خاتمة !

18.5K 1K 245
                                    

_ خــاتـمة ! _

تمت مراسم التشييع ، أو مراسم التأبين هنا عند الشاطئ ، بقطاع الضفة الغربية وسط السهل الساحلي الإسرائيلي علي البحر المتوسط ..

لم يبقي من المروحية إلا حطاماً ، بعد أن تهشمت خلال دقائق من الإقلاع لعطل فني بسيط ، بسيط لكنه كان كفيلاً لإلقاء راكبيها بمصرع مروّع كذلك

حتي أنه لم يكن هناك جثمان لتتمكن تلك الجماعة اليهودية من مواراته و إهالة الثري عليه كما تنص شريعتهم ، لم يفعلوا إلا قليلاً من آيات طقوس الحداد ، فوقفت الأم في مقدمة صفوف الأهل و الأقرباء

رمت بحفنة تراب و حصي بمياه البحر و هي تقول من بين دموعها :

-إرحل بسلام وإرتَـْـح بسلام . ليأتي حكم مصيرك يوم القيامة !

كان الشاطئ هذا الصباح عبارة عن إحتشاد نقاط سوداء كثيرة ، حيث الجميع هنا يتشحون بالملابس السوداء حداداً علي الفقيد ، و بيد من الإزدحام الهائل أن جميع مستوطني الدولة الإسرائيلية قد إجتمعوا من أجل آداء طقوس الوداع و التسليم برحيل أكثر رجالهم إلتزاماً و ورعاً

و تعالت بعض شهقات البكاء من جهة ، و همهمات المواساة من جهة أخري ، بينما يشق المدعو "إسحاق بن حاييم" طريقه وسط الجموع ليصل إلي الأم المكلومة ...

-إليان ! تعالي معي من فضلك .. تمتم "إسحاق" و هو يمسك برسغها و يشدها بعيداً بحزم

مشت معه طوعاً و دموعها لا تتوقف عن الإنهمار ، توقف بها أمام كهف مظلم ، إبتعدا عن الناس بالقدر الذي يسمح لهما بالتحدث بحرية

مد "إسحاق" يده رافعاً ذقن "إليان" و هو يقول بصوت أجش :

-حتي الآن آدائك رائع يا عزيزتي . لكن حذاري إذا تواصلت معه بأي طريقة . عليك أن تبلغيني فوراً أتفهمين ؟

نظرت "إليان" في عينيه و قالت بلهجة ملؤها الحزن :

-لا تقلق آيزاك .. فهو لن يحاول حتي . لقد أختارها و قضي الأمر علي ذلك !

إسحاق و هو يشتط غضباً :

-سأجده يا إليان . لن أتركه يفلت بهذا . سأعيده إلي هنا و أضعه بقبره بيديّ هاتين

إليان بتبلد تام :

-أفعل ما شئت . لن أعترض علي حكمك أبداً . لقد مات إبني اليوم و ها أنا أقيم حدادي عليه . لقد مات إبراهام يا آيزاك !

و هطلت دموعاً أخري من عينيها و هي تستدير عائدة إلي الحشد الغفير ...

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

حلقت طائرة الدعم الفلسطينية فوق مرتفعات الجولان السورية بقيادة أمهر متدرب شاب بصفوف أكبر جماعات المقاومة ، في دورة تمويهية إستطاع القائد أن يمر بسلام دون أن يلفت له الإنتباه

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 14, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أحببت عبراني... للكاتبة المتميزة مريم غريب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن