البوابه الغامضه

5 1 0
                                    

-هل وجدتها?
نكس فهد رأسه، وهو يقف امام رجل شديد البدانه، اصلع الرأس، ويقول في اضطراب:
-لم اجدها يا سيدي.
-كيف?
دوى صوت الرجل البدين غاضبا ثائرا، ثم عقب قائلا في حده:
-المفروض ان تجدها في موضع حطام المنزل.
قال فهد في اضطراب:
-لقد بحثت بنفسي...و
قاطعه الرجل البدين متسائلا:
-أتظن انه سرقها?
لاحت الحيره في وجه فهد وهو يتساءل:
-من?
-امجد...الذي هاجمك..وافقدك الوعي.
-لا اظن...لانني بحثت قبل ان يهاجمني...لا شك اننا اخطأنا المكان.
وران الصمت، واستغرق الرجل البدين في التفكير، ثم قال امرا:
-لا بد ان نجد هذه النظاره..بأية طريقه..اتفهم?
شد فهد قامته، وقال في حماس:
- امرك يا سيدي.
وعاد الصمت يخيم من جديد، حتى قال الرجل البدين:
-سنبدأ خكتنا اليوم.
-انا جاهز تماما.
قال الرجل البدين محذرا:
-لا اريد اية اخطاء
- اطمئن يا سيدي..ولكن..
نظر اليه الرجل البدين متسائلا، فعقب فهد:
-اريد بعض المعاونين
هز الرجل البدين راسه موافقا وقال:
-سيصلون اليك حالا
ولم يكد يتم جملته، حتى ظهر ذلك البساط الارجواني، الذي يبدو كطريق ممهد مضيء، قادما من بعيد، وراح يقترب منهما رويدا رويدا،حتى توقف تماما امامهما ثم ظهر اربعت رجال اشداء، يسيرون فوق ذلك البساط الارجواني، قادمين نحوهما، وتوقفوا امامهما، فقال الرجل البدين لفهد:
-سيكونون تحت امرك في المرحله الاولى من الخطه.
وخطا الرجل البدين لتستقر قدماه فوق البساط الذي راح يسحبه ليبتعد مسرعا،حتى اختفى تماما..
واختفى هو والبساط..
واشار فهد  للرجال الاربعه ان يتبعوه،فخرج عباس من مخبأة خلف احدى السيارات ،وراح يحملق فيهم وهم يبتعدون،والدهشه تملأ وجهه وتنطلق من عينيه،وسمع فجأة صوت البواب العجوز ،الذي ظهر امامه بغته، كأنما اشتقت الارض عنه وهو يقول في صوته الضعيف الواهن :
لقد بدأت العاصفه..عاصفة الشر..الويل لنا ..الويل لنا
وسرت رجفة خوف في جسد عباس
ثم انطلق ليكمل مهمته
         ***********
لم يستطع طاهر عز الدين ان يخفي دهشته الشديده لاخفاء البوابه، وراح يحدق باعين ذاهله في وضعها،فسألته دينا في استغراب:
-علام الدهشه يا عمي?
اجابه في ذهول:
- هنا...هنا كانت توجد البوابه الاثريه..لقد كادت أن تحرقنا عندما اقتربنا منها..اما الان فلا اجد لها أثر البته .
قال امجد في هدوء:
-هذا شيء طبيعي يا ابي
سأله وهو يرفع رأسه في دهشه:
-شيء طبيعي?!...ما هو الشيء الغامض إذا ?
قال في لهجته الهادئه:
-هذه البوابه ليست اثريه كما تظن..
قال طاهر في انفعال:
-لست اظن ...بل انا متأكد .....والدليل هو هذه الخرائط والاوراق القديمه لقد سجلن لنا وجود البوابه منذ الف السنين  .
قال امجد في لهجة واثقه:
-اعرف...هذا حقيقي ...ولكنها ليست بوابه قديمه لمدينه اثريه ..ان الذين سجلوا وجودها ،لم يعرفوا حقيقتها ولم يتوصلوا الى سرها ،فخافوا منها وحذروا الاجيال التي اتت بعدهم منها .
هتف طاهر متسائلا في اهتمام:
-اتعرف سرها?
ارتسمت نظره غامضه في عيني امجد ،ونظر الى ايمن درويش الذي بدأ يستعيد وعيه
فقال طاهر فجأه وهو يحيط كتفي ابنه بيده :
- أين كنت مختفيا? ماذا حدث لك طوال هذه السنوات ?
شرد امجد ببصره، وقال في خفوت:
-سأشرح لك فبما بعد ...لن تفهمني الان إذا تكلمت...
-المهم لماذا جئت الان?
سألته دينا في قلق:
-أانت قادم في مهمه?
-أجل مهمه خطيره...ثمة خطر رهيب يحيط بنا..وسوف نمنعه بإذن الله.
قال الاب بلهجه تنبض بالقلق:
-ما هو هذا الخطر?
-هيا بنا الان ..نتكلم في منزلنا
-سأحضر أوراقي... لقد سقطت مني.
وابتعد الاب ونحنى يلتقط الاوراق..بينما نهض ايمن واقفا وراح يحملق في امجد بذهول ..ثم ما لبث ان اندفع إلبه يحضنه بشوق ولهفه..والدموع تترقرق في عينيه...وقال:
-امجد..حمد الله على سلامتك ..لقد حدثني طاهر عنك كثيرا منذ ان تعرفت عليه.
ونظر امجد ليجد طاهر اقترب كثيرا من موضع البوابه المختفيه فصاح محذرا:
-أبي..لا تقترب اكثر من ذلك من البوابه..عد..عد..
وسمع طاهر وهو يصيح:
-وأين هي هذه البوابه ? لقد اختفت.
وقبل ان يتم جملته شعر بقوه هائله تجذب جسمه نحو موضع البوابه فصرخ بأعلى صوته..وتلك القوى تحيط به وتجذبه بعنف ..وصرخ امجد وهو يندفع نحو والده.
-أبي .....ابي.
وظهر في موصع البوابه، ضوء قوي هاؤل، كأنه شمس صغيره أغشى الابصار واحاط الجميع بحرارو عاليه وشعر طاهر بالقوه تدفعه نحو هذه الشمس الصغيره المضيئه .
ولم يستطع المقاومه..
واندفع نحوها...
واختفى داخلها..
واختفى الضوء تماما
واختفى طاهر داخله
                   ***********

عاصفة الشرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن