في وقت الشدّة والحزن، الوقت السريع يتجرّد عن عادته.
سافرنا للخارج كي تخضع للعملية الجراحية، فكان هذا حلاًّ أفضل برأيي، وهي وافقتني في هذا.
في بادئ الأمر أردتُ التهرب من رؤيتها قبل أن تدخل إلى غرفة العمليات، لكنني تشجعت وأتيت لرؤيتها.
أمسَكَت بيدي ثم تحدثت إلي وهي تبتسم:
- بيكهيون، سأكون قوية، لكن أريدك أن تتذكر أنّني حقا أحبـ...
- توقفي بيونيڤيل أنا أعلم هذا، لا تتحدثي إلي هكذا وكأنك ستموتين
لم أستطع حبس تلك الدمعة التي هربت عندما أغمضت عيناي بقوة، تمنيت لو أنها لم ترى تلك الدمعة ولكن للأسف فعَلَت:
- بيكهيون لا تبكِ، هيا امسح دموعك الآن
مسحت دموعي بكُم معطفي ثم أكملت هي:
- سابقاً كنت أنا الضعيفة والتي أخاف أن أموت، وأنتَ من تشجعني على الخضوع للعلاج وأن أكون قوية وإيجابية، والآن أنت أصبحت الضعيف وأنا القوية، أ نتبادل الأدوار بيكهيون؟ بربك!
عدت أبكي مرة أخرى أمامها كالطفل الصغير، وتلك الدمعة التي مسحتها من عيني منذ قليل لم تكن الأخيرة، بل كانت بداية سلسلة الأنهار الجارية التي تتكون في عيني الآن
- بيكهيون أرجوك توقف عن ذرف الدموع، لن أستطيع الدخول إلى غرفة العمليات بقلب مطمئن وأنت هكذا
عقدت مع عيناي هدنه بأن تكف الآن عن ذرف الدموع، بشرط أن تعود لِهَيَجَانها مرة أخرى بمجرد دخول بيونيڤيل غرفة العمليات، ونحجت في هذا، مسحت كافة وجهي بطرف كم معطفي مرة أخرى ثم صنعت ابتسامة:
- حسنا سأفعل، وسيكون هناك أمل، حسنا؟
رفعت خنصرها كإشارة على عقد عهد:
- أولاً عدني أنك لن تبكي وستكون قوياً حتى أخرج من غرفة العمليات
إلهي بيونيڤيل! للتو عقدت صفقة مع عيناي وهدنه بأن تتوقف عن ذرف الدموع حتى تدخلين إلى غرفة العمليات، والآن تريدين مني أن أكسر هذا الوعد مع عيناي كي تخوناني وتبكي مجدداً أمامك؟
- لن أفعل، كيف تريدين مني ألا أبكي وأنتِ بالداخل؟
تحدثت الممرضة بلغتها الانجليزية:
- لقد حان الوقت آنسة بيونيڤيل
ردت بيونيڤيل:
- لحظة واحدة
لكمتني بخفة ثم تحدثت إلي:
- شَقِي، إذاً تذكر ابتسامتي وابتسم حسنا؟
وجّهَت حديثها إلى الممرضة:
- هيا بنا
تركت أنا سريرها المتحرك لتذهب برفقة الممرضات وهي تلوح لي عن بعد حتى دخلت إلى غرفة العمليات واختفت عن أنظاري، تلك الممرضة، لِمَ لَمْ تتركها قليلا معي، أراهن أن صبرها قد نفذ بسبب حديثنا باللغة الفرنسية وجهلها تماما بما كنا نقول. مهلاً أ كان كذلك؟ تبًّا، لا أهتم، أريد بيونيڤيل الآن.ثلاث عشرة ساعة. تلك كانت مدة عمليتها الجراحية، ومن الممكن أيضاً أن تطول، جلست على الكرسي أمسج ركبتيّ، والتوتر أصبح صديقي اللئيم في هذه اللحظة. رحت استرق النظر إلى ساعة معصمي ومن ثم أنظر إلى غرفة العمليات الواقعة عن يساري، كنت أجلس بالصف الأول من صفوف الكراسي المتتالية مادام بمقدرتي ذلك، كطالب مجتهد يستمع لشرح درس سيختبر فيه غدا. لكن أنا كنت الزوج القلق المتوتر، الذي يستمع لعبارات اللوم التي تلقيها نفسه الداخلية عليه، والتي كلها كـ..'لماذا أقنعتها ببدء العلاج، إن ماتت ستكون أنت السبب، ماذا إن فشلت العملية الجراحية؟ ... وإلى اللانهاية.
كنت أجلد نفسي داخليا ولم أجد لي ملجئا الآن سوى أن أدعوا أن تسير عمليتها الجراحية بنجاح، وأنا أضم يدي إلى وجهي.
ولازال الوقت مبكرا جدا. فلم تمر حتى الآن سوى ساعتان.
