Ch13 ⇜

332 46 122
                                    

تَقَمُّـــص
...
...
...

-١٣-

لطالما كان الطفل الصغير كائنًا مزعجًا في نظر أغلب الآباء

وخاصة عندما يختار واحدة من علب الحظ التي يحملها المهرج ولا يجد بداخلها ما يرغب به

فتحلُّ لعنة الصراخ على والديه، حتى يجعلهم يكرهون ساعة اقتياده إلى السيرك..
ما ذنبهم إن كان حظه سيئ!

أنا لم أكن في طفولتي من زمرة هؤلاء المُدللين، أتعلمون لماذا؟!
لأني أكره المفاجآت!

بل لأصدقكم القول .. إنها تُرعبني، أكره هذه الألعاب مُّنذُ كنتُ صغيرًا

الألعاب التي تعتمد على صناديق مغلقة، أسرار، وحظ..

كنتُ لا أصنفها ضمن ألعاب التسلية، بل أعتبرها كارثة كبيرة تلحقُ الضرر في مشاعري

أخافُ المُستقبل، وأخافُها.

لا أرغب في الانكسار من مجرد لعبة، عيبٌ علي إن بَكيتُ رغبة في شيء
هكذا كان والدي ينَبِهُني دائمًا، فكبرتُ على هذا المبدأ بداخلي حتى نَمَت لديَّ عقدة لا فكاك لها .

عندما أتفاجأ في الحياة وخاصة من أقرب الناس إلي، تُكسر الثقة في داخلي، ولا أستطيع التمييز بين تصرفاتي ...

فبمقدار استكشافي لخذلانهم لي واستغبائي لهذه الدرجة تطفو لدي أفعال همجية لا تُحمدُ عقباها كردة فعل لا واعية من نفسي .

شخصان في هذه الحياة يجعلاني متمسك بها بقوة على الرغم من قسوتها .

الاول من تشاركني بدمي، والثاني من يشاركني روحي
أختي لورين، وصديقي هويا

الاولى شعور بالمسؤولية، والثاني شعور بالولاء

ماغاية حياة الإنسان بلا شخص يعيش لأجله، فهي بأكملها مبينة على العواطف والأحاسيس، وهو ما يجعله يحيى وليس الطعام الذي يتناوله.

فالأخيرة ليست سوى أشياء مشتركة بين جميع الكائنات الحية، أما ما يتميز به الفرد فهو هذه المشاعر اللعينة التي تجعل منه مختلف تمامًا،

و يا ليتني خُلُقتُ من الصنف الأول بلا شعور.. لأن عواطفي أصبحت، كَعملة واحدة ذو وجهين، كسيف ذو حدَّين، كَروح ذو اختلافين، إما شر أو خير

يقولون أنه لن تتمتع بلذة السعادة إن لم يقابلها الحزن، وسعادتي لا تتعدى الدقائق أو الثواني التي بدأت أقضيها مع هويا، حتى تَلَقَيتُ ضريبتها من منبع السعادة نفسه .

الشيء المفقود 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن