Ch14 ⇜

270 41 141
                                    

تَقَمُّـــص
...
...
...

-١٤-

توالي العقبات ليس بالضرورة أنَّ اليأس قد بلغَ مني، أو أنَّ طريقي غير سالك

فقد تكون هذه العقبات هي الوسيلة الوحيدة لتنير الطريق لي، فأقف عليها بقدمَيّ الضعيفتَين وتعلوا بي لرؤية الأفق .

كانت معرفة كيو بأمري غير واردة على بالي إطلاقًا، ولم أضعها في قائمة الخطط لدي، ولكن الصُدف قد تلعب دورها بإيجابية لتبارك لي رجوعي .

رؤيتي لـكيو كانت نقطة في صالحي، الآن أستطيع العودة إلى منزلي بلا أي مشاكل أو هذا ما خُيِّلَ إلي ....

طِباع كيو غريبة عجيبة، منذ قليل أبرحني ضربًا كقاتل مأجور، والآن جالسٌ أمامي كشخصٍ آخر تمامًا، تصرفه لطيفٌ جدًا، فيه هالة من الدفء تشعرك بالأمان بجانبه .

نعم قد تستغربون هذا، ولكن هذا الفتى مختلف، وكأن لديه انفصام في الشخصية حوَّلهُ بزمن قياسي إلى شخصية مُغايرة عمّا كانت عليه.

أنا لم أحقد عليه مُطلقًا، وأخبرته بذلك مرارًا وتكرارًا، ولكني ما زلت أشعر أنه مرتبك أمامي وكأنه يتلقى تأنيبًا من ضميره كل لحظة....

هل يلوم نفسه بعد ما فعله بي؟

بقاءنا لوحدنا في المنزل يتيح لي استغلال الحديث معه، لقد أردت أن أتعرف عليه أكثر، وأشبع فضولي الذي يتساءل عن تعلق هويا به

ما زلتُ متعجِّبًا حتى الآن كيف كان تصرف أخي منذُ قليل.. على الرغم من تَعَدِّي كيو على أخيه، إلا أنه لم يعاتبه أبدًا او يحقد عليه

لوهلة شعرت بالحزن وبقلبي يتسلله شعورًا بالغيرة،.. هل يحبه أكثر مني ويفضله علي .!

أنا أخوه، ويجب أن يفضّلني عن العالم أجمع كما أفعل أنا ذلك!

ثم أعود، وأطرد الوساوس من مفكِّرتي، لأقنع نفسي أنني بنفس منزلة كيو مَكانة

بل سأرضى بأقل من ذلك، بدلًا من أن يرميني هويا خارج مفضلته كلها.

لطالما كنت لا أجرؤ على طلب المزيد خوفًا من أن أُحرمَ من كل شيء دفعة واحدة عقابًا لي على طمعي .

لطالما كنت الفتى الخانع الطائع الذي لا يجرؤ على الاعتراض أو الصراخ غاضبًا، مخافة فقدانه ما يحب،

طوال عمري كنتُ أعيش على الفُتات، أنتظر بصبرٍ حتى يملَّ الصبر مني.. أخاف النتائج المجهولة لذلك لا أقدمُ على الامتحان أبدًا ...

الشيء المفقود 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن