جوهرك دائما أقوى من الظروف التي تمر بها.
---------------------------------------------
ملامح شاحبة وعيون حمراء أثر البكاء هكذا كانت ملامح راتيل وهي تودع أخر المعزين لها جلست على الأريكة تبكي بصمت فرحيل جدتها عن هذه الحياة أمر أتعبها كثيرا فقد كانت بالنسبة لراتيل كل عائلتها حين توفيت والدتها وهي صغيرة بعمر العاشرة كان والدها سكير يأتي لضربها باستمرار لأنه يحملها السبب في موت حب حياته وزوجته فحين كانت أمها حاملا بها كان خطرا على حياتها أن تلدها إلا أنها صممت على ذلك مما جعل جسدها منهكا وتعبا إلى أن ماتت ثم أتت جدتها والدة أمها لتحميها وتنقذها من يدي أبيها الذي صمم أن يقتلها ذات يوم بسيارة لكن انقلبت السيارة وأدت إلى موت والدها بقيت جدتها بجوارها دائما تحبها وترعاها وتحميها من أي شيء إلى أن شاء القدر ليأخذ الله منيته رن الهاتف فأخرجها من هذه الذكريات المؤلمة نهضت وهي ترجع شعرها الاسود كشلال ليل ثائر كانت فاتنة لم يكن سبب جاذبيتها عيناها الواسعتين ذوات اللون الاخضر الغامق ولا ملامحها الناعمة كانت تمتلك شيء خاصا بها ذلك النوع الذي يجعلك لا تعرف أن تحدد سببا لجمالها.
"ألو مرحبا"
أجابها الصوت " أوووه صغيرتي"
"جدة ماري هل هذه أنتي" ثم أجهشت ببكاء حاد
"أووه حبيبتي صغيرتي أنتي , لقد سمعت الخبر منذ أمس وأنا الأن بالمشفى لذلك لم أستطع أن أتي أنتي تعلمين كم أحب جدتك حبيبتي"
كانت جدة راتيل جيداء والجدة ماري صديقتين مقربتين للغاية منذ أيام دراستهما ولم تنقطع هذه الصداقة رغم مرور الزمن وابتعاد المسافات وكانت ماري تزور صديقتها كل شهر تقريبا لأن جيداء كانت مريضة قلب ومن غير المناسب لها أن تسافر وبذلك توطدت العلاقة بينهم وكانت راتيل تشعر بأن ماري هي أخت لجدتها أكثر من كونها صديقة وهي متعلقة بها كثيرا...
أجهشت راتيل بالبكاء"لقد رحلت"
"لا عزيزتي لاتقلقي أنا هنا سأكون غدا صباحا عندك"
"لا جدتي لن أقبل بحالتك هذه لن تأتي لا أريد أن أفقد كل من أحبهم بسببي لا أريد"
"حبيبتي راتيل أنتي تعلمين أن هذا غير صحيح أنظري إلي مارأيك أن تأتي لزيارتي ها حبيبتي طفلتي أنتي تعلمين كم أوصتني جيداء عليكي تعالي فكري سأمهلك وقتما تريدين ولن أقبل الرفض أبدا"
"لاأعلم سأفكر بالأمر"
"حسنا هذا جيد سأنتظرك غدا إذن الساعة العاشرة صباحا كوني جاهزة سيأتي سائق ليقلك إلى المطار وداعا الأن انني اشعر ببعض التعب سأغلق "
لم تستطع راتيل الاعتراض حتى فقد أغلقت ماري الهاتف قالت بأنها ستفكر ولم توافق هزت رأسها ووضعت الهاتف مكانه كان هذا اسلوب ماري في الحياة إذا أرادت أمرا تفعله ومن ناحية أخرى هذا جيد عليها أن تغير من حياتها وألا تدع نفسها للكآبة أبدا..
كانت تعلم أنها لن تستطيع النوم طوال الليل فكثيرا ماكانت تراودها الكوابيس فتنام بحضن جدتها هزت رأسها لتطرد هذه الأفكار ثم ابتسمت قائلة"لا لست أنا من يسمح أن يجد الحزن طريقا لها سأوضب الحقائب واستحم وأقرأ أي كتاب من الجيد أنني أخذت عطلة من العمل لمدة والأن هيا لابد أن جدتي تراقبني من بعيد لذا لن أسمح لها برؤية دموعي فهي تكره الحزن "
كانت جيداء مفعمة بالطاقة والحيوية معروفة بضحكتها وكانت راتيل مثل جدتها تماما إلا إنها أقوى.
