11

10.6K 414 3
                                    

الفصل الحادي عشر

نظر لها بغضب ثم قال:
_لا يا حلوة مش كل حاجة عمي عمي بس أنا خايف عليكي لو إنتي مش حاسة يبقى وبصراحة  معندكيش إحساس
وقفت جلنار مذهولة مما يقول فراسين لا تحب بأن أحدهم يقلل منها، تحدثت بهدوء حتى تقلل من تلك المشحنات:
_أرسل خلاص هي هتلبسها
صمتت قليلاً ثم نظرت لراسين التي تقف جاهزة على وضع الإندفاع گجندي يريد الانتقام من عدوه، واصلت جلنار حديثها بنفس نبرة صوتها :
_راسي فكري في أي حاجة وحشة هتحصلك هو فعلا بيخاف عليكي وبعدين لخصي الطيارة فاضل عليها ساعات.
تنهدت بقوة ثم قالت :
_أوك جلنار ودا عشان خاطرك إنتي هاخد منه سلسلة يارب نخلص بقا
ابتسم جلنار براحة اما عن أرسل كان مستغرب هدوئها، وجدتها تأتي بتجاه وتلتفت حتى يضع السلسال على رقبتها، نظر له ثم جاء ليضعها ولكنه إنحنى ووضعها على المنضدة ثم قال:
_لبسيها لنفسك بقا عشان متقوليش دا لبسهالي ودا قال عمي
نظر لجلنار ثم أكمل حديثه :
_جوجو أنا مستني برا لما تبقوا جاهزين قولولي
بلعت راسين ريقها من الصدمة والحرج وكأن أحدهم القى بوجهها دلو ماء حتى تفوق، دمعت عيناها ولكن الدموع تمردت على النزول، نظرت لجلنار ثم قالت :
_يالا يا جلنار عشان الطيارة وعشان نشوف حياتنا الجديدة هتروح فين
أمسكت جلنار باناملها ثم قالت وابتسامتها تزين ثغرها :
_هتروح للخير تعرفي يا راسي إني لما كنت ببيت مامي مكنتش مرتاحة حتى هي مسالتش عليا طول مدة قعدتي عندي
ابتسم حتى تخفف على صديقتها:
_يا قلبي أنا عيلتك كلها يالا بقا أبو الغول اللي برا ممكن يأكلنا
قهقهت بقوة ثم أومأت برأسها حتى يخرجوا.

*****
جلست في تراس غرفتها تفكر في حديث خالتها، تحدثت مع نفسها بستغراب :
_أنا ليه مش فرحانة دا أنا لما كانت بتقول فاطمة لأرسل كنت بحس بفرحة وهيبة لأني هكون مرت الكبير
أغمضت عيناها بحيرة ظلت تفكر بقوة ولكنها لم تجد حل لحيرتها بتلك اللحظة وجدت نور تتدخل من بوابة المنزل ودموعها منهمرة على وجنتيها، أسرعت حتى ترى ما بها
نزلت السلم ولكنها صدمت عندما سمعت صوت أدم وهو يقول :
_ياچدي وافق على چوازي منها
فتحت عيناها بصدمة شعرت بشيء بداخلها ينهش بها وكأن خنجر قسم قلبها إلى نصفين، فاقت من هذا الشعور عندما صدمت بنور، نظرت لها بزعر ثم قالت :
_مالك ياجلبي مالك يانور
بكت نور بقوة ثم سردت لها ماحدث وبعد أن  أنهت حديثها قالت :
_أخوكي يوم ما يعمل حاچة حلوة في حياته يذلني بيها
_نوررررر أنا مذلتكيش بس أنا عارف نظرة كل شاب لأني شاب كان لازم  أضربهم ثانياً دا واچبي مانا مش بطرحة عشان أسيبك ثلاثًا حسيت بنار بتأكل چوايا عشان اكدا زعقت ومعليش ياصغنن أني آسف حاچة تاني

هذا ماقاله جاسر لتبسم نور وتقول :
_شكرا يا چاسر أني عارفة إنك كنت خايف عليا
ابتسم ثم قال :
_فيش حاچة يابنت العم يالا روحي ذاكري منك ليها
*****
بغرفة أرسل نظرت والدته لصورته بحب وفخر قائلة :
_يا ولدي  كنت عارفة إنك قد وعدك ومكنتش هتكون زي عمك راح وجال عدو لي وأتچوز الأچنبية وفضلها على خالتك الله يرحمة ياحبة عيني ماتت بحسرتها لما أتچوز عليها
دمعت عيناها وكأن القلب يريد هذا والعقل يتمرد، تحدثت بصوت متقطع :
_منه لله راح وجال هشتغيل في بلاد الأچنب وغاب وشهر وتنين وتلاتة وفي الآخر كان راچع وبتهم في ايدهم ومعملشي أعتبار لأخيتي حياة اللي قعدت مستنية بفرغ الصبر عدت الأيام والشهور ومفيش تقدير
مسحت دموعها ثم قالت :
_مش هسمح لك تكون زيه هتتچوز فاطنة وتعيشوا حياتكم من غير تتدخل حد وأدم هيتچوز بت خاله وچاسر هيكون لنور وياسين هيتچوز بنت عمه وبكدا هكون ضمنت وچودكم چنبي ومش هسمح الموت ياخدكم مني
أبداً
*****
في غرفة الجد
نظر له أدم ثم قال:
_أنا مش هسمح ياچدي أنها تكون لحد غير
تنهد الجد من عناد حفيده  ثم قال :
_ياسين طلب يدها وفاطمة ولا هتبجى ليك ولا له .
نظر له بزعر شعر وكأنه خسر كل شيء تحدث بغضب مكتوب :
_ساعتها يا چدي أني مش هكون لحد تاني
أجابها الجد بنفس نبرة صوته :
_أحسن ما يقوله ولاد القناوي مسكوا في بعض عشان خاطر بنت عمهم
خرج أدم دون حديث فقط الغضب يملؤه وجهه
*****
في باريس
وصل أرسل برفقة راسين وجلنار إلى المطار أنهى جميع أجراءته، وصعد إلى الطائرة، كان الصمت حليفهم كل منهم يفكر في شيء، تحدثت راسين مع نفسها :
_ياترى إية اللي منتظرك ياراسي هناك لية بابي مات ياربي ومين اللي بعت الرسالة دي يااارب كون معايا أنا راحة حياة محدش يعرفها غيرك
فاقت من شوردها ومن ثم نظرت لأرسل وجدته مغمض عينه حولت أنظارها لصديقتها وجدتها تبكي بصمت، أنتفضت من مكانها ثم قالت :
_إية يا جلنار مالك .
*****
عندما خرج أدم صدم بفاطمة التي كانت وقفة بالحديقة تستعد للمذاكرة وكان ياسين بالقرب منها، نظر له بغضب ثم قال:
_إية اللي مقعدك هنا
ابتسمت بتوتر ثم قالت :
_هذاكر اهنا عشان نور بتذاكر فوق وصوتها في المذاكرة بيكون عالي
واصل حديثه بعلو صوت :
_أطلعي نزليها تذاكر اهنا وأطلعي إنتي ذكري فوق عشان مش عاوز أتعصب عليكي

كورة يديها في غضب، تنهدت بقوة ثم تحدثت بأستفزاز:
_سيبك مني يا أدم أنا سمعتك كنت عاوز تتچوز مبروك قبل الناس كلها بقولها لك عشان تعرف غلاوتك وأخيرا هاخد راحتي وحريتي بقا وهتچي واحد تقيدها

ابتسم بسخرية ثم قال :
_لا ما إنتي متسعجليش ياجمر

#بقلمي_أميرة_أنور
#ميرو

صعيدي في باريسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن