4 || دخول البوليس

20 4 1
                                    

عقد "براين سبارت" حاجبيه مفكرا و قال:

_ماذا تظن يا "تومي" ان هذه القصاصة تعني؟

_اعتقد انها لعبة سخيفة من القاتل فالآن قد تأكدنا ان "ميغوري" لم ينتحر بل قتل.

_نعم قتل بسم الزرنيخ!.

_الم تقل انه كان مضطربا؟ ان سم الزرنيخ لا يقتل الشخص بنفس اللحظة بل بعد ساعات او ايام.

_انت محق و لكن اذا افترضنا ان الكمية كانت كبيرة او الجرعة قوية فأنها قد تقتل بعد وقت قصير بالاضافة انني لم اكن ارمي بقولي انه "مضطرب" بمعنى انه اضطراب جسدي، بل اقصد اضطراباً نفسيا.

_اذاً ايعني انه كان قلقاً من شئ ما؟، شئ شغل باله؟. 

_هذا بحث آخر، لنذهب و نخبر الباقين.

خرج الرجلان من الغرفة و اغلقا بابها ليتأكدا ان لا احد سيبعث بالأدلة و شرع "براين سبارت" بالحديث عما وجدا:

_لقد وجدنا "ميغوري" ممددا على الأرض و قدا بدا انه قد تم تسميمه بالزرنيخ ، و يوجد عبارة مكتوبة على قصاصة ورقية و هذه العبارة هي ((مَنْ طَرَقَ بَاْبَنَاْ؟)).

و بعد انهائه جملته هذه حتى قلبت وجوه السامعين 180 درجة بفعل الرعب و الصدمة و عدم التصديق بالأمر اذ كيف يصدقون هذا، قاتل من بينهم؟ هم الذين عاشوا تحت سقف واحد تجمعهم مشاعر الألفة و الصداقة، يأكلون جنبًا الى جنب على مائدةٍ واحدة.

على الرغم من كل هذا تشجعت "تانيا" لتكلم "براين سبارت" مبديةً رأيها قائلة:

_لا يمكنني التصديق انه قد قتل، ربما قد انتحر ببساطة، ما الذي جعلكما تجزمان بأنه قد سمم.

_فكرنا انا و "تومي" بهذا و لكن ما لبثنا ان غيرنا رأينا بعد قرآتنا للقصاصة.

_و ما المشكلة؟، أن "ميغوري" كان دائما ساخرًا من الحياة.

_و لكن يوجد داخل كل شخص بؤرة شر.

_و داخل كل شخص بؤرة يأس ايضًا.

هنا احست مدبرة المنزل بأنها يجب ان تضع حدًا لهذه المحادثة التي بدت لها كالمهزلة قائلة و هي تتنفس الصعداء بعد كل جملة:

_هل انتما جادان؟، لدينا جثة هنا و قاتل ايضا -ان ثبت انها جريمة قتل- ، الزموا اماكنكم بينما أذهب انا و اتصل بالبوليس.

و فعلاً قامت مدبرة المنزل بالتوجه لهاتف موضع في منتصف الممر و اتصلت بالبوليس، و بعد نصف ساعة ملأ البوليس النزل كالنمل، منهم من رفع الأدلة و منهم من أخذ يفتش النزل.

كانت "باتريشا لين" تقضم ابهامها اليمنى من التوتر، و "براين" يحاول ان يخفف من وطئة  "تانيا" التي كانت تضع كفها على يدها قلقاً، اذ كل شئ حدث اليوم ارهقها، اما "تومي" فكان يرشد الشرطة الى غرف الباقين.
لتبقى بطلة قصتنا كالغريق في بحر الافكار، و كالضائع في وسط غابة الخوف، لكن خوفٌ من ماذا؟ هل خوفها كافٍ ان يوضح موقفها؟ اذ للخوف انواع.
بطلتنا كانت خائفة من يكتشفوا نوع خوفها اذ هي لا تريد ان يفتضح سرها، فكيف سيتقبلون فكرة انها قادمة من المستقبل؟ كان كل شئ يؤرقها، تمامًا كاليوم الاول في النزل.

