17

20.1K 601 46
                                    

الفصل السابع عشر"الآخيرة"
نظر لها باستغراب، ماذا تقول تريد إنهاء خطوبتهم بتلك البساطة، تحدث بنبرة الاستفهام :
_مش فاهم ؟
صمت قليلًا حتى يواصل حديثه بسخرية :
_اللي يشوفك دلوقتي ما يشوفكيش من اشوية
لاحت ابتسامة قوية على وجهها وكأنها بحرب الحرية تنهي قيوده، تحدثت بطريقة تجعل الجميع يشعر بالغضب ولكن لا يغلط معاها فكانت مهذبة عندما تحدثت :
_كوني إنسانة بتهتم بحاچاتها مش زيك مهمل فأنا مش بحب حد يأخد لعبة مني أو هدوم أو أي حاچة بتخصني حتى لو كان دبوس فمابلك بقا واحدة من الشارع متعرفش إن نور القناوي اصغر أحفاد القناوي واللي البيت كله بيحبها وبينفذ كل حاچاتها وإن كرامتها كبيرة أوي چاية تقل مني فلا قومت أستخدمتك كوسيلة مش أكتر ويوم ما أنا أجول لچدي موضوع لغي الخطوبة هتكون إنت باقي من حاچة أني مش عاوزها 
صدم من حديثها، يتسأل من أين جلبت تلك القوة، غضب من حديثها بشدة، كور يده بعصبية ثم قال:
_هنتچوز ومفيش لغي خطوبة وهتعرفي إن چاسر مهما صاحب مش هياخد غير بت عمه اللي حبها ومن زمان كومان

*****
بالطريق أسرع أرسل بسيارته حتى يبحث عن راسين، لا يعلم لِمَ تتزايد دقات قلبه، يشعر بأن الخطر قريب منها، بتلك اللحظة رن هاتقه وكان الرقم غير معروف، ضغط على زر الرد قائلاً:
_أيوا مين..؟
أجابه أحدهم بنبرة تحمل القلق والتوتر :
_أرسل بيه أنا واحد من رچال البلد أنا شوفت راسين هانم في نواحي المزراعة ولكن في عربية كبيرة خبطتها  أنا في المستشفى
وقع الهاتف من صدمته،أغمض عينيه والقلق يمتلكه، يريد الصراخ ويقول ما في قلبه لها، أسرع بسيارته ولأول مرة يبكي بشدة ويقول :
_أنا بحبك يا راسين أوعي تعمليها أنا الحياة مش هتكمل من غير وجودك أرجعي
مسح دموعه، وأمسك هاتفه حتى يهاتف العائلة.

*****
بسيارة ياسين نظر لها بغضب وقال:
_جلنار أنا عارف إنك بتعتبري أرسل أخوكي بس أنا أنا..
صمت قليلا حتى يتحدث بهدوء :
_بصي بقا من غير لف كتير أنا بحبك بقالنا شهر أصدقاء وأنا بقول البت هتفهم قولت اسافر من غير ما قول لها أصل مافيش حد بيحب من شهر بس والله أنا حبيتك من أول ثانية دخلتي فيها

نظرت له بذهول كل هذا كان بداخل قلبه لا تعلم ماذا تفعل، صرخت بقوة وقالت :
_يخربيتك مجنون أنا كمان بحبك بس مش من اول ثانية حبيتك من..

قاطع حديثها رنين هاتفه ليكون المتصل أدم أخبره بحالة راسين،  أسرع للمشفى تحت بكاء حبيبته...

*****
تجمعت العائلة أمام غرفة العمليات ماعدا نور وفاطمة، كان أرسل في حالة لا يرثى لها الجميع بجانبه مستغربين حزنه الشديد وكسرته التي حدثت ولأول مرة..
ذهبت والدته باتجاه حتى تعطي ما تبقى من سمها :
_في راچل يبان ضعيف عشان ست فين إبني الجوي دا أنا جولت هتچيب حقي منيها

نظر لها بذهول والدموع تتمرد بقوة على النزول
تحدث بغضب مكتوم :
_ضعيف دا هو كلامك يعني لو چر ليكي حاچة مينفعشي أعيط صوح
صمتت ولم تعطي له ردًا، نظر للجميع فوجدهم مشغولين ولا ينظروا إليهم، أكمل حديثه بهمس عالي :
_طب لو إنتي حصل لك حاچة أبوي ميزعليش  عشان هو راچل الدموع والحزن عمرها ما كانت ضعف الدموع بطلع  الحزن والضعف بتريحنا هنفضل لحد امتى نخبيها ولا عشان إنتي هتموتي وتنتقمي من اليتيمة اللي بين الحياة والموت
بتلك اللحظة خرج الطبيب، أسرع الجميع نحوه، تحدث الجد بجدية حتى لا يظهر ضعف قوته :
_راسين عاملة إية يادكتور ..

صعيدي في باريسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن