• الرابِع •

5.5K 385 167
                                    

"ما هذه اللعنة آثينا؟" تذمرتُ بينما أنظر لقدمي التي يُعانقها بوط أسود برقبة طويلة، إنه غير مريح بالمرّة فهو ثقيل للغاية ولا يجعلني أتحرك بسهوله.

بالإضافة إلى سُتره جلدية سوداء، أسفلها قميص أسود، وبنطال أسود ضيق.

هه رائع! الشبح الأسود قد آتى، فلتختبؤوا أيُها الصِغار.

"توقفي عن التذمر أيتُها الصهباء، جميع القطيع يرتدي هكذا في المُناسبات الرسمية." تمتمت بينما تربط رباط بوطها المماثِل لخاصتي.

"هكذا! مِثل الأشباح السوداء؟" سخرتُ. وقلبت الأخرى عيناها بملل.

وقفت آثينا من مكانها متجهتاً إليّ وعلى وجهها ابتسامة كبيرة تقول: "والآن حان دور شعركِ أيتها الأميرة."

"ماذا ستفعلين؟"

"فقط اصمتي وشاهدي وحسب." أجابت ببساطة بينما تدفعني بخفة بإتجاه المرآة.

جلستُ على الكُرسي المُقابل للمرآة بينما آثينا خلفي، تبدأ بتمشيط شعري الناري الطويل نسبيّاً.

"آثينا-" ناديتُ عليها فور أن خطر على بالي سؤال أثار فضولي. همهمت بإستجابة لأكمل. "هل عثرتِ على رفيقكِ؟" سألتها بينما نظرت لإنعكاسها في المرآة.

شعرتُ بها تجمدت للحظة قبل أن تتبدل ملامحها مباشرةً وتسقطت ابتسامتها. ثم تركت شعري بعدما إنتهت.

"ما الخطب؟" نظرت لها بقلق بينما عيناي لازالت تنظر لانعكاسها في المرآة.

"أنتِ- أنتِ من أين تعلمين بأمر الرفقاء؟" عقدت حاجبيها بعدم فهم، أنها بارعة في تغيير المواضيع. جيد.

"قرأت عنهم في كتابٍ ما بالمكتبة، وَ-لم تجيبي على سؤالي بالمناسبة." ملامحها عادت غريبة كما في البداية.

حدقت بالفراغ لفترة وكأنها تستعيد ذكرةٍ ما بينما عيناها أظلمت.

"مات." تكلمت بينما نظرت في عيناي. "أو بمعنى اصح قُتِل."

"مات بسببي- بسببي أنا، لو لم أكن جبانة كفاية لما كان سيحدث كل هذا." هي حرفياً صرخت.

"في يوماً، كان يوجد هجوم روچ على المجموعة- وعندما كنت احاول الهرب والإختباء لضعف قوتي فأنا لن أصمد أمام أحدهم.. أوقع بي واحداً منهم، وقتها أنا تصلبت بمكاني ولم أعرف ماذا أفعل، وعندما هَمّ الآخر بالإنقضاض عليّ ظهر أمامي آيان من العدم وتلقى مخالب هذا السافل بدلاً عني."

عيناها لمعت مِما يدل على بكائها القريب ولكنها لم تفعل.

"أنا من كان عليه الموت، ليس هو."

"ليست غلطتكِ آثينا، إنه قدركِ ويجب عليكِ تقبل ذلك." حركت يدي على ظهرها بهدوء بينما شردت.

أركاديا || Arcadiaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن