دخلت نور صديقة ليليان المقربة إلى منزل هذه الأخيرة، لتحتضن جاد و جوري بحب، ثم دخل زوجها منير حاملا طفلهما الصغير آسر، اتجهت العائلتين إلى غرفة الجلوس، و في حين كان جاد و جوري يلعبان مع آسر، و أنور و منير يتحدثان، لاحظت نور شرود صديقتها باستمرار، فنادتها للمطبخ متحججة بمساعدتها في تحضير الطعام، جلست الصديقتين في المطبخ لتقول نور بقلق
-" ما بك عزيزتي ليليان ؟ لا تبدين بخير "
لتجيب بتوتر
-" في الواقع حدثت مصيبة كبيرة .. النذل إياد قد عاد إلى حياتي مجددا "
-" بالطبع تمزحين "
نفت ليليان برأسها، لتقول
-" أنا جادة "
قوست نور فمها بحزن لتقول
-" هل ما زال وسيما ؟! "
لتجيبها ليليان بغضب
-" اللعنة عليك نور، أنا أكاد أنفجر بسبب ظهوره في حياتي مجددا و أنت همك في ما إن كان وسيما "
-" لا تجعلي من الحبة قبة حبيبتي ليلي لابد أنها مجرد صدفة، ما الذي سيوده إياد منك، لابد أن العمل فوق رأسه، إنه رجل أعمال مشهور فكيف سيكون لديه الوقت للعبث مع حب طفولته ؟! "
-" لا تقولي حب الطفولة يا نور، سأقطع لسانك، هو كان مخادعا لا أكثر "
-" حسنا إنسي الأمر، ستفسدين حياتك بإفراطك في القلق دون سبب "
ليدخل أنور إلى المطبخ و يقول بانزعاج مصطنع
-" أجلن اجتماعكن رجاءا فنحن نتضور جوعا "
قهقهن و بدأن بتحضير الطعام، أما في الطرف الآخر فقد أفسد إياد صفقته مع شركة معروفة في السوق، و ذلك بسبب تفكيره المتواصل باللحظات القليلة التي رأى فيها ليليان، زفر بحدة غير عابئ بما يحدث حوله، ثم اتصل بشخص ما ليقول له
-" أريد أن أعرف موقع عملها قبل صباح الغد "
ثم ألقى بالهاتف على المكتب ليخرج من الشركة، لقد نشرت ذكريات ليليان الفوضى في حياته، يقسو الماضي حين يعود، فقد نتخطى الحواجز التي تعترض طريقنا و لكن حين تواجهنا للمرة الثانية فالأمر أصعب، ليرى لافتة أمامه، آلمته العبارة، و وضعت الملح على جراحه
بدأ يركلها بقوة، و يحاول مسح تلك الأحرف، لكنها أبت أن تُمسح، الحياة تستمر بعقابه، إنها المرة الأولى التي يشعر بها بالهزيمة، هو عاجز عن القيام بأي شيء، يستحيل أن يقتلع مشاعره من قلبه بالقوة، لن يستطيع تغيير شيء .
أنت تقرأ
نسيان [ مكتملة ]
Romanceجلست خلف مكتبها تراجع بعض الملفات، لتتقدم منها طفلتها حاملة لعبة محشوة، و تقول ببراءة بعد أن جلست في حضن والدتها -" أمي لقد جاء رجل إلي صباح اليوم إلى المدرسة، غريب لا أعرفه، سألني إن كنت ابنتك و حين أومأت له إيجابا، قال لي جملة لم أفهمها " قضبت حاج...