1500 كلمة
أستمتعوا ~
كانت السماء ضبابيه والشمس لم تعد لها رغبة بالسطوع لهذا اليوم ، الشوارع فارغة و كأنما تم أبتلاع الحياة منها ــــــ يبدو بأن الجيمع كان متلهف للعودة لمنازلهم حيث المدخنة تتطاير بداخلها السنة اللهب لتدفء أجسادهم المجهده بعد يومٍ طويل من التعرض لهذا البرد الموحش .
على الجانب الأخر كان يُسمع صوت دهس أقدامة الصغيرة على الثلج ، ينفث داخل كفية كل دقيقة لتدفئتها ، أنفة و وجنتيه أزدادت حمره ــــــ برغم من أنهُ أصبح كرةً ضخمة من الملابس قبل خروجة من المنزل و الشكر يعود لوالديه لكن أول أيام ديسمبر في بوفارديا كانت ذو بردٍ قاتل .
هو يشعر بالأثارة لمجرد التفكير بأنه متوجه إلى الغابة القديمة لكن لن يستطيع الكذب فالخوف كان المسيطر بداخله لكن يعلم بأنه إن غادر دون أن يُرضي فضوله هو لن يحصل على النوم لهذه الليلة .
أخيراً أستقرت قدمية أمام لافته من خشب الزان حُوفرعليها بشكلٍ أحترافي -غابة ديميتر- لم يكن يبدو عليها أنها تتواجد هنا منذ سنوات. كانت الغابة تتواجد في أطراف المدينة لم تكن كبيرة الحجم ولكن ليست صغيرة أيضاً ، كان البياض هو كل مايمكن تمييزة بداخلها لكن من الغريب كيف كانت أزهار البوفارديا ذات اللون الأبيض تملئ المكان و كأنها تتنافسُ مع الثلج من يمكنه أن يغطي الأرض بنقاء .
جيمين كان متأكداً بأن هذه هي الوجه المطلوبة رغم أرتباكة من الأسم الغريب الذي قرأه للتو لكن هو متأكد من عدم تواجد غابات أخرى في مدينته أو هذا ما يأمل ـــــــــ كان الفضول يشتعل داخل مقلتيه ،يتحرك بكل حذر لكي تستطيع أذنيه أن تلتقط أي صوت يدل على الحياة أو...الأشباح في هذه الغابة ، بعد مرور بضع دقائق ومع تعمقه داخلها أخيرا أستطاع أن يستمع لصوت حركة كانت خلف الأشجار, أمامه مباشرة ! شعر بالتردد , هل الأشباح لها وجود حقاً ؟؟ هذا يعني بأن سانتا حقيقي أيضا !!
لم يدع الخوف يتغلب عليه فهذا جيمين الفضولي بالنهايه و سيموت من أجل فضوله أو هذا ما يقولة ـــــ أخذ يقترب من مصدر الصوت و الحماس يدب داخل قلبة و عندما وضع كفه لتحريك بعض الأغصان التي كانت تحجب الرؤية تفاجئ برؤيته لرجل في العقد الرابع من العمر بمعطف يتضح بأنه تم غسلة ألاف المرات و يقوم بتبول أو هذا مايعتقده , فمن سيقوم بفتح سحاب بنطاله في هذا الجو .
أنت تقرأ
Bouvardia
Romanceكان من المقدر حدوث كل هذه الأشياء المؤلمة لكي تلتقي أرواحنا الممزقة لكي تتعانق و تلتأم جروح الماضي ، لبداية جديدة في مدينة بوفارديا التي بدأت فيها أول أسباب تعاستنا و لكن في لحظةٍ ما أصبحت سبباً لسعادة لم نتوقع أن نعيشها يوماً بوفارديا مدينة الأزه...