الفصل الخامس عشر
اخذ ينظر الي وجهها وهو يلهث بقوة.... نظر طويلا إلي شفتيها المتورمة بفعل قبلاته... انحني وقبلها مجددا وأخذ يلمس جسدها بطريقة جعلتها تفقد نفسها...
بعد قليل....
ابتعد عنها وهو يلهث بعنف... واستند علي حافة الفراش... سحب سيجار ووضعها بين شفتيه وأشعلها ببطء.. مررت أصابعها علي صدره العاري وقالت "أمتي مفروض اتطلق من عمر... شغلنا قرب يخلص معاه وكده كده هنسافر بره "... نظر إليها مروان وقال "استني شوية... في لسه مهمة أخيرة " ابتسمت بحيرة وقالت وما زالت أصابعها تحوم حول صدره "مهمة ايه يا حبيبي؟!!! "... نظر إليها وابتسم بثبات وهو يلقي قنبلته "هتجوز إسراء!!! "توقفت أصابعها عن الدوران وتجمدت ملامحها لثانية... تعاقبت التعابير علي وجهها ما بين جمود وصدمة... وإستنكار وغضب.... مشاعرها توقفت عن التعاقب... اصبح الغضب هو المسيطر عليها الآن..... شعورها بالخيانة جعلها تغضب....
غضبها الأسود احتل كيانها بقوة وكأن شيطان أسود تلبسها فجأة...
" نعم عايز تتجوزها؟!!! "هدرت بعنف ونيران الغيرة تشتعل بها.. حقا تريد قتله الآن... الرجل الوحيد الذي عشقته... الرجل الوحيد التي ضحت بقدسية جسدها من أجله... باعها بتلك السرعة وبذلك السهولة... ومن أجل من... من أجل تلك البشعة إسراء.... "أيوة هتجوزها... ايه المشكلة يعني؟!!! "... ابتعدت بعنف وهي تصرخ به"أنت حقير!!! "... تحول البرود في عينيه إلي غضب اسود عنيف جعله يطبق علي عنقها بشدة ويسقطها علي الفراش... جحظت عيناها بشده.... شعرت بإنحسار الهواء عن رئتيها... هي تموت... الظلام يقترب منها... تشعر بذلك.. ولكن فجأه حررها لتسعل بشدة وهي مازالت مستلقية علي الفراش... أمسك فكها بعنف وقال بصوت مكتوم عنيف "حاسبي علي كلامك يا حبيبتي... وإلا المرة الجاية فعلا هقتلك "انحني وقبلها علي شفتيها ببرود ثم ضرب وجنتها بخفة وابتسم....
نهض من الفراش وارتدي ملابسه الملقاه بإهمال علي الأرض وقال "اعذريني يا دودو... كان نفسي اقضي الليلة كلها معاكي.. بس أنا قلت لماما أن هاجي البيت النهاردة طبعا مش هننسي جوزك المغفل اللي يا حبة يعني مستنيكي علشان الجرعة بتاعته "... أخذ يزرر قميصه وقال "بالمناسبة... حاولي متزوديش في الجرعات اللي بياخدها... كفاية عليه كده... باي يا بيبي "....
~~~~~~~~~~~
في اليوم التالي
استغلت ملاك غياب أحمد وذهبت إلي قصر الاسيوطي لتري أريج....
"صباح الخير يا ليندا؟!!! "قالتها ملاك بإبتسامة مشرقة واعطتها ميساء وعثمان قائلة "معلش يا ليندا هسيبهم معاكي ساعتين كده " ابتسمت ليندا بلطف وقالت"مفيش مشكلة مدام ملاك" ابتسمت ملاك بإمتنان ثم صعدت للاعلي حيث غرفة أريج....
