امام المسجد

208 25 2
                                    

تقف كالجبل الشامخ ودموعها لا تتوقف من الانهمار كالمطر وهي تُمسك بعكازتها ومعالم الشيخوخة قد ملأت مُحياها والشعر الابيض غزى على شعرها ويديها المرتجفة تُشعر كل من مَر من امامها بأنها ستسقط ولن تعود مرة اخرى، امام ذلك المسجد الذي ترعرع بداخلها حب الاسلام وان تكون من المسلمين وها هو امامها مُدمر بالكامل وهي قبل ثلاثونَ عاماً قد وضعت اولَ مسجد للمسلمات قد دمرهُ الحرب والخراب الذي عَمِرَ في دولتها ضد المسلمين لكن رُغم الالم مايزالُ هُناك من هم الطيبون الذين يساهمون بفعل الخير ونشر الاسلام بكل بقاع العالم ولم ينسوا اخوانهم المسلمين وقد ساعدوا الجميع لكن هُناك من قتلهم، ودمر عائلاتهم، وفكك بينهم، والان بدأو بزرع الفتن، والاثام، كثُر الفساد بالبلد واصبحَ المنكر كالجراد بكلِ مكان، اينما ذهبت تجده.
اقترب منها وامسك بيدها وهو يعدل بحجابها:
-أمي خديجة... الجميعُ ينتظرنا بالحافلة لنذهب.
نظرت للمسجد اخر مرة ثم استرسلت بنبرة موجعة وقاسية:
-لقد رَبيَ الاسلامُ بقلبي بهذا المسجد واولُ من شجعني على دخولهِ هو رجل اتى واسلم على يد الشيخ وكان هندوسي بنفس ديانة من يقاتلوننا اليوم ويحرموننا من العيشِ بسلام، اتمنى ورغمَ ان التمني حُلم يصعب تحقيقه لكن اتمنى ان يتصافى الجميع وتزول المواجع ويقل الخراب بالبلد ويعود الوضعُ كالسابق.
اخفضت رأسها وهي تمسحُ دمعا جرى من مُقلةً كالدم السائحِ من القلب الذي اُصيبَ برصاصةً من العدو.
النهاية
The End

اعتناق اسلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن