الخاتمة ..
دخلت دنيا للغرفة لتنتفض زهرة وتلتف لها قائلة : خدى يا دنيا التيشرت ده ارميه
تناولته دنيا لتفحصه بعناية : ارميه ليه يا زهرة ما حلو اهو ؟
زهرة بإبتسامة لم تراها دنيا منذ فترة : بيزعلنى يا دنيا ، تحبى تخلى هنا حاجة تزعلنى ؟
لتنظر لها دنيا بسعادة : ده انا هولع فيه وفى كل اللى يزعل زهرة البيت .
وانصرفت لتلقى به فورا فى سلة المهملات لتكمل زهرة تبديل ملابسها وتستلقى فوق الفراش تغمض عينيها وتعود للذكريات .لقد انتظرت شهرا كاملا حتى تقتص من باسم وتلحقه برفيقه ، هؤلاء الأوغاد يسهلون لها عملية صيدهم كل على حدة .
فهم يختارون أبنية بعيدة عن الأعين ، لا حراسة ، لا جيران معروفين ، لا اماكن حيوية ليمارسون قذارتهم بعيدا عن الأعين دون رقيب ، دون حساب ، دون ضمير ودون ملاحقة .
وصلت بسهولة ل باسم ايضا وحددت هدفها نفسه ووسيلتها نفسها ونفس الكذبة للحصول على الوقت الكافى للانتقام .
هو حين تأتيه فتاة يطلب الطعام من أقرب مطعم موجود بالمنطقة ، ونظرا لبعدها لم تحتاج لزى خاص فالمطعم صغير والعاملين به يعملون بملابسهم ، هذا الحقير لن يحازف ويطلب طعاما من مطعم معروف .
خاصة بعد موت أيهم مسموما وفشل الشرطة فى التوصل لسبب وصول السم إليه ، هو يعلم أن أيهم لم يكن يتعامل إلا مع أرقى المطاعم . حيث يسهل رشوة أحد العاملين ودس السم له .أما هو فيعتبر نفسه أكثر ذكاءا ، فمن يصدق أنه يتناول الطعام من هذا المطعم المتواضع ، بل وزاد الأمر سهولة حين طلب الحساء وطاجن الحمام بالارز .فكان إضافة السم لكليهما أمرا سهلا . بعد أن حصلت على الطعام بنفس الطريقة.
غادرته فتاة للتو ويبدو أنه ينتظر أخرى ، لذا لم يعرض عليها العرض الذى تقدم به صديقه السابق . لكنها أمهلته فقد بدا جائعا للغاية .
ربع ساعة وعادت تصعد له لترى نفس علامات الألم على ملامحه ، إنه أضعف بنية لذا يبدو تأثره أقوى .
نظر لها دون أن يتعرف عليها : فى إيه ؟ الحساب فيه غلط ؟
دفعته ليترنح للداخل فتغلق الباب وتقول : الحساب لسه هيبتدى .
نظر لها متعجبا وقد زاد ترنحه لينحنى للأمام متألما : اااااه الأكل فيه ايه ؟
سم :
أجابته ببساطة لينظر لها بفزع ويحاول الوصول للباب طلبا للنجدة لكنها جذبته من ملابسه ليسقط أرضا .
بكى فورا وهو يتوسل إليها زاحفا من شدة الألم : ارجوكى ، هديكى اللى انت عاوزاه بس اطلبى الإسعاف بسرعة .بدأت تدور حوله : اللى أنا عاوزاه باخده دلوقتي ، وهو روحك .
يتلوى من الألم ويبكى متوسلا للرحمة لكن كيف لها أن ترحم وهى بلا قلب !!! دهسوا قلبها تلك الليلة ولطخوه بالسواد .
فهل يرحم من لا قلب له ؟!!!!
يمسك معدته ويأن وقد فقد القدرة على الصراخ من شدة الألم : انت مين ؟
إنحنت لتصل للقرب من مستواه وتقول : لحقت تنسى !!!! ليك حق صراحة أنا نفسى عاوزة أنسى .
وانا بقتلك دلوقتي علشان تساعدنى أنسى .
اعتدلت لتعود للدوران حوله : أنا مييين ؟؟ أنا مييين ؟؟
توقفت لتقول بصرامة : أنا زهرة اللى قطفتوها غدر انت والحيوان اللى سبقك والحيوان اللى هيحصلك قريب جدا .
تدور وتدور وهى تقول : افتكر كويس انت كان كل همك تضربنى الأول.. من اول ضربة فى العربية ... لآخر ضرية وانت بتنهش عرضى .
خد كل الذكريات دى واحرقها معاك في جهنم . أنا اتحررت منك دلوقتي .فاضل واحد اتحرر منه علشان اقدر ابص فى عين امى . علشان اقدر اقول أنى اخدت بتارى .علشان اقدر اعيش فى الدنيا.. انتم لازم تسيبوها .
فقد القدرة على الحركة لذا همت بالمغادرة وهى تغلق هاتفها لتتوقف حين علا رنين الجرس .
نظرت له بتهكم لقد كانت محقة ، كان بإنتظار إحداهن . لكن يبدو أن إحداهن فى عجلة من أمرها لتغادر مسرعة حين لم يستجب لرنين الجرس .