الفصل العاشر....
بعد عدة أيام
كانت ليالي توضب حقيبة إسراء... فالطبيب سمح لها بالخروج من المشفي علي أن تذهب لأخصائي نفسي... نظرت ليالي بألم إلي ابنتها الجامدة... منذ تلك الليلة وإسراء لا تتحدث معهم. لا تتكلم.. لا تبكي... كل ما تفعله هو تأمل سقف غرفتها الكئيبة بالمشفي... ابنتها تعاني بشدة.. تغرق بهوة سحيقة.. لهذا ستضطر لعرضها علي طبيب نفسي ... تنهدت بحزن وهي تقول "يالا يا إسراء "ثم أمسكت كفها برفق وهي تسحبها وراءها.. بينما الأخرى تسير خلفها بروح ممزقة.. ولنكن ادق بروح محترقة تناثر رمادها واختفت....
~~~~~~~~~~~~~
في منزل عثمان.....
"يالا يا كريستي... ماما دلوقتي اتحركت من المستشفي " قالتها ملاك لكريستين... لتومئ هي وتضع صينية الكعك بالفرن...
بعد نصف ساعة كانت ليالي تفتح الباب وتدخل هي وإسراء.. تقدمت ملاك منهما ثم احتضنت إسراء بقوة. ولكن إسراء لم تبادلها العناق.. كل ما فعلته أنها تجمدت في مكانها... وكأنها تمثال من الجليد.. عيناها جامدة وجسدها ثابت لا يتحرك ولا يتفاعل أيضا.. وكأن مشاعرها بهتت تماما....
ابتعدت ملاك ونظرت إلي إسراء بحيرة لتجدها جامدة لا تتحرك.. حاولت لمسها مرة أخري إلا أن إسراء ابتعدت وذهبت إلي غرفتها بهدوء تام...
نظرت ملاك إلي والدتها بحزن... ربما من المناسب فعلا أن يذهبوا لطبيب نفسي...
~~~~~~~~~~~
في قصر الاسيوطي...
كانت تحتل سريرها وهي تبكي بضعف... لا تصدق أن إلياس نسيها بتلك السهولة... لقد اعتقدت أنه سيأتي ويحاول مراضاتها ولكن لا خبر عنه حتي اليوم.. هو حتي لم يتصل بها...
عندما أتت من إيطاليا صدمت بخبر طلاق إسراء وزواج عمر وهم بالمقابل صدموا بما حدث معها هي وإلياس... وبسبب ذلك توترت العلاقات قليلا بين أحمد وملاك... فأحمد غاضب للغاية من إلياس وهو مصر أكثر منها علي طلاقها... لكن
لكن الحقيقة هي لا تريد الطلاق.. هي تحب إلياس بل تعشقه... ولكنه خانها... طعنها في الصميم... فضل صديقته عليها وهي لن تسامحه بسبب هذا....
طرقات خفيفة ايقظتها من شرودها... نهضت أريج ومسحت دموعها ببطء وقالت بصوت باهت "اتفضل "... ولج أحمد بإبتسامة حنونة واقترب منها وهو يقبل رأسها قائلا "اميرتنا الصغيرة أخبارها ايه؟!! " ابتسمت بحزن ليتنهد هو قائلا بغضب طفيف "هو ميستحقش دموعك أريج.. ده إنسان ندل.. بكره تتطلقي منه وتتجوزي سيد سيده "... "بس ملاك... "اوقفها مما تنوي أن تقوله وقال بحزم "ملاك مش هتتدخل.. أنا مش هسمحلها حتي لو كان أخوها.. هو خانك ولازم يتعاقب.. فهمتي؟!! " اومأت بضعف ليبتسم هو ويقول"أنا هشوف محامي يساعدني في الموضوع ده ".. اتسعت عينيها برعب... اخاها يبدو جاد جدا... هو لا يمزح... هل تلك هي نهاية علاقتها بإلياس!!!!
~~~~~~~~
بعد يومين....
كانت تجلس بجمود علي المقعد بينما تراقبها والدتها بحسرة.. كيف تحولت سعادة بناتها لجحيم لا يطاق... ليت عثمان كان معها... هو الوحيد الذي كان سيحل تلك المشاكل... هي عرفت الآن كم هي امرأة ضعيفة.. لا تساوي شيئا بدونه... فها هي حياة بناتها تنهار أمامها وهي لا تستطيع فعل شئ. ابنتها الكبيرة تطلقت وفقدت النطق.. والصغيرة علاقتها تدهورت للغاية مع زوجها وخاصة بعد عودة أريج وإصرارها علي الطلاق منه... أغمضت عينيها وهي تتمني أن يكون كل شيئا بخير قريبا.. "يارب "تمتمت وهي تدعو ربها يلهمها الثبات ...
انتهبت عندما نادتها الممرضة "دورك يا مدام إسراء " اومأت ليالي بالإيجاب وأمسكت كف إسراء وهي تقودها إلي غرفة الطبيب...
ولجت ليالي إلي غرفة الطبيب وأخذت تتأمل مكتبه بإعجاب.. كانت تظن أن الأطباء النفسيين يعانوا من عقدة سوداوية ويتركون مكاتبهم مهملة.. لكن ذلك الطبيب حطم هذا الاعتقاد الخاطئ... "أهلا بيكي طنط ليالي" ابتسمت ليالي وهي تراقب ذلك الطبيب الوسيم قائلة "إزيك يا مروان "
يتبع
لأنك تستحق
فاطمة علي