البارت الثامن عشر

616 37 108
                                    

"جيمين ساعدني "

تجمد جيمين لحظات مرراً حدقتيه حولهما في قلق قبل أن ينطق فاتحاً الباب على مصرعيه " ما بك !؟ ادخل

دخل بيكهيون زافراً الهواء بعمق متفقداً بعدستيه كل شئ حوله ليجده كما هو منذ رحيله إلا من بعض الفوضى التي عمت المكان فمن الواضح بأن مالك المنزل كان مشغولاً في الفترة الماضية ليوضبه، التف إليه الآخر بعد إغلاقه للباب يتفحص كل شبراً في جسده متسائلاً بنبرة مليئة بالقلق

" هل أنت بخير ؟ هل أنت هارب من شيئاً ما ؟ هل يلاحقك أحدهم ؟"

قطب بيكهيون حاجبيه مستغرباً السؤال ملتفتاً للمتحدث خلفه يواجهه متسائلاً " لا لما تسأل ؟

هل أنت جاد !؟ تظهر أمام منزلي الساعة الثالثة و النصف فجراً بعد اختفائك لثلاثة أسابيع كاملة و تسألني لماذا أسأل ؟ " تحدث جيمين بتهكم ضاحكاً بسخرية في بداية حديثه لتتغير و تحتد معالم وجهه إلى أخرى غاضبة معاتبة في آخره، حدق بيكهيون قليلاً في معالم وجهه الغاضبة التي ليست من السهل رؤيتها مع تلك الشخصية اللطيفة ليدرك بأنه أفسد الأمور أكثر مما يتصّور و سيضطر لبذل جهود مضاعفة لتوضيح موقفه

- فإن كان جيمين غاضباً بتلك الطريقة فما بالك بالأخرين -

شرد بيكهيون لحظات يتتبع خطوات صديقه نحو المقعد المقابل للأريكة ليجلس متحولة معالمه لأخرى جدية شابكاً كفّيه ضاغطاً فكه بقوة واضحة محملقاً بالواقف أمامه صامتاً كالطفل المخطئ أمام والدته

مل بيكهيون وقوفه كالصنم فالكلمات رافضة الخروج للنور و كأنها هي الأخرى سئمت كذبه و تحاول منعه فاتجه بخطى واثقة بقدر المستطاع نحو الأريكة ليجلس مقابلاً صديقه الذي ينتظر حديثه بفارغ الصبر " أعلم أنني لم أهاتفكم و ل ...... " قاطعه جيمين الذي برزت عروق رقبته تنذر بنوبة غضب قادمة

أنت لا تعلم شيئاً، لا تعلم كم القلق الذي عشنا فيه بسبب غيابك لا نعلم إن كنت حيّ أم أصابك سوء، لا ندري إن اعتبرتنا أصدقائك حقاً أم مجرد فندق للضيافة في حال إقامتك هنا، ذهبت يومان و لم تهاتفنا و لو مرة تخبرنا بطول الفترة أو قصرها أنت حتى لم تهتم كون ايميليا بخير أم لا هل كنت تنوي الذهاب بلا عودة !!؟ " لم أستطع الرد مرة أخرى و أشحت بنظري بعيداً هروباً من تلك النظرات المعاتبة التي تستهدف قلبي، لم يعاتبني صديقاً من قبل قط لما الشعور برغبة إخباره كل شئ كي يحمل عني قليلاً تتطرأ لعقلي بصوت بعيد ضعيف لن أبالي بوجوده حتى

كم تمنيت بأن يلاحظ لوهلة بأنني اعتبرته صديقاً و طلبت منه المساعدة حتى !! فهو يعرف جيداً بأنني أجد صعوبة في مثل هذه الأمور ، وددت لو يستمع لهرائي مصدقاً ليساعدني هذه المرة و أعلم بأن ما أفكر به هو القذارة و الإستغلال بحد عينها و لكنني متعب و بشدة لست حملاً لسماع توبيخ أو ملامة خاصةً منه لأنني واثق بأن حول ايميليا ثلاثة رئيسين سيفعلوا المطلوب و أكثر

أحببتك أيها المخادعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن