الفصل الرابع

3.7K 85 1
                                    

الفصل الرابع.....
"عايز ايه يا إدوارد؟!!! مش كفاية اللي مراتك عملته في بنتي " عاتبته خالته لينظر هو إلي وجه مريم المكدوم بإشمئزاز يكاد يفيض من جسده وقال"والله يا خالتي مش أنا اللي عايز... شوفي بنت حضرتك عايزة مني ايه.... أظنك عارفة هي عملت ايه قبل كده... وعارفة أنها كانت ممكن تكون السبب في خراب بيتي " اقترب من مريم وقال بعنف"أنا بحب كريستين وبس... هي مراتي وهتفضل مراتي لآخر عمري... قصتنا أنت اللي نهيتيها بنفسك.. يوم ما فسخت الخطوبة بسبب حبيبك وكنت هتروحي في ستين داهية لولا ستر ربنا... بسبب غباءك واستهتارك ابوكي مات ... مش كفاية جنان بقا... أنت فضحتينا ... ولا عايزة تموتي حد تاني " تراجعت مريم قليلا وشحبت بقوة... شعرت بقلبها ينصهر ألما.. لا تصدق أنه المها بتلك الطريقة... لقد عايرها أمام زوجته...امتلأت عينيها بالدموع ولكنه رغم ذلك لم يشعر بالذنب بل نظر إليها بقرف وسحب زوجته وخرج سريعا من المنزل
~~~~~~~~~~~~
"الله.. الله.. احنا جينا في وقت غير مناسب ولا ايه "قالتها إسراء بمشاغبة لتحمر وجنتي ملاك بشدة وهي تبتعد عن أحمد... ضحك أحمد بخفة علي خجلها ونهض مقتربا من عمر ليحتضنه ثم سلم علي إسراء وقبل نوارة ثم قال "خير يا عمر افندي هربان علي فين " ابتسمت إسراء وقالت "رايحين نحتفل " عقد حاجبيه بحيرة وقال "هو عيد ميلاد مين النهاردة "..... "مش عيد ميلاد حد... بس إسراء حامل "قالها عمر بنبرة باهتة لم يلحظها أحد بسبب صراخ ملاك المتحمس التي اقتربت وعانقت أختها بقوة "...ربت أحمد علي كتف عمر وقال "يالا يا عمر خد إسراء واحتفل.. وأنا هغطي مكانك " هز  رأسه وأمسك كف زوجته وغادر...
بعد أن ذهبا التفت أحمد الي ملاك بخبث وقال "ايه رأيك نوسع العيلة بتاعتنا زي عمر وإسراء " نظرت إليه ببلاهة وقالت مستنكرة "نوسع... نوسع ايه يا أحمد... ألف سلامة علي عقلك يا حبيبي أنا لسة مخلفة من خمس شهور... حرام كده أنا ممكن اموت منك " اقترب وهو يضمها بقوة قائلا "وماله نجرب"ابعدته بحدة قائلة "شايفني فار تجارب حضرتك " أمسكت حقيبتها وقالت "ودلوقتي عن إذنك سايبة عثمان وميساء عند ماما " سارت خطوتين ثم رجعت وقالت وهي تعدل من قميصه "لو جيت ولقيت سكرتيرة ست   عندك.. أنا هقتلك واقتلها.. فاهم؟! "
~~~~~~~~~~~~~~
في النادي
تركت إسراء نوارة تلعب أمامها... كانت ابتسامتها مشرقة... كل شئ مثالي... فرحتها بنوارة والطفل القادم لا توصف....فخورة أنها اهتمت بطفلتها بشكل كافي... علمتها بطريقة صحيحة... كانت معها خطوة بخطوة... لكنها تعرف أن في خضم  انشغالها بطفلته نسته... نست زوجها ... هي مقصرة نعم وتعترف بهذا.. لن تنكر أو تكابر أن حتي تخجل.... لقد تحملها كثيرا... ولكن هي اتخذت قرار جديد اليوم عندما عرفت بحملها... سيصبح هو ضمن دائرة إهتمامها... كل شئ معد... ستترك نوارة مع والدتها وستحتفل معه بطريقتها الخاصة
~~~~~~~~~~~~~
ولجا إلي المنزل بصمت... هي تريد أن تتكلم.. ولكن لسانها ينزلق ويخونها.... تعلم أنها تجاوزت الحدود ولكن كيف بالله يتوقع منها الهدوء وهي تري مشهد خيانته يتجسد أمامها... هي امرأة وتعرف خطط النساء..تعرف خبثهم جيدا.. أن كانت تعلمت شئ جيد في هذا الحياة... فهي تعلمت أن تحافظ علي زوجها... لن تجعل امرأة متلاعبة  تأخذه منه.. ستحطم رأسها وتقتلع شعرها من جذورها... قد تقتلع اظافرها وتخدش وجهها وتعضها أيضا... لا يهم ماذا ستفعل... المهم لن تجعلها تفوز... هي امرأة لم تخلق للخسارة... فما هو ملكها سيظل ملكها للأبد... وإدوارد زوجها... عاهد الرب علي الإخلاص لها...زواجهما كعهد مستحيل نقضه.. عهد مقدس... وهي ستحافظ عليه بحياتها..... رأته يتجه إلي المرحاض ثم أغلق الباب بعنف...
~~~~~~~~~~~~~~
"عثمان... أحمد كفاية لعب.!!! "صرخت بها ملاك بعصبية.. نظر إليها أحمد... رفع حاجبيها بدهشة وهو يراها ترتدي جلباب بيتي وتعقد شعرها بحجاب بطريقة مضحكة للغاية وبيدها تمسك الملعقة الخاصة بغرف الطعام... صوت ضحكات عثمان ارتفعت وهو يري والدته وسرعان ما أنضم إليه أحمد... عبرت ملاك ثم أردفت بعصبية وتهديد "عثمان لو مروحتش علي سريرك دلوقتي... مش هتروح النادي آخر الأسبوع وأنت حر "خاف عثمان وترك أحمد راكضا إلي فراشه... بينما استدارت  ملاك إلي أحمد وهي تنظر إليه بغضب بارد... عرف أنها ستبدأ وصلة النكد الخاصة بها... ابتسمت ببرود وخلعت العباءة.. اتسعت عيناه بصدمة وهو يري ذلك القميص القصير والشفاف كليا.. اتجهت يديها إلي الحجاب وفكته عن رأسها لينسدل ناعما... رسمت ابتسامة مغرية علي شفتيها أطاحت بالمتبقي من عقله... أبتسم بلؤم وهو يقول بسره "ده أنا هشوف الهنا ".. رأت ابتسامته وفهمتها... لكنها ستصدمه الآن.. اقتربت وجلست بجواره لدرجة أن رائحة عطرها الخفيفة هاجمته وخدرت حواسه... امسكت بذراع "البلايستيشن "وقالت "ايه رأيك نلعب بما أن ميساء  نامت "... وكأنه كان مسافر بعقله فلم يفهمها أي لعب تقصد... هل تريد اللعب بعقله أكثر من هذا.. ابتسمت بإنتظار وهي تري ملامحه الحائرة لذلك أوضحت له برقه"أنا هختار ريال مدريد وأنت؟!! "اتسعت عينيه بصدمة وقال بصوت مرتفع نتساءل "ريال مدريد؟!! يا فرحتي "....
~~~~~~~~~~~~
نظرت إلي نفسها بالمرأة وهي تبتسم بحبور.. ربتت علي بطنها برفق وهي تتطلع إلي بطنها الضامر بحنان بالغ... الله كريم.. لقد أستجاب لدعائها رزقت بحب حياتها وطفلة كالشمس والطفل الآخر قادم بالطريق... أليست الحياة مثالية... سرحت شعرها بسرعة وضمت شفتيها لتثبيت أحمر الشفاه ثم خرجت....
تجمد وهو يراها تخرج إليه ... اسراء حبيبته . تلك التي عشقها وعشقته.. مختلفة تماما عن تلك المرأة التي نفته من حياتها تماما في خضم صراعها لتكون والدة أفضل لنوارة... ابتلع ريقه بعسر بينما عيناه تمر بنهم علي ذلك القميص المهلك للأعصاب.. قميص أظهر منحنياتها التي صارت جذابة أكثر بعد ولادة طفلتهم ذات العامين ونصف... اقتربت منه ولفت ذراعيها حول عنقه وقالت بصدق "أنا بحبك " تنفس بصعوبة ولكنها اهلكته وهي تقبله بشغف....بادلها إياه بشغف أكبر بينما أصبح قلبه يهدر بعنف... لقد عادت حبيبته... حملها ثم وضعها  علي الفراش برقة  وهجم عليها...... واخذ ينهل منها دون شبع...
بعد وقت طويل كان قد نام وعلي شفتيه شبه ابتسامة... ابتسامة راضية تماما...
أخذت تراقبه بشغف... حبيبها المسكين...كان مشتاق إليها... علاقتهما في الأيام السابقة كانت باردة وكأنها تؤدي واجب ما... كما جعله يشعر بالإهانة... ولكن اليوم هي عادت له... وستظل حبيبته دائما... وعدت نفسها... انتفضت قليلا وهي تسمع صوت هاتفها يرن... نظرت إلي الساعة بحيرة لتجدها قد تجاوزت منتصف الليل... أمسكت هاتفها متوجسة مما قد تحمله هذه المكالمة من أخبار سيئة... نظرت الي الرقم  لتجده خاص... احتارت هل ترد أم لا... ماذا أن كان شاب يريد أن بتسلي قليلا... ولكن قد يكون أيضا أمر مهم... لذلك عزمت أن ترد...
"السلام عليكم "... سمعت صوت أنفاس فقط... خافت قليلا وكادت أن تغلق الهاتف ألا أن جملته قد جمدتها
وقد كانت تلك الجملة هي السكين التي انغرست بقلبها الذي يفيض حبا لزوجها
"جوزك بيخونك مع صحبتك... وكمان اتجوزها!!! "
يتبع
لأنك تستحق
فاطمة علي...
انضموا لجروبي هتلاقوه في الوصف

لأنك تستحق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن