الرابع
فتحت زهرة عينيها على اتساعهما كما حدث تماما لحظة إفاقتها لتكتشف أنها فوق فراش بمنزل غريب ، نهضت تقاوم الدوار لتتجه للخارج بسرعة
خطت خطوة واحدة خارج الغرفة لتجده يقف متأهبا لها ، اقترب منها مسرعا بينما كانت أعينها تبحث عن مهرب ، ليضحك ملء صوته وهو يقول بفحيح نجح في دب الرعب بقلبها : ما تحاوليش ، الباب مقفول ، اصرخى بقا براحتك خاااالص ، ولا حد هيسمعك .
نظرت له بتحدى اثار غضبه إن كان الأمر كذلك فهى لن تمكنه من نفسها ، ستقاتل حتى الرمق الأخير ، لن تتخلى عن نفسها بهذه السهولة التى يعتقد .
نظرتها تلك هى ما تثير جنونه وتشعل رغبته الهمجية ، لقد اعتاد نوعين من الفتيات ، نوع يلتصق به ويتمنى رضاه ، والنوع الثانى گ زهرة لكنهن دائما خائفات ، مرتعبات بأعين راجية باكية ، فمال هذه الفتاة تتحداه !!!
من أين لها بهذه القوة لمواجهته هو رغم النتيجة المحسومة له !!!هجم عليها بكل ما به من طاقة أثر ما تجرعه من سموم ومشروبات ، تراجعت خطواتها وهى تقاوم ذراعيه ومحاولاته لنزع ملابسها .
كلما شعر بتفوقه عليها ضحك بجنون وهى تصر على المقاومة ، لم تبك ، لم تتوسل ، لم تسترحمه ، وربما زاد هذا من غضبه بشكل ما .
كانت كورقة شجر أمام عاصفة هوجاء اقتلعتها من أصلها وتلاعبت بها كما تريد ، كذلك فعل ؛ كان العاصفة وكانت الورقة ليصبح جسدها بين ذراعيه دمية لإفراغ طاقة لا حدود لها .
كسرها ...مستمتعا بشكل غريب ، ورغم ذلك لم تستسلم
رغم ما أصابته به ؛ حطمت مزهرية فوق رأسه ، أصابت رقبته وصدره بأظافرها وأسنانها ، ضربته بكل ما اوتيت من قوة ، لكن كل ما فعلت كان بلا أى نتيجة .فهو كوحش جائع لن يهدأ إلا بدماء ضحيته
لكن حتى حين حصل على ذلك لم يبتعد عنها ، كأن مقاومتها تزيد من إثارته ، لم يترك قذارة لم يمارسها عليها . ولم تترك فرصة دون إصابته ومقاومته بقوة .
ابتعد عنها حين فقدت وعيها من شدة همجيته لم تعلم كم مر من الوقت لكن دلو من الماء البارد كان كاف تماما لافاقتها .
ظنت أنه اكتفى ، لكنه لم يتركها بل دفع بذلك المدعو باسم إلى الغرفة وهو يبتسم لها بسخرية . لتبدأ هى معركة أخرى كانت تعلم نتيجتها مسبقا ، لكن حتى الهزيمة المؤكدة لن تمنعها من إنزال أى اذى به. ما دامت تتنفس ، لن تستلم .
كان الآخر عنيفا أيضاً لكنه لا يسعى بنفس الرغبة يل يستمتع اكثر بضربها ، وهى أيضا لم تترك إنشا فى وجهه دون إصابة بالإضافة لجرح بذراعه بقطعة من المزهرية التى تحطمت على رأس الذئب الأول . حتى وصلت لنفس الحالة لكن أسوأ بمراحل .
حقا أعاد افاقتها لكنها هذه المرة تشعر أن الحياة تتخلى عنها ، تحكمها بذراعيها يقل وطاقها للمقاومة تتلاشى . هى ملقاه فوق الفراش تنازع لتتحلى بالمزيد من القوة فهى لن تترك أى منهم دون أن تنزل به ما يذكره بجريمته .
وأخيراً جاء دور ذلك المجهول الإسم حتى لحظة دخوله الغرفة حين قال أيهم بوقاحة : وريها عثمان الشافعى ورجولته .