استيقظت راتيل صباحا تناولت فطورها وإذا بالباب يطرق فتحت الباب واتجهت للسيارة وانطلقت إلى المطار ثم ركبت السيارة التي ستتجه بها إلى بيت الجدة ماري نعم ستكون أقوى "عذرا"قالتها للسائق
"تفضلي سيدتي "
"كم بقي لنصل"
"ربع ساعة تقريبا"
"حسنا توقف رجاءا أريد أن أكمل سيرا" تفاجأ السائق بماقالته راتيل
"ماذا"
"ههه لاتقلق ستبقى إلى الامام أليس كذلك"
"أجل الأمام ثم سنجد القصر "
"قصر"
"أجل سيدتي" فكرت قليلا ثم
"اممم حسنا أذهب أنت بالحقائب رجاءاوسألحق بك سيرا أريد أن أمشي قليلا"
"كما تأمرين سيدتي"
"اووه أنت بمثابة أبي فلتقل لي راتيل فقط عمي ثم انني انسة " قالت وهي تمط فمها للأمام."هههه حسنا ابنتي انتبهي على نفسك"
"لاتقلق "ونزلت راتيل من السيارة لتمشي
-------
"أنا قادم جدتي إنني بالطريق حسنا وداعا"ثم أرجع الهاتف لجيبه
"وكأنه لاينقصنا سوى تلك الطفيلية القادمة لزيارتنا ومادخلي أنا بحفيدة صديقتها اوووه جدتي لولا أنه لايمكنني رفض طلب لكي لم فعلت ذلك أعني هل يجب أن نستقبلها اوووف لايهم " خرج داميان من الشركة كلعادة يخطف الأنظار بملامحه الاستقراطية وجسده الرياضي والأهم الكاريزما التي تتفاعل مع حضوره يرتدي بذلته الرسمية وكل شيء به غامض مخيف يلقب بالثعلب في عالم التجارة ركب السيارة ثم أجرى مكالمة هاتفية بشأن العمل..
" ليوأين أنت " ليو صديقه المقرب الوحيد الذي لايخاف من داميان
"ماذا لاتقل لي اشتقت لحبيبك ليو الذي كنت ستجلطه بالأمس لانك تخليت عن صفقة مهمة"
"ليو ايها الأبله لم نخسر الصفقة وسترى اليوم سيأتون وبشروطنا نحن المهم سأذهب للبيت الأن فلتتم باقي الاعمال وداعا"
"اللعنة أغلق الخط بوجهي تبا لك داميان "
--------
كانت راتيل مستمتعة يبدو أنه لا أحد بهذا الشارع وبقيت تدندن أغية وتدور حول نفسها لتشهق فجأة فقد كادت أن تصطدم بسيارة
"اللعنة" صرخ داميان ثم خرج من السيارة ليرى فتاة ترتدي فستان أسود يصل لركبتيها بأكمام تغطي المرفقين وشعر غجري يصل للخاصرة وعيون خضراء خائفة
"الحمدلله أنا بخير اوووه لاتقلق سيدي يمكنك إكمال طريقك"
حاول داميان إخفاء تأثيره بهذه الهيئة ومحاولة ضبط دقات قلبه التي انتفضت فجأة عند رؤية هذه الفتاة
"ماذا أيتها الفتاة المجنونة لم تدورين أمام سيارتي بل لم أنتي تسيرين على هذا الطريق "
"من هي المجنونة أيها الأعمى الفظ رغم أنني كدت ادهس تحت عجلات سيارتك لم أغضب ومع انه الحق عليك فبدل أن تنظر للأمام أوتطلق زامور من السيارة أجدك تقف فجأة"
"ماذا أيتها ال..." لكنها قاطعت حديثه
أنت تقرأ
عشق بنكهة الثعلب
Romanceلاتعلم لم احتدت عيناه فجأة وأصبحت بلون الدم أمسك يدها بعنف ثم قال "إذا كنتي تريدين له الأذية فلتجربي وتنطقي فقط اسمه وإذا اردتي له الموت فلتخرجي معه ثانية"