عوالم مرضى نفسيين

الأرق

أنظر لهذا الوجه الذي أكاد لا أتعرف عليه..
هل سبق وشعرتم أنكم قادرين على دفع الغالي والنفيس في سبيل دقيقة من النوم؟.. أنا لا أتحدث عن الأشخاص الذين يتحولون لأموات أثناء نومهم.. بل العكس أولئك المصابون بالأرق.. اشتقت لتلك الأيام التي كنت فيها كأي شخص عادي... أنام، أستيقظ ،ثم أقوم بروتيني اليومي.. كانت حياتي تبدو مملة لي حينها لم يطرأ على بالي ولو للحظة أنه من الممكن أن تتدهور حالتي لأصبح هكذا.. كله بسبب تلك المدرسة اللعينة.. أنا طالب متفوق..لكن للاسف.. كأي طالب أعاني من الضغط خلال فترة الامتحانات.. قد تحسبونني أبالغ لكن كنت أتعرض لعقاب قاسي إن انخفضت علاماتي ربع درجة.. قد يحبسني والدي في غرفة مظلمة لأيام ولا يخرجونني حتى أتضرغ طالبا المغفرة.. وقد أمضي ليال لي في المرحاض دون أكل أو شرب.. لكن الأسوء هو تعذيبهم لي جسديا...كأسلكة الكهرباء التي كانوا بلسعونني بها أو ذلك العود الحديدي المنسهر الذي كان ولازال يترك أثار حروقه على جسدي... ومضى الأمر على هذا المنوال إلى أن أصبحت دودة دراسة.. لا أنام بالليل في سبيل الدراسة ثم أمضي اليوم في المدرسة وعند انتهاء الدوام أتجه للمكتبة لكي أدرس أيضا.. إن الحياة غير عادلة .. ففي الوقت الذي يستمتع المراهقون بحياتهم أنا أتعرض لهذا النوع من التعذيب.. لكنني سعيد أن والدي لم تعد لهم أي حجة للمسي

محزن اليس كذلك؟..