كان صدَى الماضي هُو جُلّ ما يرتاد خواطري في أزقّتِها الضّحلة، إذ أخليتُها مِن أهاليها بإرادتي حتّى أحمِي نفسي الوجِلة، لكنّي أدركتُ أنّي وبنيّةٍ صافيةٍ ألحقتُ الأذى بِها، ذلِك لأنّ القدَر كادَ لنا، وترَك فيّ روحًا لا أريدُها لكنّها تُريدها، فكرهنا بعضنا وتعادينا
وأدركتُ بينَما أنا في خلوةٍ وإيّاها نُبارِز الماضي بسيوفٍ نابية، أنّا عاجِزتين كُلّ العجزِ عن قهرِ جبروتِه، عاجزتين حتّى عن خدش سطوتِه، أو كدمِه، واستِرجاع عرش الذّاكِرة فُرادى، لنرفع عليه النّسيان، كُنّا وحيدتين كأنثيين خابِيتيّ القوى، مكلومتيّ النّوى
هِي شرائِحُ معدودةٌ سُلِخت مِن الزّمن، قاسيتُ فيها الواقِعة الآسية وتبِعاتِها السّارِية، كأنَّها وقعت على رأسي مِن جديد أثقَل مِن ذي قبل؛ كيف لقِي والديّ حتفهما، فيما أنا مُندسّةُ بالخِزانة، مشلولة اليدين، وكيَف انتُشِلت دونَ أحلامِي الّتي صحبتهُما إلى السّماء
