مُقدِّمة | 0

48.6K 1.5K 2.3K
                                    

كانَت دافِئةً رقيقَة، شهِيّةً أنيقَة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

كانَت دافِئةً رقيقَة، شهِيّةً أنيقَة... كالآثام

-

كُلّنا في رُقعة الحياةِ حجارة مُنقادة ما نخطو صوب الخسارة إلّا لأنّها شاءت، وما نكسب إلّا لتسطُوَ على ما ملَكت أيدينا خِلال ظرفِ مِن الغفلة، تُعاقِبُنا أنفُسنا بالجلد، وعلينا التجلُّد. أحيانًا نجهل فنتساءَل، أنحنُ مَن انتقى الطّريقَ الغلط أم أنّه كان مغلوطًا؟!

في مُنعرجٍ مُلغِزٍ باهِت المُنتهى سقطَت عنه ستائِر الغيب بغتةً، أقرّت الحياةُ بحقيّ الاصطِدام وخيبة أضمَرت لي التّداعي، فشَرمت الويلات أواصِري إربًا إربًا، واغتالتني بدوني رويدًا رويدًا

ما متّ بعدها ولا حييت، بل واصلتُ العيش بعاهةٍ بشعة، ندبٌ امتَصّ أشرِبة كينونتي إلى أعماق النّقص السحيقة، الّتي لن أصبوها، خيبةٌ أثقلت خُطاي، أقفلت خافِقي، وحرّفت مُهجتي!

لم أعمَد قطُّ على مُسامرة الماضي، بل كانَ وحمةً لاصقة بي ما يسلو عنّي، وما ينصرم، يُصبّحني ويُمسّيني، تتوارَثه أيّامي جِيلًا عن جيل، وبكدّ تصونُه رغم انعدام قيمتِه وإعدامِها لي، كحُثالة قاتِلة، تُساوِم خسارتي، تُسمِّم أحاسيسي وتُسوّمني الذلّ

وبدَل أن أموتَ مرّة متّ كُلّ مرّة لمحتُ فيها انعِكاسي على المرآة، ضحيّةً لِمُمارسات الحياةِ، أبانُ لوحة مُتقنة، غير مشوبة، ولكِنّ مَن يقعُد عليها هُو رجلٌ غير الّذي زوّقتُه لعقودٍ مِن العُمر، رجُلٌ بثّته ريشةُ الألمِ في رحِم ورقة اغتصبت المزوق عذريتها، فأنجبته شائِب القلب، طاعِنًا في الجفاء والحذَر، مُختلفًا

بجوارِح موبوءَة كافحت جِراحي، وطرّزتُ لي ثيابَ ثِقةٍ أصغر مِن قدّي، ما انفَكّت تخنقني، كأنّها تشتهي طردي خارِجها، وإلّا فالحتفُ مآلُها، لكنّي ورغمَ ثورات الهموم تشبّثتُ بعرشِ الوهمِ الّذي أنصَف صورتي بأفواه العيان، رجُل شامِخ لا يُشَان

ما كُنت أُثابُ بنِسْي إلّا لأعابَ بذِكرى هازِئة تقلبِ أعاليّ سافلي، وما أُآجر بنُفسةِ طرب إلّا لأُُجْزَر بعدّةٍ مُثلٍ مِن الكُرب، وكم كان مُؤلِمًا أن أصهَر الحقيقة وأعجِن الوهم قِناعًا لوجهي، بُرهانًا على شِفائي مِن نكبة، رغم أنّ في داخلي ألف نكسة!

تَعَرِّي || Stripحيث تعيش القصص. اكتشف الآن