كانت أريج مستلقية علي الفراش تنظر للفراغ... تتصارع مشاعرها بين الحزن والسعادة.. حزنها أنها لا تستطيع مسامحة إلياس وسعادتها أنه إتي من أجلها... ليستعيدها!!!... مازالت تتخبط بين مسامحته علي فعلته البشعة او الانفصال عنه... في الحالتين هي خاسرة سواء راحتها او كرامتها... تنهدت بحزن وأغمضت عينيها... طرقت ملاك الباب... ثم دخلت.. رأتها أريج وابتسمت لها بشحوب لتعبس ملاك وتقول بتأنيب "ليه الأوضة كئيبة كده... فين الشمس يا بنتي هو انت مصاص دماء ولا ايه " قالتها واتجهت للستائر لتفتحها بقوة
.. أغمضت أريج عينيها بفعل الضوء الذي هاجمها بقوة... اقتربت ملاك منها وقالت بحزم "يالا يا أريح خدي shower علشان هنطلع... أنا مش هسيبك كده " كادت أن تعترض أريج بقوة ولكن ملاك اخرستها مجددا وقالت "قدامك عشر دقايق!!! "
~~~~~~~~
ولج أحمد إلي مكتب عمر ليجده مستلقي علي أريكته بتعب... عيناه تزوغ بإستمرار ويتنفس بثقل...والهالات السوداء انتشرت أكثر أسفل عينيه بشكل بشع.... تنهد أحمد بحزن... بمرور الوقت تسوء حالة عمر أكثر وأكثر... وهو لن يتحمل ذلك... لن يتحمل أن يري أخاه ينهار... "ليه جاي تاني؟!! "أتاه صوت عمر الجامد... نظر إليه أحمد وقال "عايزة اتكلم معاك شوية يا عمر ضروري!!!!!"
~~~~~~~~~~~~~
عيناها تقدح شرا... لا تصدق... سيتزوجها... متي أحبها... هي تعلم أن إسراء كانت مريضته لفترة.. وتعلم أيضا أن والدة إسراء صديقة والدته..... لكن مروان لا يحب أحدا مستحيل... هو لا يحب إلا والدته... اخبرها من قبل أنه لا يمكنه أن يعشق... هو لا يؤمن بالحب... إذن.. كيف أحبها هي كيف؟!!! لا لن تسمح بذلك... مروان تلاعب بها.. لقد منحته كل شئ وهو دمرها.... لن تخسر كل شئ لا... وإن خسرت لن تخسر وحدها.... لا... الجيد في الأمر أن مروان علمها أصول اللعب جيدا... وأن كانت خاضعة له فهو كان أفضل معلم... وهي أفضل تلميذة... أمسكت هاتفها وهي تخرج رقمه... يقال أن عدو العدو صديق.. أليس كذلك؟!!! ومن أفضل من عدو مروان ليساعدها في ذلك الأمر؟!!!
~~~~~~~~~
"ممكن تسمعني للآخر ومتقاطعنيش؟!!.. أنا عرفت كل حاجة يا عمر... عرفت أنك مدمن مخدرات... وعرفت أنك كمان بتاجر فيها عرفت أن شركتنا تورطت بسببك... وعرفت أن سبب ده كله هي دينا " اتسعت عيناه برعب للحظات وأحس بالإرتباك ولكن سرعان ما غضب وهو يقول متلعثما "ايه؟!! أنت مجنون... ايه اللي انت بتقوله ده؟!!! هي مراتك بتملي دماغك ضدي ولا ايه ".. التزم الصبر... نعم فالغضب في تلك اللحظة لن يحل تلك المشكلة... هو عليه أن يكون صبور... صبور للغاية... هز رأسه واقترب منه وهو يزيح كم قميصه بينهما عمر يراقبه بذهول "هي مش دي علامات الإدمان يا عمر... " انتزع ذراعه بعنف وكاد أن يصرخ به.. إلا أن أحمد قابله بهدوء وهو يقول "دنيا خدعتك يا عمر.... دينا مكانتش متجوزة ".. هز رأسه بغير استيعاب وقال "ايه!!! أنت بتخرف تقول ايه ".. هز أحمد رأسه وهو يقول "للأسف أنا دورت ورا دينا... عرفت أنها هربت مع عشيقها... وأهلها اعتبروها ماتت "بهت أكثر وأكثر.. ماذا يقول؟ حسنا هو رأي الوجه البشع لتلك المتلاعبة ولكن لم يتخيل أن تكون رخيصة لتلك الدرجة... وضع أحمد كفه علي كتف عمر وهو يقول "معايا كل الأدلة علي الكلام ده يا عمر ".... "أنا مصدقك "قالها عمر ليبتسم أحمد مذهولا ويقول "تمام... دلوقتي يا عمر لازم تساعدنا علشان نقبض عليه!!! " نظر إليه عمر بصدمة ليكمل
"عمر أنا مستعد اساعدك... بس اعترف علي دينا " هز رأسه بنفي وقال بضعف يجتاح كيانه"مقدرش يا أحمد.. مقدرش...لو بلغت عنها.. هتمنع عني المخدرات.. أنا مش... "امسكه أحمد وقال "ثق فيا أنا هساعدك"
"....
~~~~~~~~~~~
طرقت إسراء الباب بخفوت... انتظرت وقلبها ينبض الأذن بالدخول... اتاها صوت الاجش يسمح لها بالدخول...
أبتسم بحبور عندما راها... خلع نظاراته وقال"وأنا أقول العيادة نورت ليه. " ابتسمت بخجل وتقدمت ثم جلست علي المقعد المقابل.... أحمرت خجلا وهي تشعر بعينيه تلتهمها دون هوادة... عضت علي شفتيها بقوة وفركت كفها بتوتر... كانت تنتفض حرفيا... لا تستطيع حتي أن تنظر إليه... هل ما ستفعله الآن يعد نكران جميل منها!!! بالطبع لا... هي لن تعطيه أمل واهي.... ستكون صريحة معه.... حركت شفتيها بكلمات خافتة استطاع هو التقاطها... لتكون صدمة له...
"أنا مقدرش اتجوزك " رمش قليلا محاولا أن يستوعب... هي ترفض الزواج به.. هو... لكي يكون صريحا... شعر بالإهانة... لم يرفضه أحد من قبل... لم يعتاد الرفض لتأتي هي وترفضه بتلك البساطة!!!!!تنحنح قليلا وهو. يهضم رفضها المهين له تصنع الصبر وقال بهدوء "ممكن اعرف ليه؟!! " ابتلت عينيها بالدموع وقالت بنبرة تقطر ألما "علشان مقدرش اظلمك... مقدرش اتجوزك وأنا لسه بحب عمر... أيوة رغم اللي عمله اللي أنا لسه بحبه... مقدرش.. "قاطعها بسرعة وقال "معنديش مانع... أنا عارف أنك لسه بتحبيه .. خلينا نحاول مع بعض مش يمكن "قاطعته وهي تكفكف دموعها وتقول "لا... بس أنا عمري ما هرضي بده... أنا مقدرش اتجوز واحد وقلبي معلق بواحد تاني... هقرف من نفسي صدقني "نهضت ليك تنهي الأمر تماما وقالت" اتمني أنك تلقي الانسانة اللي تقدرك.. سلام "....
بعد قليل كانت قد خرجت من المبني برمته... تنفست بعمق وهي تقر أنها فعلت الصواب... لن تظلمه معها... لن تفعل ذلك.. ابدا... فالظلم مذاقه بشع وهي ذاقته وبأبشع طريقة!
~~~~~~~~~~
"ملاك ليه جينا لبيتك؟!! "سألتها أريج بحيرة لتتلعثم ملاك قليلا وهي تقول "أصل هجيب حاجة من البيت " هزت رأسها وقالت"طيب مفيش مشكلة "....
فتحت ملاك الباب وقالت مشيرة لأريج "اتفضلي يا حبيبتي " دخلت أريج بصفاء نية لتغلق ملاك الباب بالمفتاح... استدارت أريج.. وأخذت تطرق علي الباب وتقول بحيرة "ملاك فيه ايه؟!!! ليه قفلتي الباب.... "لم تلقي اجابه لتطرق الباب بحدة اكبر وهي تقول "ملاك!!! ليه بتعملي كده؟!! متهزريش"... انتفضت بعنف عندما شعرت بذراع قوية تطوقها ورأس تندفن في عنقها.... صرخت بفزع ليديرها هو مبتسما... شحبت وقالت بصدمة "أنت!!!! "
~~~~~~~~~~~~
في أحد المنتهزهات العامة...
كانت تسير بجواره... وجهها محمر خجلا.. وابتسامة رقيقة خجولة تزين شفتيها... في الشهرين السابقين توطدت معرفتها به بسبب إدوارد وكريستين... عرفت أنه كان طلب كريستين السابق... وأنه بعد فسخ الخطوبة سافر للخارج وعاش هناك.. وايت هنا بعطلة...نظرت بطرف عينيها إلي وجهه الوسيم.... لقد أسرها فعليا... شعورها تجاهه.. شعور جديد.. يختلف عن شعورها تجاه إدوارد وحبيبها السابق... شعور كمن يسبح بغيمة وردية فاقعة اللون.. "مريم!!! "ناداعا بخفوت... نظرت إليه بإستفهام لتحرك خجلا بسبب عينيه الذائبة بتفاصيلها... اطرقت برأسها خجلا ليبتسم وهو يقول بحب "تتجوزيني "... ارتعشت أنفاسها ونظرت إليه بصدمه عله يمزح ولكنه كان جادا للغاية... "ليه؟!! "سألته بخفوت ليهز هو كتفيه ويقول "علشان بحبك!! ده سبب منطقي " تراقصت إبتسامة علي شفتيها مع دموع التمتع بعينيها وهي لا تصدق أنها أخيرا ستحظي بالسعادة وقالت "أنا موافقة "..
رغم ما نفعل من أخطاء ألا أن الله دائما يعطينا فرصة أخري... فرصة للسعادة....
~~~~~~~~~~~~~~~~
أحمر وجهها غضبا وهي تراه أمامها... لقد تعرضت للخداع.. استدارت وهي تطرق الباب بحده أكبر وتصرخ " ملاك قلت افتحي الباب... وأنا هقول لأحمد علي الهزار البايخ ده ".... "اهدي يا حبيبتي... خلينا نتفاهم "قالها وهو يمسك ذراعها لتنفض هي ذراعيها بقوة وتصرخ به "ابعد عني " تراجع بحذر... يعلم أنها غاضبة.. وأن أجبرها الآن لن تكون النتائج جيدا... يجب أن يحاول أن يمتص غضبها... يحتضنها يداوي أنوثتها المجروحة بسببه... رآها تخرج هاتفها من حقيبتها بعنف... "أنت تعملي ايه؟!! "سألها بحيرة لتجيب هي بعنف "هتصل بأحمد علشان ينهي المهزلة دي "... خطف الهاتف منها وكادت أن تصرخ ولكن ضاع صراخها في شفتيه... أخذ يقبلها بكل الشوق الذي يعتمل بقلبه..... أخذ يرتوي ويرتوي من نبع شفتيها بجنون.. أما هي فكانت ضائعة... شعرت أن روحها عادت إليها بعد شهور من العذاب!!!!
في حديقة منزلها...
كانت ملاك جالسة علي المقعد الخشبي تزين شفتيها ابتسامة عابثة... "الحمد لله شكلهم اتصالحوا " قالتها بسعادة.. فأريج لم تخرج بعد ولم تطرق الباب أيضا... أصبح الهدوء يعم المكان لابد أن إلياس اقنعها أخيرا... تجمد وجهها واختفت ابتسامتها عندما رأت سيارة أحمد تقف أمام المنزل "يا مصيبتي. هو جه دلوقتي ليه... خلاص أنا هتطلق "... "ملاك ليه قاعدة هنا وفين الولاد " قالها أحمد بدهشة... لتتلعثم هي "أصل.. أنا.. كنت ".... ضيق عينيه بحذر وقال "ملاك هببتي ايه تاني؟!!! "... "لا وحياتك ما عملت حاجة.... أنا بس قاعدة هنا علشان الدنيا ربيع والجو بديع "... رفع حاجبيه وقال "ربيع وبديع... لا الموضوع كبير ابعدي هشوف اللي هببتيه بنفسي"ثم ازاحها أمامه واتجه إلي باب المنزل ليفتحه . أخذت تلطم وجهها بهلع وتقول "هتطلق... هتطلق "
تجمد أحمد وهو يجد إلياس يقبل أخته!!!!.
"يا ندل " صرخ بها أحمد لينتفض إلياس مبتعدا عن أريج.. أما هي فوجهها أحمر خجلا... اقترب أحمد ليلكمه ولكن ملاك أمسكته بقوة وقالت "اهدي بس يا حبيبي "... "بتضحكي عليا يا ملاك!!! أنا مش قولتلك ملكيش دعوة بالموضوع ده "امسكته بقوة أكبر وقالت "لا يا أحمد.. هما لازم يحلوا مشاكلهم لوحدهم "غمزت لإلياس ليحمل هو أريج ويركض بها خارجا وسط ذهول أحمد وصراخ أريج ... أخذ لحظات قليلة ليستوعب... ذلك النذل خطف أخته للتو أمامه وبمساعدة زوجته... دفع ملاك بقوة وخرج ولكن وجد أنه غادر بسيارته... استقل أحمد سيارته لتلحق به ثم وجد ملاك تركب بجانبه.. نظر إليها شزرا وقال "انزلي "... هزت رأسها بعناد ليزفر وينطلق هو....
أخذ يقود بسرعة عالية... هو لن يجعل ذلك البغيض يأخذ شقيقته... هو لم يحب إلياس يوما.. وليكن صريحا شعر بالراحة عندما انفصلت أريج عنه.. ولكن ذلك السمج مصمم علي إعادتها ... أبتسم أحمد وهو يري سيارة إلياس أمامه وأخيرا أمسك بذلك النذل.. ولكن لسوء الحظ سيارة جيب ضخمة اصطدمت به من الجانب جعلت أحمد يفقد السيطرة علي السيارة.. أخذت السيارة تدور حول نفسها حتي وقفت أخيرا.... ولكن أحمد وملاك كانا قد اصيبا بجروح ليست هينة...
يتبع
لأنك تستحق
فاطمة علي...