صعيدي في باريس

15

الفصل الخامس عشر

نظرت لجدها بزعر، حاولت أن تتحدث ولكن الخوف كان أقوى من قوتها، هزت برأسها حتى توافقه ثم قالت بتلعثم :
_ع عن اااإذنك

أوقفها بغضب وهيية جعلها ترتعد وتجلس بمكانها مرة أخرى:
_ما سمعتش فاهمة ولا لاء مايتفعشي تشتمي الفراق بينك وبين أرسل كبير أوي

حاولت أن لا تبكي أمامه، تعلقت الدموع في مقلتيها، أجابته بهمس :
_فاهمة عن إذنك

خرجت من الغرفة واتجهت نحو غرفتها بسرعة شديدة ولكنها صدمت في أرسل الذي أمسكها من معصمها بقوة قائلا بغضب بعد أن أعطها هاتفها :

_أفتحي الزفت دا !

نظرت له بتوتر ثم تحدث بهدوء:
_آسفة يا أبية أرسل دي خصوصياتي الخاصة

كور يده حتى لا يضربها، عاد حديثه مرة أخرى بغضب:

_أنا مش أبية مش في حضانة أنا و

قاطعت حديثه بتمرد :
_جدك قالي أحترمي أرسل فأنا بسمع الكلام

*****

ظلت تبكي طول الطريق على ما حدث، نظر له ياسين متحدثاً بهدوء:
_أنا معرفشي راسين بس لازم إنتي تكوني عارفها
أجابته ببكاء :
_راسي عمرها ما جرحتني ولما بنزعل من بعض بنتصالح بس المر دي حسيت بوجع

ابتسم بمحبة ثم رد محاولا أن يجعلها تيتسم :
_خلاص يا بت بقا بصي أنا هفسحك أخليكي ترجعي مهدودة

ظل يسرد لها عن حياته وهي أيضا وبليلة لم تكمل حتى أصبحوا أصدقاء

*****

رسم على ثغره ابتسامة السخرية، أجابها باستفزاز :
_لو الدنيا كلها قالت أن راسين هتسمع الكلام والله مش هصدق

صمت قليلا حتى يكمل بغضب :
_أفتحي تلفونك

نظرت لها برعب ثم فتحت هاتفها، أمسكه منها بعصبية، دخل على الرسايل الخاصة بها ليجد تلك الرسالة :
(راسين عودي إلى باريس حتى لا أقتلك أو أقتل أحد من عائلتك، سنتزوج وستكوني معانا بداخل المنظمة )

نظر لها بصدمة ثم أكمل في قراءة الرسايل فوجد رسالة من يومين عندما وافقت على السفر:

( أرسل ذاك المعلم صديقك المقرب سأقتله اذا لم تعطي لنا الاوراق الخاص بوالدك )

تحدث بهدوء قائلاً:
_لية ما قولتلش

_خوفت تزعقلي

تنهدت بقوة ثم قال :
_طول من جنبك ما تخافيش يا راسين

رفعت رأسها بذهول اهذا من كان ينهرني منذ قليل، نظرت لعينه لتشعر بصدق حديثه، أجابته بهدوء:
_شكرا يا أرسل هي فين جلنار

أجابها بخبث:
_زعلت وراحت فندق وهتسافر بكرة

صرخت بقوة، أنهارت دموعها بشدة :
_والله مكنش قصدي يا جلنار لية سبتيني أنا معرفش أعيش من غيرك