Ch20 ⇜

289 42 49
                                    

تَقَمُّـــص
...
...
...

-٢٠-

كُن لي طَريقًا أهتدي به
فأنا تائهةٌ عن الطريق

أمسك يَدي بقوةٍ،
وأبعدنِي عن هذا الحريق

امسَح السَواد عن عينيَّ،
لتَرى فِيهما البَريق

خُذني لعالمِكَ المُختلف،
فأنا لم أعُد للحياةِ أُطِيق

عيناي لم أعُد أرى بهما من فرط البكاء، غشاوةٌ حلَّتْ على مُقلتَيّ لتحجبَ البصرَ والبصيرة ..
عقلي لم يَعُد يعمل، وحواسي قد اُستُبيحَت كُلَّها واستُنفِذَت، أنا الآن فاقدة الإحساس، وفاقدة الشعورِ بالحياة
خلايا جسدي قد أُهلِكَت بكلِّ شبرٍ مِنها

أُهلِكَـتْ صبرًا
أُهلِكــَتْ وجعًا
أُهلِكَـــتْ يأسًا

ما قاربَتْ التسعُ سنواتٍ ليست عليَّ بهيِّنة! أيقنتُ أنِّي أُعاقَبُ في هذه الحياة على ذنبٍ لم أقترفه، وحُرِمتُ مما تشتهي نفسي تبعًا لذلك

رضيتُ بمَصيري مُكرهة بحدِّ سكين مُسَلَّطٍ على عنقي، وتَحمَّلتُ عذابَ خَوضي _مُجبرة_ في حرب المَشاعرِ الطاحنة التي تحتَلُّ كياني

أنتظـر..

وأنتظر..

وأنتظـر
... ولكن إلى متى!

لستُ أيوبًا لأصبر على مُرِّ الأيام، ولستُ صبَّارًا لأتحمَّلَ كلَّ هذا الجفاف، فقلبي تشقَّق وتَصحَّرَ وألفُ بلسمٍ لن يكونَ قادرًا على ترطيبه...

سوى ... علاجي الوحيد النادر الوجود
رؤيةَ عينيه ..

جَسدي المُتعب مُستلقي الآن جانبًا بوهنٍ شديدٍ تالفٍ على سُجادةٍ تواسيني، وقد شعرتُ برطوبتها بفعلِ غرقها بدموعي الأخيرة التي سكبتها عليها

أرثِي حُزني الذي قد مللتُ منه، وأرثي قصَّتي التي أصبحَت باليةً مهترئةً حتى تَحوّلت إلى عُرِّيٌ لا تسترُ من جسدي شبرًا أمام الأعين، لتجعلني أتكوّرُ حياءً وخجلًا مِن فعلتي بل شعورًا بالقرفِ من نفسي، لأني عجزتُ عن انتزاعِ قُماشِ الطُهرِ لأحجُبَ بهِ عورتي ..

لم يعد لي مكانًا في الوجود، بل أصبحتُ كالمُتطفلة على حياة الآخرين . ..
كنتُ أترقَّبُ هذا وأتوَقَّعه مُسبقًا، فمنذ رحيل ميونغسو شعرتُ أن الأمر سيَؤول إلى ذلك، وأنّ جميع مَن حولي سيتذمَّرون من حزني وهذياني الدائم، وشكواي التي لا تنتهي على الرغم مِن إظهار العكس على وجوههم.

الشيء المفقود 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن