But where are we?

582 38 19
                                    

نامت ليلا و هي تبكي على نهاية روايتها المفضلة : كان من المفترض ان تكون نهاية سعيدة ! اكره هذا الكاتب اللعين !

استيقظت من النوم صباحا على أشعة الشمس التي تداعب وجهها ، استفاقت بسرعة بعد أن نظرت للساعة ، لا تصدق أنها تأخرت عن العمل .. عيونها منتفخة من البكاء لكن كل همها ان تنجح في الوصول للعمل و الا سيتم طردها كما حدث في السبع وظائف السابقة
ارتدت ملابسها و خرجت دون فطور حتى
سيارة أجرة !! ، هذا ما قالته لتتوقف سيارة صغيرة تبدو مهترئة ، لم تفكر كثيرا لذا ركبت بسرعة ، هي متأخرة بساعة كاملة بالفعل ..
كان السائق ينظر لها بشك من خلال المرآة ، شعرت بالضيق من نظراته العميقة
تساءل السائق و هو يثبت عينيه عليها .. هل أعرفكي ؟
ردت بعدم مبالاة .. لا أظن
صرخت و هي تنظر بصدمة للطريق امامها : انتبه للطريق !!!
لترتطم السيارة بالحائط مصدرة صوت مدوي و زجاج النوافذ تناثر في كل مكان
تشعر بألم كبير جدا ، لا تستطيع تحريك جسدها من قوة الالم ، حاربت و تحملت الاوجاع لتنهض من مكانها ، كانت تنام بمكان يبدو عليه صحراء
قالت بدهشة .. أين أنا ، ماذا حدث
تجولت بعينيها لترى سائق السيارة ممدد أمامها على الرمال
كسى الغضب وجهها لتحمل كمية من الرمال و ترميها على وجهه
استفاق و هو يتآوه بشدة
ماذا ، أين ، ما ، كيف ، أنتيييي؟!!
ردت بغضب : ماذا حدث ؟
قال و هو ينفض الرمال من على وجهه : لا أعلم ، لا أتذكر سوى الحادث
قاومت حتى نهضت من الارض
قالت و هي تقترب منه : صحيح ... الحادث ..
اللعنة عليك
مد يده لتساعده على الوقوف لكنها نظرت له باشمئزاز لينهض لوحده
قال و هو يبتعد : مغامرة
قالت و هي تتبعه : ماذا تقول ، هل جننت ، الم تفكر كيف وصلنا الى هنا و اللعنة عليك
قال بغباء : صحيح ، كيف وصلنا الى هنا
قالت و هي تجلس مجددا : سيطردني مديري من العمل
قال و هو يجلس أمامها : هل تتكلمين عن العمل الان ؟ سيارتي التي لا أعرف مكانها
و هل تسمي تلك سيارة ؟ قالتها بسخرية
ليرد بامتعاض : موروثة عن ابي ، هل لديكي مشكلة بالموضوع ؟
- بففففف ، اظن ان هناك من اختطفنا و تركنا هنا ، و سرق سيارتك الغالية ** بسخرية **
- أو نحن بغيبوبة بسبب الحادث
- لا تكن غبيا ، غيبوبة ؟ و هل سنحلم بنفس الحلم يا أحمق ؟
- احترمي نفسكي يا فتاة ، و بالمناسبة لما انتي ثرثارة بهذا الشكل انتي مزعجة جدا
- انا مزعجة ؟ و لما سأحترم الولد الذي تسبب بكل هذا ؟
- انا السبب ؟
نهضت من مكانها و انطلقت قائلة .. بالطبع انت السبب ، لما كنت تنظر الي و كأنك لم ترى فتاة من قبل
- ظننت اني اعرفكي
قالت بغضب : و هل يعجبك الان أين أوصلتنا بظنك التافه ، نحن في وسط الصحراء و سنموت جوعا و عطشا
- سنجد الحل
- لا تقل " سنجد " ابتعد عني ، انا لن أرافقك
- لكني اريد اصلاح ما تسببت به
- هاااا انت الان تعترف انك السبب ، لا يهم فقط ابتعد عني
- بففففف حسنا اذهبي ، ستأكلكي حيوانات الصحراء المفترسة ، غبية
- أحمق ،و كأنك ستحميني
لم يرد عليها و انطلق ليلمح شيء أسود على الرمال ليركض اليه اما هي فلم تنتبه له ، فقط تابعت طريقها
صرخ قائلا : هاتف ...
توقفت فجأة و استدارت له ببطئ لتجده حقا يحمل هاتف
ركضت اليه و سحبته من يده بسرعة
- هااااي انتي ...
- اصمت انه هاتفي
اختطفه مرة اخرى من يدها
- و كيف اتأكد من هذا
- لن أؤكد لك ، و لما أفعل ؟
- حسنا اذا ، انا وجدته ، اذا انا سآخذه
- انه هاتفي يا احمق ، هل ستسرقه ؟ لقد فهمت انت سارق
- كفى لعب اطفال يا فتاة ، هل انتي غبية ، هيا بسرعة لنتصل بأحد
فتحه ليجد انه بكلمة سر
- هو حقا هاتفكي ؟
- نعم
- هو بكلمة سر ، بسرعة افتحيه و لنتصل بالنجدة
نظرت له بقلق ثم اسطنعت الشجاعة و أخدت الهاتف و حاولت فتحه لكن دون جدوى
- واااو ... هاتفكي ** بسذاجة 😠😑 **
- انا لا أستطيع تذكر شيء عندما أكون متوترة
- هيا الان ، انا ذاهب ، ربما أجد منزل في مكان ما
مشي مبتعدا اما هي فبقيت في مكانها تنظر امامها
لقد أخد الهاتف من يدها و هو ينظر لها بغضب
- أنا من يجب عليها الغضب و ليس انت ** بهمس **
لاحظت ان الشمس على وشك الغروب
- منذ متى و نحن نائمان
لاحظت انه بدأ يختفي عن انظارها
بسرعة ركضت باتجاهه متجاهلة ألمها
ابتسم بغرور عندما سمع صوت تنفسها العالي
- حقا ستتركني و تذهب ؟
- أنتي صاحبة الفكرة
صمتت و أكملت المشي دون حتى النظر له
كان الهدوء و الصمت هما سيدا الموقف
بدأ التعب ينال منهما ، و الشمس اقتربت من الغروب التام
- أنا جائع جدا
- أصمت ايها الاحمق ، هل تفكر بالجوع الان ؟ سنموت
- كوني متفائلة
- لا لن أكون ، ما الشيء الذي يجعلني متفائلة هاااا ! انا في الصحراء . مع أحمق مثلك . و لا أظن أننا سننجو . الليل سيهبط علينا ** بحزن و غضب **
- م....م.....م...
- هل تتأتئ ايضا ؟ يال سخرية القدر
-م...م....م...م...م..
- ماذا تريد أن تقول ** بغضب **
فقد صبره و أمسك بوجهها و وجَّههُ الى الناحية الاخرى .... مدينة أو قرية ان صح التعبير
- م...م...م...م
ضحك عليها بصوت عالي
- انتي أيضا تتأتئين ...
- أصمت بسرعة ، هيا ، انها مدينة
- ربما قرية ، انها صغيرة جدا
- لا يهم ، هيا الان ، أنا سأموت من التعب
أسرعو في خطاهم و كلما يقتربان منها ازدادت الدهشة ، لقد كانت قرية لا يبدو عليها التحضر ابدا ، كان الهدوء مسيطر عليها و هناك أضواء خافتة في كل زاوية بسبب شموع مشتعلة
بدأت تتعثر بخطواتها من الخوف
أما هو فكانت علامات وجهه يبدو عليها البرود التام
- أحم ، ياااا....
صمت فهو للان لم يسألها عن اسمها
لم تنتبه له ، فقد كانت منبهرة من شكل بيوت هته القرية العجيبة ، كلها بيوت بغير نوافذ ،فقط باب صغير ، و المكان يغلب عليه الشموع في كل مكان
- واااااو
- أعجبكي ؟
- نعم ... كثيرا
ابتسم على شكلها البريء الذي لم تظهره منذ التقاها
- إذا ... ما اسمكي ؟
- أنا ؟
- نعم أنتي ..
- لاا يهم
- اسم غريب ، حسنا " لا يهم " أنا كريم
- ماذا ؟ 😕
- لا شيء ، فقط أنا أقول ان اسمكي غريب ، "لا يهم "
- بفففف ، هيا الان ، اين سنبيت
- لحظة فقط
ذهب كريم و قام بالطرق على أحد البيوت لكن لا رد
- ربما لا أحد بالداخل
- لا تكوني حمقاء ، ألا ترين الشموع ؟
- لكن لما لا أحد يرد
- ربما هم نائمون
- إن الغروب لم يكن سوى قبل قليل
فجأة بدأ صوت غريب يصدح بالمكان ، و بدأ يعلو و يعلو
سد كريم أذنيه بينما فتحت هي عينيها على مصرعيهما و بدأت تبتسم بغرابة و كأنها مخدرة أو منومة مغناطيسيا
حاول كريم الصراخ عليها لعلها تستفيق لكن دون جدوى
بدأ جسم غريب يظهر من زاوية مظلمة في القرية ، كان ضخم جدا و أسود اللون
خاف كريم كثيرا
كان سيهرب لكن منظرها المزري أيقظ الشفقة في قلبه
حملها على كتفه بسرعة و بدأ يركض نحو أبواب المنازل .. واحد تلو الآخر لعل أحد ما يفتح و ينقذهما
كانت تضربه على ظهره بقوة و الابتسامة لا تزال على وجهها
كريم : اللعنة ، ماذا حصل لها
سقط بسبب تعثره بشيء ما على الأرض .. سقط على باب منزل ليُفتح على مصرعيه
كانت هناك امرأة مسنة تقف في وسط المنزل و علامات الجزع بادية على وجهها .. قلبها تكاد تُسمع دقاته من الخوف الذي تملكها
كريم : س..س..سا..ساع..ساعدينا أرجوكي
نهض كريم بسرعة من الارض و سحب معه الفتاة بتعب بادي و التي كانت تقاومه بقوة كبيرة
أقفلت العجوز الباب بسرعة و هي تنظر لهما بخوف
كريم : ما هذا ؟
كانت العجوز ترتجف في مكانها ، ذهبت بتعب الى أريكة بالزاوية
العجوز بصوت مرتجف : انه " ليميسام "
كريم بشك : ما هو ليميسام بالضبط
العجوز : انتبه أولا لصديقتك
نظر لها بسرعة ليجد أنها تحاول فتح الباب و لا تزال الابتسامة الغريبة على وجهها
حملها كريم بسرعة و أجلسها على الارض ، كانت تقاومه لذا منع حركتها بيديه
كريم : حسنا ما هو ليميسام
العجوز باستغراب : كيف لا تعرفه ؟؟ انه وحش ، يظهر كل ليلة اكتمال القمر ، أي اليوم
كريم : و ما هو سبب ظهوره ؟
العجوز : انه يأتي ليأخد ما يريده من الفتيات
كريم : و هذا هو سبب فقدانها لوعيها ؟ و هو يشير لها
العجوز : نعم ، ان كل البيوت هنا ، في هته الليلة يغلقون الابواب و يوصدونها كي لا تخرج بناتهن مع الوحش
كريم بشك : و أنتي !؟
العجوز : أنا عجوز ، لم يعد يؤثر بي ايها الولد
كريم : و ماذا أفعل لها الآن ؟؟
العجوز : أسئلتك كثيرة .. من أين أنتما ، لا تبداون من هنا ، ملابسكما غريبة
كريم : أنا من ...
بدأت الفتاة تترنح ذهاب و اياب و بدأت تقاسيم وجهها تتغير
نظرت لها العجوز و نهضت من مكانها ، أحضرت له كأس به مشروب أحمر
كريم : ما هذا ؟
العجوز : اجعلها تشربه ، كي تستفيق من تعويذة الوحش
بدون تفكير جعل كريم الفتاة تشربه كله رغم رفضها لذلك
صرخت بقوة و كانت هناك صرخات بنات من خارج المنزل أيضا جعلت كريم يستغرب ، ثم سقطت مغمى عليها
نظر كريم للعجوز بخوف واضح
العجوز و هي تجلس مجددا : لا تخف ، ستستفيق صباحا
كريم : ألن يظهر ال " ليميسام " الا بعد شهر من الان ؟
العجوز : نعم ، بالضبط
كريم : ألا يمكن قتله ؟
العجوز بخوف ظاهر : مستحيل .... لقد حاولو تحديه من قبل ، لكن انتهى بهم المطاف بالموت ، فهو لا يموت أبدا ، كلما مات وحش يأتي آخر أشد قسوة من الاول ، هذا ليس الوحش الاول ، لقد كان وحشا متوسط الحجم أحمر اللون ، قرر أهل القرية قتله ، و عندما مات جاء هذا .. هناك فرق كبير بينهما و نحن مع هذا لا نستطيع التحمل فكيف مع وحش أقوى منه
كريم باستغراب و تعب : اااه ، انا تعب جدا ، و ... جائع جدا أيضا
العجوز : ابق هنا ، سأحضر لك بعض الطعام
مشت ببطئ و اختفت في الظلام أما كريم فبقي يتأمل الفتاة التي بين يديه
------------------------------------------------
كريم : رجل في الخامسة و العشرون من عمره ، سائق أجرة ، ورث هذا العمل من والده المتوفي ، يعمل لكي يعين نفسه فهو يتيم الابوين
بجسد طويل و متناسق ، عيون خضراء و شعر بني قصير جذاب و بشرة بيضاء
-------------------------------------------------
عادت العجوز بصينية صغيرة بها صحن خشبي به خضر مطهوة و كأس حديدي مملوء باللبن
العجوز بابتسامة : احملها و ضعها بالغرفة هناك ، سيؤلمك ظهرك هكذا
كريم باستغراب : اااا .. لالا انا مرتاح هكذا
العجوز : أنا أصر
كريم : قلت لا ، أقصد ، أنا مرتاح هكذا أرجوكي ..
مدت له الصينية و ذهبت للغرفة قائلة : أنا سأنام الان ، ان تعبت هناك غرفة فراغة بالزاوية ، ستكون مريحة لك
بدأ يأكل بشراهة دون توقف ، لقد كان جائع جدا
عندما انتهى ، نظر لها بطرف عينيه ثم حملها متجها الى الغرفة التي أخبرته العجوز عنها
وضعها على السرير و ذهب هو الى الاريكة و تسطح لعله ينام ، لكن دون جدوى
بقي ييتحرك مرة يمين و مرة يسار لكنه لم يستطع النوم و هو يفكر بكيفية وصولهم الى هنا و كيف سيخرجان
هو لم يرى مكان كهته القرية من قبل ، ترى أين تقع
وصل الصباح بسرعة لتستفيق بطلتنا على إثره بعيون ناعسة و أول ما قالته : كريم ؟
لم يأتي ليلبي طلبها لتبدأ بالصراخ و البكاء و هي تتذكر وحش الليلة الماضية
جاءت العجوز ناحيتها و الخوف و القلق ظاهر على وجهها
نظرت لها الفتاة بعيون مصدومة ، تكورت في غطاء السرير و زادت صراخا
جاء كريم راكضا نحوها
كريم بخوف : ما بكي
أشارت للعجوز صارخة : ج...ج...
كريم : انها مجرد عجوز طيبة ، ششششش
اهدئي قليلا ، لقد ساعدتنا البارحة
همست في أذنه باكية : انها جدتي
كريم بشك : م...م...ماذا ؟ تمزحين الان ؟
- و لما سأمزح
اختبأت في أحضانه و هي تبكي
خرجت العجوز بخطوات متثاقلة و علامات الحزن بادية على وجهها
حاول كريم تهدئتها لكن دون جدوى ، كانت تتمسك به و هي تبكي
گريم : حسنا ، اذا هي جدتكي ، لما انتي خائفة هكذا
- جدتي ماتت ** بهمس **
كريم : ربما لم تمت
- هذا أسوء
كريم : ماذا تقصدين ؟
- حسنا لكني لن أتكلم و أنا هنا هيا نخرج من هذا المنزل
كريم : لكنها عجوز طيبة ، ساعدتنا كثيرا
- قلت هيا ، الان
كريم : كفى دلال
دخلت العجوز لترتمي الفتاة مرة أخرى في أحضان كريم
العجوز : لقد جهزت لكما مؤونة لتساعدكما في طريقكما
كريم : شكرا لكي ، شكرا جزيلا
أعطته الحقيبة البنية الجميلة التي يبدو عليها الصنع اليدوي المتقن
ابتسم كريم و سحب معه الفتاة مع غضب طفيف
خرجا من المنزل و هو يجرها خلفه
كريم : هااا... اخبريني ، ما سبب تصرفكي التافه ، الذي لم يكن له داعٍ
سقطت أرضا و هي تبكي
شعر ببعض الشفقة عليها
كريم بهدوء : أخبريني ..
- لقد كانت أمي قبل وفاتها تأخدني الى جدتي كثيرا ، لقد كانت تعذبني و تتركني دون أكل و عندما أخبر أمي لا تصدقني أبدا ، عندما توفي والداي أخدتني هي ، مع ابتسامة شريرة

يتبع...

ʷᵉ ʷᵉʳᵉ ᵐᵉᵃᶰᵗ ᵗᵒ ᵇᵉ ᵀᴼᴳᴱᵀᴴᴱᴿحيث تعيش القصص. اكتشف الآن