( 22 )
_ الطفل ! _
أصرفت "إليان" مستخدميها ، عندما سمعت صوت جلبة خارج منزلها و قد ميزت وسطها صوت إبنها الثائر و هو يتعثر بالحراسة في طريقه
إلتفتت نحو باب المنزل و وقفت بثبات في مواجهته ، بينما يظهر فجأة و يقبل عليها بوجهه المحتقن إنفعالاً و هو يهتف بخشونة بلغته الأم :
-سعيدة الآن .. أليس كذلك يا والدتي العزيزة ؟ تآمرتي عليّ و هدأ بالك أخيراً !!
-أهلاً بك يا إبني ! .. قالتها "إليان" بلهجة صلبة
-مرحباً بعودتك إلي الوطن
و هنا توقف أمامها مباشرةً ، دني بوجهه صوبها قليلاً و هو يقول بصوت كالفحيح :
-أين زوجتي يا أمي ؟ أين هي ؟!!
إليان بجمود :
-ليست هنا . و بالتأكيد لن أطلعك علي مكانها .. ثم لا تقول زوجتي . تلك الفتاة ستظل حية فقط إلي حين . لن يطول مكوثها في هذه الحياة . حالما تضع الطفل سينتهي أمرها أعدك
و شهقت فجأة ، حين قبض علي ذراعها بقوة مغمغماً من بين أسنانه :
-تأكدي بأنني لن أسمح بإضافة زوجتي إلي قائمة ضحياكم حتي لو كلفني هذا حياتي . أتفهمين ما أعني يا أمي ؟!!!
-هل جننت !! .. صاحت "إليان" بمزيج من الصدمة و الغضب
-ترفع صوتك و يدك علي أمك من أجل حقيرة مثلها ؟ أقسم لك أنني سأزهق روحها بيدي و أمام عينيك يا إبراهام . يا ولدي !
تمالك "إبراهام" دفعة غضب أقوي كادت تفلت بداخله ، ترك ذراع أمه و هو يقول بصوت ملؤه التحذير و الوعيد :
-عند ذلك سوف تعهدي إبراهام جديد يا أمي . ذاك الذي تمنيتي طوال حياتك أن تريه . سأكون مثلكم . بل أسوأ . و ستكونون جميعاً أول ضحاياي
رمقته بنظرات قاتمة السواد تليق بأمثالها تماماً ، بينما تراجع خطوة للوراء قائلاً بصوت أجش :
-تذكري . بأنني سوف أستعيد زوجتي و طفلي يوماً ما . أرجو ألا تنسي ذلك . أما أنت .. فلا أعتبرك أمي منذ اليوم . ليهتراؤت ( إلي اللقاء ) !
و إستدار مغادراً من فوره ...
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
رأسه المطرق منذ قرابة الساعة ، لم يرتفع أبداً و ظل فقط يستمع إلي سيل اللوم و التقريع القاسي المنهمر من فم صهره الشاب ...
-كان يجب أن أعلم أنك لن تتغير أبداً . لا أصدق بأنني صرت بهذا الغباء فجأة كي أقبل بالأمر الواقع و أذهب تاركاً لك أختي . لا تعرف عنها شيئاً منذ 3 أشهر ؟ اللعنة عليك أيها الحقير سأقتــلك ! .. و إنقض عليه الآن يبرحه ضرباً عنيفاً