لم تنهرني امي او تغضب مني طوال عشرين عاماً
لم ترفع عليها صوتها بغضب
وكذلك كُنت انا ابادلها الحُب
كُنت اخاف عليها قبل ان اخاف منها
فقد كانت ارق حتى من الفراشة
كانت تحبنا لدرجة تبكي اذا ما اغضبناها وتخاصِمُنا
فكان حبها هذا مغروساً بنا فنركض لاحضانها معتذرين
كأن الحليب الذي كان يُصنع في جسدها قبل ان يمر الى اجسادنا كان يمر لقلبها يحمل معه حبها ويمزجه بحليبها ثم نشربه نحن وكبرنا ورأينا هذا الحب داخلنا لها
لم اكن اتحمل زعلها دقائق لم اكن اتحمل نظراتها البارده لثواني
كنت اركض كي اعيد تلك النظرات الحانية والابتسامات الصافيه والاحضان الدافيه
كانت رقيقة جداً رغم قوتها وطول صبرها
رغم ما مرت به من فقْد وما لاقتهُ من جِراح
بقيت صامده شامخه
لم ارَ مثلها أمرأة كي ارَ مثلها أُما
في كل مرة كنت انظر اليها في حزنها في همها
تبتسم الي بانقى ابتسامة كانت تخرجها من اعماق قلبها
لم تبخل به رغم ما مرت بهِ
تُرى سأكون مثلكِ يا أمي
كالطفلة برقتها
ورجلٌ بصمودها
وامرأة بحنانها
بحبكِ لنا
بحبك الذي وصل درجة ان نحبكِ اضعافهُ
بخوفكِ علينا لدرجة ان نخاف منكِ وعليكِ كالطفل
بمصاحبتكِ لنا منذ نعومة اظافرنا فجعلتِ منا اعز اصحابك في كبرنا
୪ نتلذذ الا بحديثك ولا نحدث احداً اكثر لكِ
ادامك الله لنا ولي
واسكنكِ فردوسهِ والبسك تاج النور
وجعلني مثلك لاولادي لدرجة ان يقولو لي اطفالي "كأنكِ جدتنا بحبها لكم" ❤️
أول فراشة في حياتي أُمي.
أنت تقرأ
بساتينُ الخواطِر
General Fictionآن لِقلمِك إن يُنزِلَّ حِبرهْ آن لأفكارِكَ أن تُسطَّرَ وتؤثِر آن لِحُروفِكَ أن تَصرُخ آن لأنامِلِكَ أن تُحرِكَ عِظامَها وتنقُش ما نَقَشتهُ الأيامُ بِعقلِك وروحِك 📝