لطالما شعر الانسان بالرغبة في القتل.. على الأقل ولو مرة واحدة في حياته.. مهما بلغت طيبوبته وصفاء روحه تتملكه احيان هذه الرغبة بشدة.. وقد يقوم بتنفيذها من منظوره الخاص على أنه قد قام بتحقيق العدالة ولا يشعر أبدا بأنه كان مخطئ في ذلك،وهذا هو حال غالبية القتلة في العالم خاصة القتلة المتسلسلين.. فهم يستهدفون فئة محددة ويكونون أفراد هذه الفئة هم الضحايا .. وهذا الاختيار لا يكون في غالبية الأحيان عشوائي بل هو مبني على مفهومهم الخاص للعدالة
كمثال على هذا فهناك جاك السفاح الذي قام باستهداف العاهرات فقد رأى فيهن الشر المطلق الذي يجب التخلص منهم لينعم العالم بالسلام .. وكمثال ثان هناك زودياك القاتل الأمريكي المعروف والذي كان يستهدف جميع الأفراد مع فكرة نمطية كسبها والتي تتجلى في ان جميع قتلاه أصبحوا عبيده في الجنة ..أمر سخيف لكنه قد بدا له مقنع كفاية ليزهق أرواح العديدين.
وهذا يجعلني فعلا فضولية لأتعرف على نفسية هؤلاء والظروف التي جعلتهم يتبنون هاته الأفكار عن قناعة ويقومون بفعل يحتم على الأخرين قدرهم كالقتل فهم على الأغلب عايشوا أشياء جعلتهم يعممون صفة واحدة عانوا منها من شخص محدد من فئة محددة على باقي أفراد هاته الفئة.
وما يزيد الامر غرابة هو عدم قدرة الشرطة من اكتشاف هوية هؤلاء.. خاصة كونهم دائما قرب مسرح الجريمة و دائما ما يرسلون رسائل ليتحدوا أذكى رجال الشرطة.. وهذا إن كان يدل على شيء فهو يدل على عجز الشرطة وعدم قدرتهم على اختراق ذكاء هؤلاء القتلة.. ويجعلهم مثيرين للاهتمام.
إن هذا بحق غير ممكن كيف يتمكنون من التجول بحرية بينما رجال الشرطة يملؤون جميع الأمكنة بحثا عنهم؟! كيف لهم أن لا يتركوا أي أثر يوصل إليهم رغم ارتكابهم لعدة جرائم؟!
هاته الأمور تجعلني ورغما عن نفسي أعجب بهم وبذكائهم رغم كون ما يفعلون خطأ.. ولكن ماأدرانا أن ذلك خطأ؟ من الممكن أن يكونوا محقين ونحن الخاطؤون أفعالهم تلك كانت من الممكن أن تكون صائبة لو استثنينا حقيقة كونهم مرضا نفسيا.. لو اعتمدنا استراتيجياتهم لإبادة الشر والمجرمين لربما أصبح هذا العالم أفضل حالا مما هو عليه الآن .. لربما على الأقل سنتمتع بحياة السالمة التي لطالما حلمنا بها ولتحققت أحلام الملايين ،وتخلصنا من الظلم والطغيان .نبدأ أولا بالمسؤولين السياسيين الذين يعتبرون مجرمون من الدرجة الأولى والذين يقومون بجميع أنواع الجرائم لكن بطريقة قانونية تظهرهم ملائكة أمام العامة وبعد التخلص منهم ستنتهي الحروب التي كانت تقام تلبية لرغباتهم الوحشية.
ثم ننتقل في المرحلة الثانية للمجرمين القابعين خلف القضبان لا نقتلهم فورا بل يجب علينا التأكد من إن كان ذلك شخص مظلوما أم لا.. وفور تأكدنا يحكم عليه بإعدام فوري بغض النظر عن الجريمة التي اقترفها، فمهما كانت يبقى المجرم مجرما.
وبعد كل هذا سيشعر الجنس البشري بالهلع ولن يستطيع مخالفة أي قانون ولو كان يرغب في ذلك ..لأن حينها يصبح ارتكاب أي خطأ يعادل الموت.. فيسود السلام والراحة العالم ولو كانت مصطنعة سيشعر البشر بالضغط في البداية لكن مع توالي الأجيال سينسى الجميع أساسا رغبتهم في ارتكاب الجرائم.. ولن يتبقى لنا سوى شعوب مسالمة وملوك عادلة.قد يعتبر أحد ما أقوله فعلا إرهابيا لكن بحق! إن لم نقم بأي شيء لحد الفساد من على الأرض فقد ينتهي بنا المطاف نلتهم بعضنا البعض .أهذا لا يعد أسوء من الإرهاب بالنسبة لكم .. وإن كان الإرهاب يوصلنا في النهاية للسلم الأبدي فأنا إذن أول مؤيديه..
![](https://img.wattpad.com/cover/188069679-288-k202250.jpg)
أنت تقرأ
عوالم مرضى نفسيين
Hororهل سبق وأن كنت شاهدا لبعض الحالات النفسية الغريبة.. وتساءلت.. يا ترى ما هي الأفكار التي تراود هذا الشخص.. حسنا.. سأطلعك على بعض منها الآن..