فو الله ثم الله إنّي لدائباً
أفكّر ما ذنبي إليكِ فأعجَبُ
ووالله ماأدري علام هجرتني
وأي أمور فيك يا ليل أركب
أقُطَعُ حَبْلَ الْوَصْل، فالموْتُ دُونَه
أمْ اشرَبُ كأْساً مِنْكُمُ ليس يُشْرَبُ
أم اهرب حتّى لا أرى لي مجاوراً
أم افعل ماذا أم أبوح فأُغلبُ
- قيس ابن الملوح -
.
.
.
.كانت مستلقية على سريرها ، وشعرها الناعم مسدل على وسادتها ينساب الى الاسفل نحو الارضية ويتكور جزء منه فوق بلاط غرفتها ، تطالع السقف بعينين نديتين ، ارتوتا دمعاً لكثرة ما بكت ، و ضوء غرفتها الخافت يسطع بوهجه على فص وجهها ألايمن ، يُظهره كالذهب الخالص ، فوقه قطرات الدمع تبدو كقطع ماسٍ لامعه ، بينما افكارها كلها ترحل الى سيدها جهاد ، سيد الرجال وكبيرهم ، كيف كان سعيداً وهو يطلب يدها من ابيها وهي تطالعه من شق الباب بفضول واهتمام ، كان على وشك أن يصبح خليلها ورفيق دربها الى الابد ، درعها اللذي كان سيحميها من ظلم الحياة وجورها ، فكرت بكل ذلك لتتذكر نظراته وهو يخرج من منزلها ذليلاً ، بكت بحرقة وشهقت تضم ثغرها بيدها مغمضة العينين ما أن تذكرت تلك الملامح ، وقلبها يعتصر ألماً على ما تشعر به من ظلم ، ظلم امتد ليطال الرجل الوحيد اللذي أحبته ، رجل يلاحقها ليل نهار كمهووس يبتغي امتلاكها ، وآهٍ على قلبها المأسور بحبه لها ، قالت انها ترفضه لكونه من عائلة متحررة ، ولكنها كذبت بجدارة ، فهي على عكس ذلك كله ، تحبه بصدق وبإخلاص ، تريده زوجاً كما يريدها تماما ، وعائقها الوحيد امام تحقيق ذلك هو سرّ دفين لا يعرفه أحدٌ في القرية سوى ثلاثة ، سر لا يجب أن يعلم به جهاد أبداً ..
نهضت من فراشها بعد تفكير مليّ ، لتجد بأن احسن ما تقوم به الآن مع عجزها ، هو اللجوء لخالقها والتضرع أمامه طلباً للمساعدة ، اخذت تلف شعرها على شكل كعكة فوق رأسها ثم اتجهت الى الحمام للوضوء حتى انتهى بها الامر راكعة فوق سجادة صلاتها ، ترفع يديها وتتمتم داعية لبارئها بصوت شبه مسموع ، حجابها مع جلبابها مسدلان فوق جسدها تخفي اسفلهما مفاتنها ، لتمثل امام بارئها بتولا ، عذراء ، متضعرعة ، تحدثه سراً عن آلامها وأحزانها بعد صلاة ركعتين فجراً ، تغمض عينيها وتبكي ذلاً علّ النار المشتعله في صدرها تهدأ وتتلاشى ، وتنجلي بدموعٍ صادقة مسنودة بدعاءٍ في جوف الليل وحيدة ..
ولكنها مجرد دقائق قليلة حتى قاطع دعواتها دخول رقية فجاة الى الغرفة ، تفتح الباب على مصرعه لتهتف لها ببرود :
- انزلي حالا الى الاسفل ما أن تنتهي من صلاتك .. تعالي وساعديني في صنع الفطور ، اخاكي على وشك الاستيقاظ والذهاب الى العمل ..التفتت عليا نحوها لتومئ لها قاىلة ببرود وبقلة حيلة :
- سأبدل ملابسي واتبعك ..- لا تتأخري ، سأنتظرك ولن افعل اي شئ حتى تأتين ..
قالتها رقية بحدية لتغمض عليا عينيها بتنهيدة ثم سرعان ما تفتحهما مرة اخرى قاىلة :
- لن أتأخر ، فقط بضع ثوانٍ ..
أنت تقرأ
في محراب عينيها - مكتملة -
Lãng mạnأرادها بكل جوارحه ولكن يأبى القدر بأن يمنحه ياها بسهولة ويسر ... كم عليه أن يضحي لأجل هذا الحب و هل عشقه كافٍ لجمعه بها أم للقدر رأي آخر