عن أى رجولة يتحدث !!!! أيظن حقا أن ما يقومون به الأن هو رجولة !!!
ولم يكن الأخير بأقل من صديقيه حظا ؛ فنال منها ما نال ليتركها أخيرا بعد أن اشبع رغباته الحيوانية وأراح جسده الملتهب .
لم تر بعد ذلك سوى ذلك المعتوه الذى عاد للغرفة بعد فترة حاملا حزاما جلديا غليظا ليقف أمامها : انت لسه بتكابرى . فاكرة نفسك مين ؟
قال اخر كلماته بصراخ ليرفع الحزام ويهوى به عليها ، صرخت رغما عنها لتتسع عينيه بإنتشاء ومتعة ، وكأن هذا ما أراده منذ البداية ؛ ألمها ، صرخاتها ...
كتمت صرخاتها حين رأت الراحة بعينيه مما أثار جنونه وهو يصيح : اترجينى علشان ارحمك .
نظرت له بقوة رغم وهن جسدها وعدم قدرتها على المزيد من المقاومة ليقترب منها مرة أخرى ، جولة ؛ جولات !!!! لم تعد تشعر وغامت الدنيا وكأن الألم رأف بحالها أخيرا وقرر هجر ليلتها الطويلة .
إعتدلت فوق الفراش فهى لم تفق مذاك الوقت حتى هذا الصباح ، نزعت الإبر عن ذراعها بحذر لتتوجه للخارج بهدوء وتلصص .
كادت أن تنجح في الخروج رغم ضعف جسمها وخطواتها الهزيلة إلا أن دخول الممرضة أوقف تقدمها . نظرت لها الأخيرة بتعجب : رايحة فين بحالتك دى ؟
لمعت عينى زهرة بدموع لن تحررها لتقول : لازم أخرج قبل البوليس ما يجى
تنهدت الممرضة بحزن . هى تشفق عليها .
تتحدث زهرة لتخبرها أنها لا تخشى الشرطة ، لكنها على ثقة أن الشرطة لن تعيد حقها المنتهك ، لذا عليها الفرار فأمها لن تتحمل ذلك .
ربتت الممرضة على كتفها بحنان : استنى هشوف السكة وتعالى ورايا . هديكى هدوم وابعتك لحد يساعدك .
خرجت بأقدام حافية تسير بخطى بطيئة مجهدة ، ترى نظرات متعددة ؛ من ينظر بشفقة ومن ينظر بإشمئزز ، من ينظر بريبة ومن ينظر بحنان .
ظلت تتقدم بخطواتها البطيئة حتى لمحت من بعيد ضابط شرطة يدلف من الباب لتختبأ فورا .
رأت الممرضة تشير لها عبر باب إحدى الغرف لتتجه لها فورا . اعطتها عباءة سوداء ارتدتها دون مناقشة ثم دست فى كفها ورقة تحوى عنوان مطعم اسماك عليها التوجه إليه وطلب عمل من صاحبته .واعتذرت بشدة لعجزها عن تقديم حذاء .
حالة من الهرج حدثت فور وصول سيارة إسعاف معلنة عن حادث مروري وبعض الضحايا ، لتستغل هى هذه الفوضى وتخرج من المشفى.
تسير بلا هدى ، لا تحمل مالا أو هوية . تسير بضعف تسأل هذا وذاك عن عنوان هذا المطعم المدون بورقتها الغالية . وجهها لازال يحمل أثار الضرب والنهش الحيوانى مما أثار الفضول فى نظرات من تسألهم لتدعى هى عدم رؤية فضولهم وتكمل طريقها .
توقفت قدميها أمام مطعم ، ليس كبيرا ، مطعم أسماك يبدو عليه النظافة رغم البساطة . حسنا لابد من المجازفة ، هذه فرصتها فيبدو أن هناك عامل واحد وصاحبة المطعم سيدة تبدو في عقدها الخامس ، تجلس بوقار . لقد احسنت لها هذه الممرضة بالفعل .
اقتربت من الباب لينظر لها الجميع بريبة وقلق فالعباءة التى ترتديها لا تناسبها اطلاقا ويبدو جيدا أنها ليست لها لكن لا مفر . تقدمت خطوات ترافقها نظرات التساؤل والريبة ؛ عدا صاحبة المطعم التى ابتسمت لها بحنان لتشجعها على التقدم .