ساعتان فقط وجسدي أخذ يأكل في بعضه .. فوق التوتر الذي أشعر به أنا مرهق، لم أنم لطيلة اليوم إلا ساعتين فقط، وباقي الساعات كنت أعمل، وإن تعبت أدّعي النوم لا أكثر،
أصبحت أمقت شعوري بالنعاس، وأظن أنّني أناني وبلا إحساس. ضميري يوقظني وينغز جسدي بشوك.. بينما يصرخ فيّ' زوجتك في غرفة العمليات وأنت تريد النوم وأخذ قسط من الراحة أيها الأناني؟' في تلك اللحظات أصبحت عدو نفسي، كأن جسدي يتكون من روحان، الأول لي، والآخر لبيونيڤيل، وذاك الأخير هو من كان يوبخني لطيلة الوقت.
مرت الساعات وجسدي تضاءلت قوته، فقط أصبحت أسند أناملي على جبيني وأنا مغمض عيني، أنتظر الأمل أن يستيقظ
شعرت بالطبيب وممرضته يقفان أمامي، وعلى الفور استقمت أبحث عن جواب شافٍ في وجهيهما وأنا أنظر إليهما
نطقت بتلهف:
- هل..نـ نجحت العملية؟
تحدث الطبيب:
- لقد نجحت العملية
ابتسم الطبيب لي بعد أن قال ذلك، وأنا لم أشعر بنفسي عندما قفزت لعناقه وأنا ابكي متجاهلا رائحة الدماء التي التصقت بمئزره. الآن ارتاح ضميري وارتخت عضلات جسدي التي كانت مشدودة إثر التوتر الذي اعتراني قبل ثلاث عشرة ساعة.
بعد مرور المدة الكافية لزوال أَثَر التخدير، سمحو لي بالدخول إليها..
أمسكت بيدها الموصولة بأنبوبة بلاستيكية تنتهي بمحلول وريدي، ثم فتحت عينيها ببطء، وبمجرد أن رأتني أبتسم تنبأَت أن العملية الجراحية سارت على ما يرام، قالت لي بابتسامة:
- ألم أقل لك أن هناك أمل وستنجح العملية؟
- أجل فعلتِ، وسار الأمر على ما يرام
- اقترب قليلا
أجبتها بتردد:
- لماذا؟
- هيا اقترب فقط
وضعت باقة الورد التي أحضرتها لها جانبا، ثم فعلت ما أمرتني به، نظرت إلى عيناي بشكل مباشر ثم أردَفَت بنبرة توبيخ:
- كم لِترًا من الدموع ذرفت؟
هذا ما توقعته، ابتعدت بسرعة باسطاً جسدي باستقامه، ثم أجبتها وأنا أحك شعر رأسي وأبعثره:
- ااه، هيا لا توبخيني، ثم إنّني لم أعدك أنّني لن أبكي من أجلك، غير أني لم أستطع السيطرة على دموعي
ابتسمت لي بوداعه:
- حسنا إذاً
- سأتركك لترتاحي الآن ثم سأعود في وقت آخر
قبلتُ جبينها المغطى بالشاش الأبيض السميك برفق شديد ثم ودعتها وغادرت. والابتسامة طغت على محيا كلينا...._______
طبعا انا قلت الان بس معليش حصلت بعض التعديلات✨
مرحبًا جميعًا ي حلوين كيم سايريوس عادت مجددا💜👧🏻
في وقت قصير جدا وقريب توني منزله البارت
من يومين والحين بارت جديد👌✨😉
انا قررت انزل هالبارت لانه اصلا قصير زي ما قلت
في البورد ف احس حلو شعور ان تقرون بارتين
بفتره قصيره بحكم ان واحد منهم قصير
فخوره بهالانجاز ولله الحمد واتمنى تستمتعون بالبارت.
اسعدوني بتعليقاتكم اللطيفه
اشكر دعمكم لروايتي مجددا ورح يسعدني الاستمرار في ذلك💕
احب انوه على شيء...
انا بالفعل استمتع لمن اقرا تعليقاتكم سواء بالخاص
او بالكومنت اثناء القراءه لكن ابيكم تعرفون شي واحد
انا لمن قررت انشر هذي الروايه كنت اعلم ان فيها حزن و
حتى لو قررت اخلي الروايه حزينه من اولها لاخرها انا
معطيه نفسي كامل الحريه في ذلك وبالفعل انا حره في اتخاذ هالقرار
وانا شاكره لدعمكم لكن احب اقول ايضا ان اي
شخص يحس انه مو مرتاح للروايه او بيدخل في حالة
اكتئاب او ما رح يتقبل النهايه سواء كنت مخططه اغيرها
او لا فليكف عن القراءة إذا
انا ارى ان نفسيتكم شي مهم وحريتي في جعل
النهايه باي شكل من الاشكال مهمه ايضا
تبقى بارت اخير فقط واللي هو البارت القادم
تطلعو له وشكرًا للجميع مجددا 💜
احبكم استيرياز☄️.