وقفات في بهو ذلك المنزل الفخم تنظر إلي اسفل و بجوارها حقيبة ليبتسم لها ذلك الرجل العجوز ذو الملامح الهداء و تبدو عليه علامات الطيبه و الحكمه ليقول بصوت هدأ حنون :
انتي مين يا بنتي الحرث برا قال نك طالباني با الاسم
لترفع الفتات راسه لتظهر بشرتها شديدة البياض و تلك العيون الكبيرة الجميلة بلون الاسود و خصلاتها السوداء القصيره التي بل كاد تصل إلي عنقها و تلك الشفه الصغيرة ذات اللون الوردي الغامق و الملامح البريئة الطفولية و تقول بصوت هادئ لطيف :
_ انا حور سليم الدالي
ليتسع انظار كل الموجودين بم فيهم ذلك العجوز
ليقطع صدمتهم دخول ذلك الشاب ذو البنيه الضخمه و الجسد الرياضي الصلب و تلك العيون القاسيه شبه ضيقه من يراها يظنها سوداء لكنها تخفي لونها الزيتوني الجميل و بشرته القمحيه الصفيه و ملامحه القاسية الجميلة لينظر إلي الفتات من الخلف بشمئزاز و يصفق و يقول :
_ برافو برافو ...
و عاد يقول بسخرية : بنت الغالي جايه كده بكل بساطة تقولكم ، انا بنت سليم الدالي إليه هرب زمان و ساب كل حاجه وراه عشان يتجوز امها .......
ليقطعه ذلك العجوز و يقول محذراً :
_ خلاص بقا يا رحيم
رحيم بغضب و هو يشير علي حور : خلاص خلاص ايه عشان الهانم جايه كده بسهوله تقول انا بنت سليم إليه مهنش عليه حتي يجي ياخد عزا في ولدك الاتنين لما ماتو ولا حتي فكر يرجع يترجاك و يطلب منك تسمحو لما الهانم مراتو ماتت
و يكمل و هو يدرو حولها : ولا ناسي انو سابنه و احنا كل حاجه بتنهار من حولينا
لتخفض حور راسة و تبداء دموعها في الهطول
لتقطرب تلك الفتات التي تقف علي السلم شديدة الشبه با رحيم لكن ببشرة بيضاء حلبيه و تقول بمرح و هي تقطرب من رحيم :
_ خلاص يا رحومه حوري بردو من العيله و ملهاش دعوه مين ابوها و مين امها و هي برده احسن منهم و جات تسئال علينا نعمل كده و نطردها
رحيم ببرود : اها نطردها
لتقطرب الفتات من رحيم اكثر و تقول و هي تنظر لهو اكثر :
_ طب و لو قلتلك عشان خطري
رحيم بضيق : اسيل ده مش ليه علقة بيكي فا ماتدخليش
لتعود و تقول بتزمر :
_ رحيم
رحيم بضيق : اسيل ارجعي مكانك مش عايز ازعلك
و ينظر إلي حور التي تقف و تبكي في صمت و يقول بصوت ساخر :
_ اتفضلي احنا منعرفش حد اسمو سليم عشان نعرف بنتو
لتحمل حقيبتها و تستعد لخروج لكن يوقفها صوت ذلك العجوز و هو يقول :
_ استني يا حور
ليقول رحيم بضيق :
_ محمد
محمد و هو ذلك العجوز ليقول بصوت محزر لرحيم :
_ انا هنا إلي اقول مين يفضل و مين يمشي مش معني انك انت إليه ماسك الشغل يبقا انا مليش لازمها
و ينظر إلي اسيل و يشير لها بيده و يقول :
_ تعالي يا اسيل خدي حور و خلي الخدم يوضبو اوضة ليها
لتسرع اسيل في اتجاه حور لكن قبل ان تصل لها امسكها رحيم من يدها ليقول محمد بحد :
_ رحيم
ليترق يدها بضيق و هو يزفر بصوت مسموع
لتحاول اسيل حمل حقيبة حور و هي تقول :
_ انا اسيل بنت عمك مصطفي
و غمزات و هي تشير براسة علي رحيم و تقول بضحك :
_ و اخت البيه
ليقول رحيم و هو يضغات علي اسنانه :
_ اسييييييل
لتمسك اسيل يده حور و تسحبها و هي تشير بيدها إلي رحيم و تقول :
_ بلا اسيل بلا نيلاه ايه هتكلني
و قبل ان تخطو حور و اسيل اول خطوه صعودا علي السلم قال محمد :
_ حور هو سليم فين
لتغمض عينها بحزن و تقول :
_ مات ... بقلو شهر
ليعض رحيم علي شفتيه السفليه بأسي لكن سرعان ما يعود وينظر لها بقسوة
ليقول محمد بصوت مختنق :
_ طب اطلعي مع أسيل غيري هدومك و استريحي شويه
و اشار إلي تلك السيدة التي تملك نفس عيون كل من رحيم و أسيل و هي لم تكن سوي رانيا ولداتهم و قال :
_ و ديني اطي يا رانيا
و اتجه رحيم إلي خارج المنزل و لم يتبقي سوي سيدى تحمل ملمح عدية بعيون عسلية لكنها تضع الكثير من مسحيق التجميل لتخفي تقدمها في العمر و هي أمل زوجة ابن محمد مراد المتوفي لتقول بسخريه :
_ اصلها كانت نقصة بنت مرفت كمان مش كفايه خدات زمان سليم مني
و تاتوجه إلي غرفتها
***
في غرفة محمد
دخلات رانيا الغرفة لتسقت دموعه ذلك العجوز الحنون علي وجهاه دون مقدمات
رانيا بحزن و حنان : بابا خلاص مش تعيط
محمد بدموع : مات و هو فاكر اني زعلان منو ....... مات من غير ما اشوفة و احضنه ...... و اقوله اني راضي عن جوازو من مرفت
مسحات رانيا دموع ذلك العجوز الحنون بانملها و قالت موسية لهو :
_ خلاص يا بابا عشان صحتك و كمان هو لو مش عارف انك قلبك كبير و هتسامح عمرو ما كان طلب من بنتو انها تيجي هنا لو مش عارف انك سمحتو
محمد بباتسامه حزينه : فيها شبة منو اوي يا رانيا
كادت ان تتكلم لكن قطعها صوت رنين هاتفها لتنظر إلي الهاتف و تعيده إلي جيبها
محمد بتعجب : مين ده
رانيا و هي تبتسم : رحيم اكيد عايز يعمل مشكلة عشان حور
محمد : هو لسا هنا
رانيا : لاء مشي ........ و يلا انت كمان خد دواك و نام لحد ما الكل يرجع
ليبتسم محمد و هو يقول :
_ مش بتنسي انتي خالص
أنت تقرأ
حب و لكن ( قيد التعديل )
General Fictionوقع في حبها بل عشقها من النظرة الاولى لكن غرورة اجبرة ان يكون قاسي معها ، ليكون هو اكثر ما تكره في الحياة،