أنهت شيرين إعداد الحقائب استعدادا لمصاحبة زوجها فى إحدى رحلات عمله التى تختلف بإختلاف الموقع الهندسى المشرف عليه. فهو بالرغم من سنوات عمره التى لم تتعد الثانية والثلاثين قد أصبح المهندس الكفء الذى تكلفه الشركة دائما بالاشراف على مواقع البناء المهمة التي تدر للشركة الربح الوفير ، وقد كان الموقع هذه المرة بالاسكندريةتعالى صوت رنين هاتفها، توجهت إليه لتجد شاشته تضئ بإسم والدتها، علا ثغرها ابتسامة خفيفة فهى تعلم فحوى المكالمة مسبقا، تناولت الهاتف واجابتها
شيرين بمرح : لسه فيه تعليمات تانية ؟
الام هالة بنبرة يشوبها العتاب : بتتريقى حضرتك!
ضحكت شيرين واجابتها قائلة : يا ماما يا حبيبتى انتى ليه محسساني اني أول مرة أسافر مع كريم، ما انا دايما بسافر معاه
هالة : بس المرة دى فيه فرق، انتى حامل يا حبيبتى وفى شهورك الأولى يعنى لازم ترتاحى
ضحكت شيرين محاولة مشاغبة والدتها : هو حد قالك انى هنزل الموقع معاه
تصنعت والدتها الزعل واجابتها قائلة : خلاص يا شيرين براحتك
اجابتها شيرين محاولة إرضائها و طمأنتها : يا ماما انتى عارفة إن كريم مش بيعرف يعمل لنفسه اى حاجة
ثم اكملت مبتسمة : وبصراحة دا شئ عاجبنى جدا إن جوزى ميقدرش يستغنى عنى، وبعدين يا ستى اوعدك انى لو لقيت نفسى تعبانة هرجع
تنهدت والدتها فهى تعلم أنه لا فائدة من الجدال مع ابنتها ولن تصل إلى النتيجة التى ترضيها، فأجابتها قائلة : خلاص يا حبيبتى اعملى اللى يريحك وخدى بالك من نفسك
وقف يتابعها مستندا إلى حافة الباب، فهى زوجته التى تسانده وتتحمل معه دائما ظروف عمله، هى ابنة الجيران التي سرقت لبه وفؤاده، فما إن استلم عمله باحدى الشركات الهندسية حتى توجه لوالديه وطلب منهم التوجه معه لخطبتها، وكم كانت سعادته عندما علم أنها كانت تبادله الحب، تم زواجهم فى غضون عام، زواج هانئ سعيد مستمر منذ ثلاثة أعوام، اكتملت سعادتهم منذ معرفتهم بطفلهما الأول الذي تحمله في أحشائها منذ شهرين، وقتها اقسم على فعل المستحيل لأجل راحتهم واسعادهم
استشعرت شيرين وجوده بالغرفة فأنهت المكالمة مع والدتها، وما إن انهتها حتى توجه إليها واحاط خصرها بذراعيه طابعا قبلة رقيقة على كتفها الأيسر، وتحسس بطنها موضع طفلهما
كريم بحب : ربنا يخليكو ليا
التفتت إليه شيرين قائلة : ويخليك لينا يا حبيبى
كريم : ماما خايفة عليكى ودا حقها بس صدقينى أنا بخاف عليكى اكتر منها ولو حسيت إنك تعبانة هعتذر عن المشروع ده ونرجع على طول، واوعدك ان دا اخر مشروع بره القاهرة لحد ما تقومى بالسلامة انتى والنونو
امسكت يديه وتحدثت إليه بمرح قائلة : انت شكلك زهقت من الشغل، لا يا باشمهندس استحضر الروح النشطة كده وركز فى شغلك ومستقبلك
رفع يدها إلى فمه وطبع قبلة فى باطن يدها قائلا : طول ما انتى معايا وفى ضهرى أنا مطمن على نفسى
حمل كريم الحقائب وتوجهوا إلى السيارة استعدادا لرحيلهم إلى الإسكندرية حيث قرر كريم المكوث بشقة ملك لشقيقه نظرا لقربها من موقع عمله، وبعد ساعة من القيادة توقف كريم باستراحة على الطريق لتناول شئ ما قبل استكمال رحلتهم، فطلب لنفسه قدح من القهوة وطلب لشيرين كوب من العصير، حدثها بمرح قائلا : الواد كعبول عامل إيه ؟
اتسعت عينيها باندهاش من اللقب الذى أطلقه للتو على طفلهما واجابته مشيرة إليه بإصبع يدها و بنبرة تحذيرية : متقولش على ابنى كده، وبعدين جايز تطلع بنت
نظر إليها قائلا : وتكون بنت حلوة كده زى مامتها
غيرت شيرين مجرى الحديث لشئ آخر لطالما ارادت سؤاله بشأنه
شيرين بتساؤل : هو شريف أخوك اشترى الشقة دى ليه؟
كريم : يعنى إيه اشتراها ليه ؟
شيرين : اقصد هو مش عايش فيها وإنت بتقول إنها منطقة معزولة شويه ومافيش فيها سكان كتير، إيه المميز فيها بقى عشان يشتريها؟
كريم : عادى يا شيرين ما انتى عارفة دماغ شريف، بيعمل اى حاجة تيجى فى دماغه من غير ما يفكر
شيرين : فعلا، شريف أخوك دا غريب، بحسه عكسك تماما، ثم شهقت متذكرة شئ ما فبادرت زوجها بالسؤال قائلة : إوعى تكون قلت لماما إن الشقة فى مكان مفيش فيه سكان كتير عشان كده ممكن تقلق اكتر
كريم بضحك : أنا ملاحظ إن هرمونات الحمل خليتك مش مركزة وبتفتحى فى اكتر من موضوع فى نفس الوقت
شيرين : لا بجد يا كريم قلتلها حاجة ؟
كريم : لا متقلقيش هى عارفة إن الشقة بتاع شريف بس مش اكتر
أنهوا تناول مشروباتهم ثم توجهوا إلى السيارة لاستكمال طريقهم
أنت تقرأ
نوفيلا.... انتقام خاطئ
Misterio / Suspensoهل يشعرك الانتقام بالراحة ؟ هل يشعرك بالانتصار ؟ هل تنام هانئا أم يؤنبك ضميرك؟ وماذا إن اكتشفت أن انتقامك ماهو إلا انتقام خاطئ!