عادت للمنزل والحطبُ ماتزالُ تحملهُ على ظهرِها واليأسُ يسيطرُ بمحياها، عندما وصلت كان صوت اطفالها يتعالى ببكاء من الم الجوع وعندما دخلت الى الداخل استقبلتها الابنة ذات السابعة عشر وهيَ
تُمسكُ بأختها الاصغر والاولى تحولت مَلامِحها للحُزنِ والأسى عِندما رأت حزمة الحطبِ تحملها والدتها قد أيقنت ان هذه الليلة سيعيشوها بمجاعة،
اردفت قائلة: مرحبا يا امي اننا جياعٌ حقا ولم ناكل هذه الليلة ايضا، امي لقد تعبت انا من هذه الحياة البالية ومؤلمة هل انجبتني لاترك دراستي واجلسَ في المنزل مُنتظِرة متى القى حتفي؟
دالجا:
-عزيزتي اصبري هذا اليوم فقط وستثمرُ حياتنا وستصبحُ افضل بكثير.
تغيرت ملامح الفتاة لغضب ثم ردت بكل وقاحة:
-توقفي عن قول نفس الكلام كُل يوم يبدو علي انا ان اذهب واعمل افضل الاعمال وسنجني المال الكثير وانت ابقي بحطبك واذلالك للذين هم افضلُ منا يا ذليلة الاغنياء.
ثم ابتعدت من امامِ دالجا وهي مشتاطة غضباً وسخرية من كلام والدتها، اما دالجا ف بقيت مكتوفة اليدين لا تعرفُ ماهو الرد المناسب لابنتها التي ذلتها بعملها وهو العمل الوحيد الذي تستطيع جني المال منه وها هو قد ضاعَ والى الابد.
....
قد حلّ الصباح وخرجت دالجا للطريقِ واثناءَ
سيرها في مكان ضيق ومبانيهِ قديمةٌ جدا وبالية اشد البُلى وهي على وشْك الانهيار وأناسها من اكثر الاشخاص الفُقراء والمذلولين الذين يذهبون للطلب النقود من المارة ويريقون حياءَ وجوههم وكان على دالجا فِعلها، تجلسُ على رصيفٍ يكتظ به الناس والسيارات بِملابسها المليئة بالتراب بلونٍ اسود ومرقط بالارجواني والذي قد اختفى لشدة الاتربة الذي على الثوب وذلك القِماشُ الذي وضعتهُ على مَحياها لتُخفي ملامحها حتى لا يتعرف عليها الناس وهنالك عُلبة امامها يرمون النقود لها كُل شخصٍ يمر من عِندها تسترسل بِقولها :
-اني فقيرة ولدي اطفالٌ وهم على وشك الموت واحدهم مُعاق ولا استطيع توفير النقودِ لعلاجه ارجو منكم المُساعدة.
وبعد كلامها يُكسر قلوب هؤلاء الاناس ذوي الفؤاد الرهيف لكن البعضَ القسوة تلتهم قلوبهم ولا يتحرك من مشاعِرهم ذرةٌ واحدة.
« لم تعرف دالجا انه اذلال من نوع اخر اذلال اكثرُ من عملها وانحناءها لاخذ النقود وهي تُهينُ كرامتها وقد باعتها بِسعرٍ رخيص لهم ولن تستطيعَ شراءها مرة اخرى»
نهاية الفصل
أنت تقرأ
اعتناق اسلام
Randomانا اسير في ظلام يخنقني اسيئ لمن اراه منيرا كالبدر واحتضن من هو مثلي وبقلبي سبع حجرات احملها وحدي بين الظلام وهي تؤلم لشدة ثقلها