في خضم الخربشات الفكرية التي تطول الجمع المتمثل بساكني النزل، و بالقرب من الجثة كان المحقق يجلس جلسة القرفصاء  مدققًا النظر بالجثة

_لا توجد اي جروح او اي مبرز اجرامي، لكن بالنظر ان اغلب ساكني المنزل من الشباب فهذا يعني ان اي احد قادر على قتله و لكن يبدو ان المقتول قد سمم اعتمادً على رائحة فمه، مما يرمي الشبهات على الجميع بدون استثناء الكبير منهم. 

هنا تقدم المحقق عاقدً العزم على ان يحقق مع كل واحد منهم، بغية الظفر بدليل.

_اذًا سيدة "غريس" انتِ مدبرة المنزل.

_نعم.

_وضحي لي ما حدث، ماذا كنتم تفعلون قبل اكتشاف الجثة؟

_حسنًا، بحدود الساعة 11:55 كنا في غرفة المعيشة نقرأ الرواية التي كتبتها "باتريشا لين"، و عندها لاحظت غياب "ميغوري" لذلك فكرت بأن نقوم بأستدعائه فتطوعت "فالوري" -و هي ابنة عمه- لمناداته و لم يستغرق الامر وقتًا حتى اتت لنا مذعورة مما جعلنا نصعد جميعنا و عندما رأينا "ميغوري" ممدداً ارتئينا ان يفحصه "تومي" فهو شبه طبيب.

_شبه طبيب؟!.

_نعم لانه ما زال يدرس الطب و لكن لم يحصل على تصريح للممارسة بعد.

_فهمت، اكملي رجاءً.

_اين توقفت؟، نعم! تذكرت، لقد فحصه "تومي" و قد عرفنا انه قد فارق الحياة و قد تناقش "براين" و "تانيا" حول ما اذا كان صديقهم قد انتحر ام قتل لذلك أرتأيت ان اضع حدًا لتلك المناقشة الساخنة بالاتصال بكم.

_دون المحقق في دفتر ملاحظاته جملة (شجار حول كيف ماتت الضحية).

_اذًا اين كنتِ قبل.. فلنقل قبل الحادث بساعة.

_كنت في السوق اذ لزمني بعض البهار فذهبت لجلبه و بعدها رجعت لاعداد الطعام اذ قد شارف الوقت على موعد الغداء و لكن استوقفتني رواية "باتريشا لين"، يمكنك ان ترى ان الاكل الذي بالمطبخ يدل على ان طعام الغداء ليس بمعد.

راقبت بعينيها السوداوين المحقق و هو يكتب الملاحظات لتقول بعد نفاد صبرها اذ انهكها كونها تحت الشبهات لتقول:

_هل يمكنني الانصراف؟، بغية الاتصال بمالكي النزل لأخبارهم بما حدث.

_قبل انصرافك، ما هي اكثر صفة ترينها تصح على الضحية؟

_لقد كان غير مسؤولاً، وضعه مريب، لم اكن راضية عنه.

_حقاً؟، حسناً شكرًا لتعاونك يمكنك الانصراف.

لتخرج تنهديةً من صدرها فور سماعها لجملة "يمكنك الانصراف".

ليقول بين نفسه و هو يرجع دفتره في جيبه:

_لا عجب من قولها ذلك، فأن ملابسه كان غير مرتبة.

تم بعدها اخذ الجثة الى سيارة الأسعاف بغية ايصالها المشرحة لمعرفة طريقة الموت.

هل هو حقا سم الزرنيخ؟.

••••••

يتبع°...

بارت قصير لأنبه ان الرواية هذه ما زالت على قيد الحياة، قد اضيف عليه، فجأةً رجع لي الشغف بعد انقطاع، الحمد لله، البارت القادم مشوق، تطلعوا له رجاءً.

مَنْ طَرَقَ بَابَنَا؟ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن