الخاتمة....
مرت الأحداث سريعا حد الدوران... نقلت سيارة الاسعاف جثة دينا... بالإضافة إلي عمر ومروان...
أما في المشغي فقد امتلأت بعائلة الاسيوطي والشرطة كما أتت كريستين وزوجها.... لحسن الحظ إصابة عمر لم تكن خطيرة.... ولكن مروان كان يحتضر.... وطلب رؤية إسراء...تألم قلبها وهي تجد والدته تبكي بعنف أم تشعر بدنو أجل ابنها... الأطباء بنفسهم قالوا هذا... لا يستطيعون فعل شئ.. الرصاصة أصابت عضو حيوي .... يوم كامل وهم بغرفة العمليات ورغم ذلك لا شئ.... أبعد مروان قناع الاكسجين عن وجهه وقال بصوت متعب متقطع "تعالي يا إسراء "... اقتربت هي منه وعينيها لامعة بالدموع... أبتسم بألم وقال بصوت أقرب للنحيب "مسمحاني يا إسراء " تنفست بصعوبة وهزت رأسها بالإيجاب... ليغمض هو عينيه ويقول بصوت أشد ألما "بس هما عمرهم ما هيسامحوني... أنا دمرت حياة ناس كتير... أنا خايف أقابل ربنا يا إسراء "صمت قليلا وهو يقول بيأس "اقابله اقوله ايه... عبدك عصاك... كان السبب في موت ناس كتيرة... هبرر بأيه وأقول ايه " نظر إليها وقال "هيسامحني!!! "تعالت شهقات الأم بينما اندفعت دموع إسراء وهي تهز رأسها "ربنا كريم "... أغمض عينيه وهز رأسه وقال "أنا خايف اقابله... أنا نفسي أصلي... عايز فرصة بس علشان أصلي " وضعت والدته كفها علي فاها وأجهشت بالبكاء...تقطع صوته أكثر واصابه دوران شديد وقال"يارب سامحني " ثم انطلق انذار جهاز ضربات القلب ... ليعلن موته....
بعد عدة أشهر....
تغيرت حياة الجميع بموت مروان ودينا
ولج عمر الي المصح وتعالج من الإدمان...
بعد عدة محاولات عادت أريج مع إلياس إلي إيطاليا وذلك طبعا مع تحذيرات أحمد لإلياس.. كريستين وإدوارد حياتهم مستقرة الي حد ما وخاصة بعد زواج مريم و جميل
أما إسراء فهي عادت لعملها كمهندسة بشركة الاسيوطي تحت إشراف أحمد ومالك....
~~~~~~~~~~~~
كانت تسير في رواق الشركة وابتسامتها المشرقة تزين ثغرها كالعادة.... قلبها مفعم بالأمل... تلك السلبية التي بقلبها طردتها تماما... الله كريم أليس كذلك؟؟؟ فمنذ عدة أشهر كانت ستموت بطريقة شنيعة ولكن بدلا من ذلك هي بأتم الصحة والعافية... عادت إلي عملها... تعيش مع طفلتها في منزل والدتها... قد لا تكون حياتها مثالية ولكن من لديه حياة مثالية... تلك الحياة يجب أن تكون ناقصة ولكنها تعودت أن تنظر لجانبها المشرق... كلما طعنتها الحياة بمشاكلها كلما قابلت تلك المشاكل بإبتسامة... ابتسامة ثقة أن الله سوف يساعدها يكون بجانبها ويحميها.... ضغطت علي زر المصعد وولجت إليه لتصدم وهي تري عمر يدخل معها ويضغط علي زر الهبوط .... "إسراء " قالها بخفوت.... هو نادم نعم يستجدي مغفرتها ويطلب حبها... ذلك الحب الذي كان يمتلكه وضاع منه بلحظة غرور منه.. غرور بسبب ظنونه أنه الأهم ليكتشف أنه مجرد لعبة تحركها أصابع ماهرة.... ابتسمت إسراء بلطفها المعتاد وقالت"حمدالله علي سلامتك يا عمر.. امتي خرجت " اطرق برأسه وقال "من خمس ايام " ابتسمت مرة أخري وقالت "حمدالله علي سلامتك مرة تانية... "... اقترب أكثر وقال "إسراء أنا آسف... أنا عملت... "قاطعته بنفس الابتسامة... وكأن لا يهمها وكأنها لا تتألم وقالت "مفيش داعي تعتذر يا عمر... أنا مش زعلانة... عادة بنزعل من الناس اللي ليها مكانة في قلوبنا... لكن أنت بالنسبالي ولا حاجة... " فتح المصعد لتخرج هي شامخة غير مهتمة تاركة إياه مصدوم شاحب... هل تلك إسراء التي تعشقه...هل تلك المرأة التي كانت تهيم به.. فما يراه الآن هو امرأة أخري... جامدة باردة.. عيناها التي كانت تقص بوضوح حبها له ولكن الآن... العشق في عينيها بهت .. كل ما يراه هو لمعة التحدي بها.... وهذا أكثر ما يخيفه...
~~~~~~~~~~
في المساء...
"هجيب جون هجيب جون " أخذت تصرخ ملاك بحماس وهي تحرك أذرع البلايستيشن بحماس... لأول مرة منذ شهور يكونا بذلك الانسجام.... بعد تعافي عمر.. أحمد أصبح أكثر هدوءا... هو بنفسه من طلب من إسراء الاهتمام بأطفالهم ليقضي وقتا خاص مع ملاك... أراد تعويضها... نعم عما فعله معها وعن عصبيته وعدم مراعته لمشاكلها الخاصة... كان مختلفا معها اليوم... أصر علي تحقيق كل طلباتها... طلبت أن تلعب معه علي شرط من سيغسل الأطباق فوافق ضاحكا بغرور... فهو يعرف أنها لا يمكن أن تهزمه....
"اهو هجيب جون "صرخت بحماس للمرة الثانية ليجيب هو بغرور وهو يجعل اللاعب الخاص به يأخذ الكرة "نجوم السما اقربلك... شوفي اللي هيحصل دلوقتي ... أنا هجيب دلوقتي جون في الدقيقة الأخيرة... وانتي اللي هتغسلي المواعين " أحمر وجهها من الغضب جراء غروره.. ابتسمت بخبث ولمعت عيناها... ثم اقتربت من خده وقبلته بحميمية... اضطربت أنفاسه قليلا ونظر إليها بذهول... لتستغل هي ذهوله وتسحب الكرة بلاعبها الخاص وتحرز هدف... لتنتهي المباراة بفوز ملاك....
"أنا فوزت أنا فوزت " أخذت تصرخ بها وهي تقفز بمرح... يمسكها هو ويقول بغيظ"أنت مفوزتيش... أنت غشاشة "..."كل شئ مباح في الحب والحرب " غمزت له ثم أكملت " ويالا يا بيبي... المواعين مستنياك "..
بعد قليل كان ينظر إليها بغيظ بينما يغسل الاطباق.... كانت تأكل طبق مثلجات بتلذذ... "علي فكرة شكلك هتحسدني "قالتها بإستفزاز ليبتسم هو ويقول بإستفزاز أكبر "أنا خايف عليك بس لتبقي زي البقرة " لمعت عيناها بغضب واقتربت منه وعضته بذراعه... تأوه أحمد بخفوت ثم حملها بسرعة ووضعها علي حاجز المطبخ وقال بوعيد "أنت قد الحركة دي يا ملاك "توجست للحظة ولكنها بغرور اومأت بالإيجاب ليبتسم هو بشر ويقوم بدغدغتها... "خلاص أنا آسفة والله... أحمد لا... "أخذت تصرخ بين ضحكاتها... شعرت أنها لا تستطيع أن تتنفس وذلك الأحمق لا يعتقها... توقف عن دغدغتها.. وانحني ليقبلها... لفت هي ذراعيها حول عنقه وبادلته بشغف... قطعت هي القبلة وقالت ببراءة "نفسي في بيتزا يا أحمد" عبس والكلمات لم تدخل عقله بعد... ثم سرعان ما ابتعد عنها وهو يقول بغيظ "إنسانة فصيلة... "
~~~~~~~~~"~~~
مرت عدة ايام..وهو يحاول الاعتذار إليها.. يحاول حتي أن يحدثها ولكنها بكل مرة تتركه... تقابله بنظراتها الباردة وتقول له إلا يحاول وأنه أصبح لا شئ بالنسبة لها... يغار بشدة.. يغضبه تلك العفوية التي تتعامل به مع الجميع سواه..يؤلمه ذلك الدفء الذي يطل من عينيها للجميع ويكون من نصيبة هو الصقيع.... والاسوء أنه يشعر بالتهديد.. نعم فالمهندس الجديد الذي عين حديثا أصبح يتقرب منها بحرص ... نظراته ليست بريئة ....
تجمد في رواق الشركة وكز علي أسنانه وهو يراه يتحدث معها بخفوت... يكاد يقسم أنه يلتهمها الآن بعينيه... شعر بنيران تشتعل بصدره تعذبه ولا تريحه.... جل ما يرغب به هو طرد ذلك السمج بعد تحطيم وجهه ولكن بأي حق يفعل ذلك... وأين الدليل أنه يتودد لإسراء.... "حلو شكلهم مع بعض صح؟!! "قالتها ملاك بإستفزاز... استدار عمر ونظر إلي وجهها.. كانت تبتسم بتشفي... تستمتع بألمه... اتسعت ابتسامتها لتتحول إلي إنتصار وقالت مشددة علي حروفها"أصل بشمهندس طارق طلب ايد إسراء.. وهي مفروض ترد عليه النهاردة " وقع قلبه أسفل قدميه وهو يشعر بالإنهيار