Ch18 ⇜

312 40 110
                                    

تَقَمُّـــص
...
...
...

-١٨-

لكَ مِنِّي يا صَديقِي ألفَ تَحيَّة
لتَكبِيلِكَ يَدايَ مَانِعًا جَسدي مِن الحُريَّة
لقَتلِكَ إيَّاي بكلُّ وحشِيَّة
أنا أعترِف أني لا أنتمي إليكَ ولا لهذه البَشرَّية
بل لعالمٍ مُتفحِّمٍ يلوِّثُ الغارقينَ بِسَوادِ دوَّامَتهِ الأبَدِيَّة
أقسمُ لكم أنِّي هي الضَحيَّة..

صفعُ الجسد يَزولُ ألمهُ بثوانٍ ما إن يفُرغ عليه كلَّ الغضب المُتراكم، أمَّا صفعُ القلب فهو باقٍ مدى الحياة مهما زال الحقد المُتواجد، ليُخلّف بآثاره كدَماتٍ مؤلمةٍ لا تزول

تَجنبتُ صفعهم لقلبي بِحثِّهم على معاقبتي بإنزال العنف على كل شبرٍ من جسدي لإفراغ شحناتِ غضبهم مني وألمهم المُتراكم في قلوبهم ..

لأني على عِلمٍ أن العضو الأثمنَ المخبأ داخل قفصي الصدري والذي سيودي بحياتي إلى التهلكة يومًا ما سيكونُ من نصيب ووهيون ولورين

عقابي الأكبر سيكون على يدي هذين الإثنين، أشعر أنهما سينتشلانِ قلبي من جسدي ويمزقانه لأشلاء

ووهيون هو الجلاد الأقوى والأمهر بين جميع مَن حَولي، سيمارس مهنته علي بكل احترافيه وإتقان، بحيثُّ لن ترونَ في ما يصنعه خللًا واحدًا أو عيبًا صغيرًا.

أكره ووهيون بِشدَّة لأنني أدركُ أنه يتلذذ بمعاقبتي وأن قسوته قد اكتالت مني، أرغب الآن بكسر عظام ساعديه التي أحاطت بجسد مَن انتُزعت مِن ضلعي، وتمزيق شفتيه التي استَمَدَّت الحرارة من جسدها البريء

إلا أن يداي ترتجفان حَسرةً عندما أرى دماؤه تُغطي يدي، قلبي الضعيف لا يهونُ عليه ذلك بل يرتعش خوفًا إن أصاب ذاك الخائن مكروهٌ .

لماذا عليك أن تكون أنت! لماذا كُنتَ أنتَ مَن يقتصُّ مني يـا صديقي؟!...ارحمني، وأوقف عقابكَ، أرجوك

كَرهتُ نفسي أضعاف مُضاعفة لأنها سَمَحت له أن يتصرف بـ لورين كيفما يشاء على حساب أنها زوجته، ليتها لم تُخلَق كلمةَ زوجة، وليتها لم تكن بهذا الوجود.

بِلَّوراتٍ لامعةٍ مُدببة، تعكسُ أنوار الصالةِ، وقطعٌ مُتناثرة كانت تتطاير في الهواء أمامي..

افتُرِشُ الطابق السفلي بمنزلي بسُجّادٍ من الزجاج المُحطَّم، صرخاتي تَتحَرَّرُ من جَوفي تكادُ أن تقطعَ حِبَالي الصوتية وتُحطمُ سكونَ الليل لتُحوِله إلى حفلةٍ صاخبة

أنا أحتفل في هذه اللحظة
حفلةٌ تليقُ بذكرى زواج صديقي ووهيون
ذكرى انتشالهُ زوجتي لتصبحَ زوجته
ذكرى سلبه لروحي لتُصبح مُلكَه،..
ذكرى قَتلي

الشيء المفقود 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن