|1|

3.1K 177 234
                                    

في خليّة ذهنها السّابعة والسّتين..
رَسمت عالَمًا تتجَوَّل فيهِ لِدقائق..
وعَلى غَير العادة فقد كان مُلَوَّناً !

جَرَّت قَدَماها مُتابعةً السّير ومُتأمّلةً في أطيافِ النّاسِ
المُلوّنة .. إلّا أنّها لم تستطع تَجاهل نَظراتِ الفزع والتّعجّب
التي كانت تُوجّه إليها من حينٍ لآخر .. أو تأشير بعض الأطفال باصبع السبّابة تأشيرات مُتسائلة نحوها قبل أن ينهرهم ذويهم عن ذلك..

وبَعد أن داهمها الشكّ بوجود أمرٍ خاطِئ قَرَّرت التوقُّف
أمام أحدِ المتاجر ناظرةً لانعكاس صورتها على زجاجه مُتفقّدة ذاتَها..
استَغرَقَ الأمر مِنها جُزءًا من الثانية لِمعرفة السَّبب..
لا عجب من نظراتهم المريبة اليها وتساؤلهم ..كيف لا وهي تبدو
كمن خرج من أحد الأفلام المصريّة القديمة التي عُرفت بقدرة الكاميرا فيها على
تصوير اللونين الأبيض والأسود فحسب؟

هذا ما ستفكر به حين ترى طيفها الرَّمادِي وسط الأطيافِ
الملوّنة حيث انه كان من المزعج رؤية هذا اللون الكئيب وسط
قوس من ألوان المطر..

اعتمرها شيء من الكآبة..
لم يكن عادلاً أن يَلتَبس هذا اللون روحها هكذا
دون إذن منها..لكنها تعلم انّها هي من دعته مُرَحِّبة إليها..
هي من دعته حين قَرَّرت إختلاق قصص خياليّة عن نفسها ومحاولةً
اقناع عقلها بها لأنّها قاومت الواقع وكل ما يتّصل به كلّ المقاومة آنذاك..

هي من دعته حين هَربت وبكلّ بساطة من كل طيف مُلوّن يَربطه علاقة بها
وعندما تَحوّل كُلُّ حُبّ وتقديرٍ لكلّ ما أنار روحها يوماً إلى كُره شديدٍ لا سبب له لم يزدها إلا ظلاماً..

او حين تَجرَّد مِن قاموس مشاعِرها العَديدُ مِن المعاني..

كما وتسلّل الرّماد إلى معالِم الحياةِ حولها ليجعل الرّتابة والرّوتينية تُصادقها..
هي من دعته حين تمنَّت أن تقبض على دقيقة واحدة فقط تشعر فيها ان شيئاً ما يستحق الاهتمام..

وهو من لَبّى الدعوة ..
حين تلاش نقاء زُرقة روحها..
مُستَبدلاً بالرّماد .. جاعِلاً إياها طيفاً مُزيَّفاً بلا لون..







مرحباً أيُّها القارئ ..

هذا كتاب غير روائي و .. ٱدوّن فيه بعض المُقتطفات
لأفكار رَمادِيَّة .. لن يكون جميعها طويلاً كهذه .. اعني هذه ليست طويلة
كما هو واضح لكن قد تحوي بعض الفصول على كلمات معدودة..

هل راقت لكم؟


ما هو لون طيفكم؟

ٱودّ إهداء هذا الفصل لــ Chiron5
شُكراً جزيلاً لتَشجيعي💙.

حافِظوا عَلى بَريقِ أرواحِكُم ✨.

طيف رمادي.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن