Ch8 ⇜

346 47 141
                                    

تَقَمُّـــص
...
...
...

-٨-

أنتم تعرفون العبارة القائلة
*إبرة في كومةِ قَش*

ولكنكم لا تعلمون كم من وراء هذه العبارة من المعاناة!

ففي وسط القشّ اليابس المُصفرّ كما الحياة، هناك بريقٌ لامعٌ صغير كالإبرة وهو الأمل

على الرغم من أن هذا الأملُ ضائعٌ بين مَعمَعةِ الأيام القاسية إلا أنهُ يَبثُّ الحياة في أرواحنا مُجرَّدَ أننا قد أدركنا وجوده.

ولكـن ......
الويل لنا إن كانت هذه الإبرة قد غَارَت في تلافيفِ التراب تحت كومةِ القش.

شعوري كهذه المقولة، أخاف أن يذهب رجائي سُدىً، وأنا أنبُشُ في وحل الحياة .

وصلتُ للمكان الذي حدده لي السيد بارك وأنا كلّي أمل أنَّ ما أفكر به حقيقة.

مزرعة كبيرة يتوسطها منزل بسيط، نزلت من السيارة وتقدمتُ إلى أمام باب المنزل بخُطًا متثاقلة، وتفكيرٍ متردد، وقلبٍ مرتجف

توقفت قليلًا لأُهدِّئ من رَوعي ممسكًا قلبي بيدي ليُخفف من نبضاته السريعة التي كانت تُطيحُ بي

هل سأجد ضالتي هنا! أم أنَّ الوهم سيسخر مني لتتلاشى فكرة أنه ما يزال على قيد الحياة !!

طرقتُ على الباب بخفة، ليُفتح لي بعد ثوانٍ قليلة فتىً بِعمرِ العشرين ربيعًا، أو أقل، بابتسامة عريضة بلهاء ووجهٍ لا تعبير فيه

سألني مُستفسرًا
"من أنت؟ ماذا تريد!"

طبعي قاسٍ، ليس بيدي حيلة، ولا صبرَ لدي للشرح أكثر

دفعتهُ للداخل وأغلقتُ الباب خلفي تحت تَذَمُره وكلماته المعترضة، ونظرة حادة وجهتُها له
"اصمت"

زفرتُ كلمتي بغضب في وجهه، ليلجمَ لسانه الذي لم يتوقف عن ازعاجي إلا عندما رمقته بنفاذ صبر

أخرجتُ هاتفي من يدي بتوتر، وضغطتُ على الرقم الذي حفظتهُ في هاتفي، وكلُّي آذانٌ صاغية

رنين نغمة الهاتف التي صدرت من اتجاه معين في المنزل قد تماشَت مع دقات قلبي المرتبكة

اتَّبَعتُ مصدر الصوت بهدوء وأنا أُحدد مكانه، لأقف أمام غرفةٍ مُوصدٌ بابها

كان الفتى يسير خلفي بهدوءٍ ولم يؤتِ بحركة، لذلك شكّي بالأمرِ قد ازداد

الشيء المفقود 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن