملان معاناة لا أحملهاحتى مع كون بيكهيون يحرجني أحياناً بفكرة كونهِ شجرة
وفكرة نومهِ عارياً او حتى الأستيقاظ وايجاده في الحديقة مكشوف الصدر تحت الريح الباردة والأمطاركان زوجي يوقظني ويقول لي” جُن أخوكِ انه واقفٌ منذ ساعاتٍ في الحديقة “
كنت أستيقظ لأجدهُ واقفاً شارداً يتأمل أشجار السرو العالية وقد اشتدت العاصفة بريح والأمطار
جسدهُ الهزيل يبدو وكأنهُ سيطير
احاول جره ُ الى الداخل-:بكهيون عليكِ ان تدخل أشتدت العاصفة
فيرد بصوتٍ خفيض
-:مكاني هنا يا جيهو-:غير صحيح لندخل سأخذكَ لغرفتك.
كنت أرد وقد بللتني الأمطر كلياً
-:أنا مكاني هنا اذا أدخلتني ستجعلينني مشوهاً.
ينتهي الامر بأدخاله الى الحمام تحت أنظار زوجي الساخرة
والمستخفة ”عائلةٌ مجنونة“يلقيها على مسامعي ويعود لنومةكان هذا لا شيء أماما كون بيكهيون يمتنعُ عن الطعام أحياناً ليومين دون سببٍ واضح
غير أنه يقول ”الأشجار لا تاكل يا جيـهو أنها تتغذى على شمس وتريد الماء الأشجار لا تأكل “أتصلت بكريس تحت تأثبر أهانات زوجي وتذمراتهِ
لاخبرهُ إني لم أعد أحتمل بكهيون معـي
وأنهُ عليه أخذه ليعيش معه
اماما طابور الكلماتِ التي قلتها لم يقول هو غير
”حسناً.“أنتهى الاتصال ذي الخمس دقائق،ليثبتَ إني خسرتُ أمامه
وأنهما حقاً يحملان معاناة لا أحملهاكنتُ تعيسة كانت الايام تجري دون أن تهتم وكان جمالي يتعفاً