وقفت امامها لتقول لها السيدة برحابة : يا مرحب ، أى خدمة
ليخرج صوتها مرتعشا وهى تقول : أنا عاوزة اشتغل .
لم تسأل عن بطاقتها أو أوراقها ، لم تسأل عن حالها أو ملابسها ؛ نظرت لها من أعلى لاسفل ، قدميها العاريتين ، جسدها المرتعش ، وجهها المصاب ، كفيها الملطخين باللون الأزرق لترفع عينيها اخيرا لوجهها وتتساءل ببساطة : تعرفى تنضفى سمك ؟
هزت رأسها إيجابيا لتقول السيدة بصوت مرتفع : سيد .
أقبل ذلك الشاب الذى يقف خلف المشواة لتقول له : دخلها المطبخ علشان تنضف السمك .
بدأ على وجهه التذمر لكنه انصاع للأمر وهو يتقدم لتتبعه للداخل ، المطبخ ليس كبيرا لكنه يحوى مجموعة من السلال ، كل منها يحمل مجموعة من السمك و ورقة بإسم صاحب الطلب .
قدم لها الشاب مريولا للعمل وخف أيضا ولم يتمكن من مقاومة سؤاله : انت طالعة من المستشفى على هنا ؟
اومأت برأسها ولم ترد ليبتلع فضوله ويغادر .
********************
بعد أربعة أشهر من ذلك اليوم .
يجلس عثمان الذى يبدو أنه تجاوز تلك الليلة وباسم برفقة بعض الأصدقاء على طاولة أمام مسبح النادى ، يتبادلون حديثا وقحا ويضحكون بحماقة وعهر باد فى نظراتهم المتبادلة .
تغمز إحداهن ل عثمان بإيحاء واضح ثم تنهض عن الطاولة تتمايل بخصرها الرشيق تلهث فى أثرها عيناه .
ترتدى !!!! بل لا ترتدى كامل ملابسها تكتفى بهذا البيكيني الصارخ وتلف خصرها بوشاح من باب الحشمة 😏😒😡 .
وصلت لقرب المراحيض النسائية لتلتفت بدلال تتأكد من متابعته لها لتبتسم بظفر فهو لا يكتفى بالمتابعة ، بل انتفض لاحقا بها .
لم يبال بنظرات أى من الموجودين ليدفعها داخل المرحاض وقد إلتحم جسديهما .
تتمايل بدلال لتفقده صوابه الذى فقده بالفعل وهى تعترض على لمساته : تؤ تؤ . كدة أيهم يزعل منك ، انت عارف إن أنا وهو كابل .
لم يتراجع عثمان عما بدأه وهو يهمس : لا ماتخافيش ، أنا وأيهم واحد .
خرجا بعد فترة ليعودا للجمع ليتساءل أحد الشباب بلا إكتراث أثناء إشعاله سيجارة : هو أيهم غطسان فين اليومين دول ؟
ضحك أحدهم وهو ينظر للفتاة : تلاقيه غطسان مع واحدة هنا ولا هنا .
هز رأسه بلا مبالاة : بكرة يقب لوحده .
تناول باسم السيجارة من بين شفتى صديقه ليقول : الأول فونه كان بيرن ومايردش . دلوقتي قفله خالص هههههههه
عثمان : عادى هو متعود على كدة .
أقبل شاب من نفس عمرهم يعتلى وجهه الخوف وقد بدا أنه خلا من الدماء ، أرتمى على أقرب مقعد يلهث بذعر لينتبه له الجميع .
الشاب : تعرفوا أيهم مختفى من كام يوم !!!!!
تعالت الضحكات والتعليقات الساخرة فقد كانوا يتحدثون عنه للتو .
لتصمت الأصوات فجأة حين صرخ فيهم ذلك الشاب بإنهيار واضح : أيهم ماااات .
صدمة ، شماتة ، فزع ، حزن ، خوف .
مشاعر متضاربة شعروا بها وهو يولونه كامل إهتمامهم ليقول : لقيوه ميت فى شقته ، الجيران بلغوا من الريحة .
لتتسع الأعين وتتعالى الشهقات
أيهم ؟ أيهم ؟ أيهم ؟يتبع...