1700 كلمة
أستمتعوا ~
يقف أمام الافته -ديميتر- التي تؤدي إلى حيث كان سيهلك قبل يومين ، يشُد قبعتهَ الصوفيه لأسفل وجهه و كأنه يريد الأختباء ،يحرك قدميه بقلق داخل الثلج و صدره يعلو و يهبط في حركة سريعة. خرج نفس مرتعش من ثغره , هل يجب علية العودة للمنزل فقط ؟ ماذا لو تكرر الأمر ؟ فالشخص لا ينجو مرتان.. لكن هو حقا يريد أن يشكر الطفل الشاحب على أنقاذه و أيضا....هو لا يستطيع إيقاف فضوله فليس كُل يوم يمكنك أن تشاهد ذئب يتحول إلي طفل .
أخيراً قرر التشجع و خطى داخل حدود الغابة ، كان الصمت خانق و كل مايمكنك سماعه هو هفو الرياح ، هو يعلم بأنهُ فصل الشتاء لكن لما الغابة خاليه من الحياة بهذا الشكل المريب ، شعر بمعدته تتقلب بسبب الخوف و عينيه تتحرك في جميع الأتجاهات في تأهب وأثناء سيره كان يتمتم لنفسه ببعض الكلمات المهدئه لكي لا يتفاقم خوفه .
توقف لبرهه ينظر إلي الثلج الأبيض الذي يغطي الأرض بكثافه و يفكر بكم هو غبي، هو يعلم أنه سيجدهم بالغابه لكن أين؟ فالغابه ليست بحجم كف يده ليبحث عنهم، سيتطلبه الأمر يومان أو ثلاثة ليبحث داخل الغابة بأكملها و هذا يستحيل فعله.
رفع رأسه ينظر نحو السماء بإحباط و لمح تلك الأغصان الجافه تتراقص بمرح بفعل الرياح.... - شجرة السنديان- توهجة تلك الفكره داخل رأسه بإستمرار، هو قابلهم هناك لذا توجد فرصه كبيره ليجدهم بذات المكان.
أبتسم بساعده لشعاع الأمل الذي عاود الظهور مره أخرى. ــــــــــ أندفع بكل سرعتة في الأتجاه المؤدي إلى الشجرة العملاقة يشعر فجأه بالحماس يدبُ في جسدة . تباطأت قدماه عندما بدأت تتضح له الشجرة بشكل أقرب ، جذورها الضخمه البارزه تتشبث بشدة بالأرض و الثلج يبدوا كما لو أنه يريد دفنها ، هو يبدوا ضئيلاً جداً أمامها.
أقترب بحذر ، هو يستطيع أن يرى آثار أقدام و من الواضح أنها لشخص في مثل سنه تقريباً, كادَ أن يقز من شدة سعادته يبدوا بأن مخططاته كانت ناجحة هذه المرة .
أنت تقرأ
Bouvardia
Romanceكان من المقدر حدوث كل هذه الأشياء المؤلمة لكي تلتقي أرواحنا الممزقة لكي تتعانق و تلتأم جروح الماضي ، لبداية جديدة في مدينة بوفارديا التي بدأت فيها أول أسباب تعاستنا و لكن في لحظةٍ ما أصبحت سبباً لسعادة لم نتوقع أن نعيشها يوماً بوفارديا مدينة الأزه...