جلست خلف مكتبها تراجع بعض الملفات، لتتقدم منها طفلتها حاملة لعبة محشوة، و تقول ببراءة بعد أن جلست في حضن والدتها
-" أمي لقد جاء رجل إلي صباح اليوم إلى المدرسة، غريب لا أعرفه، سألني إن كنت ابنتك و حين أومأت له إيجابا، قال لي جملة لم أفهمها "
قضبت حاج...
دخلت مكتبها و الغضب يحيطها من كل جانب، لعنته في نفسها لعدة مرات، و تمنت أن يكون كل ذلك كابوس مزعج و تستيقظ منه قريبا، لكن الأماني لا تتحقق، و بينما ما زالت هي ضائعة في أفكارها الضبابية، إستقبلت اتصالا من أنور الذي قال بمرح
-" مرحباحبيبتي "
-" مرحبا .. "
ليقاطعها قبل أن تكمل كلامها حتى، لقد فهم من نبرة صوتها ما حدث ليقول باستياء
-" رأيتهمجدداأليسكذلك؟ "
لم تجبه، ليقول بغضب
-" طفحالكيل "
أغلق الخط، ليذهب بغضب إلى الشركة المسؤولة عن إدارة سلسلة فنادق إياد، سأل موظفة الاستقبال عن مكتب إياد لتقوده إليه، فتح الباب بعنف ليمسك بياقة قميص إياد الذي كان يقرأ بعض الأوراق باهتمام، ليقول هذا الأخير ببرود
انهال عليه أنور بالضرب المبرح، و لم يحاول التصدي لضرباته حتى، كان كجبل يأبى التزحزح عن مكانه، استقام أنور ليغادر، لكن قبل أن يفعل إلتفت ليقول بمزيج من الغضب، الغيرة و الشفقة
-" هيلاتحبك .. هيتحبنيأناوتحبأطفالها "
ليقول إياد بهدوء
-" أخبرقلبيبذلك "
فخرج أنور و صفع الباب بقوة خلفه حتى كاد يقلعه من مكانه، عاد لمنزله ليجد ليليان تزين الحديقة، نظر إليها بشرود، كانت ترتدي فستانا صيفيا مختلف الألوان، و شعرها القصير مسرح، بدت أصغر من سنها بكثير، إنتبهت إليه لتعدل نظاراتها الطبية، و تقول بسعادة و طفولية