الفصل الثالث

2.5K 51 3
                                    

صعد درجات السلم قفزا، فهو لا يعلم كيف قطع تلك المسافة بسيارته، وطوال الطريق كان يدعو الله أن ينجيها وألا تكون العواقب وخيمة، كما كان يحمد الله على قرب المسافة بين عمله و المنزل
دلف إلى الشقة وظل يصرخ باسمها ولكنها لاتجيب، توقف لحظة ناظرا حوله فهناك شئ يثير تعجبه، فلا يوجد أى أثر لحريق داخل المنزل كما أنه لا يشتم رائحة دخان
توجه إلى غرفة النوم فوجدها ملقاة ارضا بجوار الفراش، هرول إليها وحملها بين ذراعيه ثم وضعها على الفراش وحاول افاقتها
بعدما أفاقت شيرين ظلت تبكى بشدة و تهذي بكلمات لم يستطع كريم أن يفهم منها شيئا، حاول تهدئتها وقام بإعداد كوب من العصير لأجلها ، بعدما هدأت طلب منها أن تقص عليه ماحدث
قالت شيرين بأنفاس متقطعة من كثرة البكاء : أنا كنت نايمة وصحيت لقيت الاوضة كلها مولعة
حاول كريم تهدئتها : طب اهدى يا حبيبتى، جايز كنتى بتحلمى
صرخت شيرين قائلة : أنا متأكدة من اللى بقوله، الاوضة كانت بتولع
ربت كريم على كتفها : طب اهدى بس وبالعقل كده مافيش اى أثر لحريقة ولا نار ولا ريحة دخان حتى
تعجبت شيرين، فبالفعل لم يكن يوجد أثر لأي شئ، هل من الممكن أن يكون مجرد حلم كما يقول زوجها
اقترح عليها كريم أن يخرجا سويا لتناول الغداء بالخارج وقضاء بعض الوقت معا حتى تهدأ أعصابها
قضيا طوال اليوم بالخارج وعادا بعد أن هدأت أعصابها ونسيت ماحدث فى الصباح، ومر اليوم التالى بهدوء، فتوجه كريم إلى عمله وانشغلت شيرين باعمال المنزل ولم تشعر بمرور الوقت
وعندما قاربت الساعة الواحدة ظهرا، كانت شيرين قد انهت أعمالها عندما دق جرس الباب فتوجهت إليه لتجدها جارتها سعاد، دعتها للدخول وقامت بإعداد كوبان من العصير لهما واستأذنتها سعاد فى إحضار كوب من الماء، واثناء جلوسهما معا لاحظت سعاد شحوب وجهها
سعاد بنبرة اهتمام : مالك يا شيرين ؟ انتى وشك اصفر كده ليه و حساكى هبطانة ؟
تنهدت شيرين وقصت عليها ماحدث فى اليوم السابق
حاولت سعاد طمأنتها قائلة : أكيد فعلا كان حلم، لأنه لو دا حصل فعلا أكيد كنت هشم ريحة الدخان
ناولتها سعاد كوب العصير قائلة : اشربى العصير ومتفكريش فى اللى حصل
تناولا العصير وجلسا سويا لمدة نصف ساعة ثم استأذنت سعاد فى الرحيل، وبعد رحيلها وجدت شيرين أنه لازال مايقارب الساعتين على موعد عودة زوجها من عمله فقررت أخذ قسط من الراحة ريثما يعود
استيقظت شاعرة بالراحة بعد أن نالت قسط كاف من النوم ولكن شعورها هذا لم يدم طويلا، فجأة تنبهت إلى أن هناك دماء تغرق ملابسها و الفراش من حولها فأخذت فى الصراخ وسقطت مغشية عليها من هول المنظر وكان هذا هو موعد عودة زوجها من عمله فتناهى إلى مسامعه صوت صراخها فهرول سريعا إلى الغرفة ليجدها مغشيا عليها

نوفيلا.... انتقام خاطئ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن