توقفَ الرجل امام المسجد وبالقُربِ من عتبته وها هي قد تتفاجئ انها نفس العتبة التي جعلتها تتأخر عن عملها، كم ان الحياة تدورُ بدائرة صغيرة وفي سبب طردها من العمل اصبحَ مكان عملها،
التفتَ الرجل ثم اشار لها:
-هنا ستعملين واتمنى ان تحافظي على نظافته فهو مكانٌ طاهر ومسجدٌ للمسلمين يصلون فيه ويؤدون صلاتهم فيه.
رُغمَ انها تكره المسلمين لكن الان قد تغيرت نظرتها عنهم قليلا واصبحت المسالمة بينهم هي الاسلم.
دخلت الى المسجد وقد اوصلها الرجل مكان ادوات التنظيف والى اي ساعة يُمكنها العمل وبعد كل هذا بدات بتنظيف المسجد والرجالُ يأتون لتادية الصلاة وقراءة القرءان ثم الخروج بعد ان نظفوا انفسهم من الرُجسِ والهموم.
12:17م
قد بدأ المؤذن ليأذن بصوتهِ الخاشع المتحلي بالايمان وخلفهُ حشودٌ من الرجال يتوافدون للصلاة وكأنهم يذهبون للمعركة لكنها بين احدٍ والاخر ويتسابقون لمن يعبد الله اكثر من الاخر لشدة ايمانهم.
بعد الصلاة بدأ الجميع بالمغادرة وبقي عددٌ قليل البعضُ يصلون لانهم جاءوا متاخرين والبعض يقرا القرءان، لكن شد انتباه دالجا صوت بُكاء احدهم وهو يقرأ كِتاب الله وكان بُكاءه شديد الالم وكانه اذنب والان يتخلص من ذنبه وجُرمهِ وقد التفت له إمام المسجد وهو يربتُ على كتفه ثم ينطق بصوت مليئٌ بالوقار:
-ما هو ذنبك يا بُني؟
نطق الفتى الذي كان بحدود العشرين من عُمره:
-لقد اذنبتُ ذنبا كبيرا واترجى ربي الله ان يغفر لي وان يتقبل توبتي له، ارجوكَ يا شيخي قل لي ما علي فعله ليتقبل الله توبتي.
-ان الله ارحم الراحمينَ يا بُني وسيغفرَ لك ويقبلَ توبتك له قال تعالى ﴿ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [التوبة: 102 - 104]
تصدق للفُقراء والمحتاجين والتزم بصلاتك وكتاب الله ولا تُهمله وبر بوالديك ولا تعصيهما وارضهما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
(رضا الله من رضا الوالدين، وسخطهُ من سخطهما)
ارتاحت نفس الفتى بعد كلام الشيخ ثم رد قائلا:
-لا اعرف كيف ارد لك هذا الذي قدمتهُ لي، انك فضلٌ من الله لارشادي لطريق الصلاح والاحسان.
- لا تشكرني، هذا كله من الله والان اذهب والا يقلق والديك.
قبل راس الشيخ ثُم ذهب والشيخُ مازال مبتسما له.
لقد رايت معنى الحب والسلام ورايت حب المساعدة وعدم كسر شخصٍ يطلبها وكم هو شعور جميل عندما تزرعُ بقلب شخصٍ السعادة والاطمئنان والراحة، هذه الحياة يستحقها الجميع.
نهاية الفصل
أنت تقرأ
اعتناق اسلام
De Todoانا اسير في ظلام يخنقني اسيئ لمن اراه منيرا كالبدر واحتضن من هو مثلي وبقلبي سبع حجرات احملها وحدي بين الظلام وهي تؤلم لشدة ثقلها