P:13

163 9 2
                                    

و مازالت تتمتم - من صاحبة ذلك التهـديد ؟


أصبحت الان في دوامة حياتها تزداد سوءا يـوما بعـد يوم .. دخلت الحمام لتغسل وجهها من تعابير الرعب و الإنصدام وجـدت حوض الوجه ممتلئ بالماء و علـى المرآة مكتوبة كلمة واحدة بالدماء

" إفعـليها "

و ضـربت الـجدار غضبـاً .. سئـمت مـن هذه ألاعيب اللعينة و قررت الموافقة علـى طلب من كتب هذه الجملة .. سـواء ايان أو غـيره

أدخـلت رأسـها بالحوض شربت الكثير من الماء و دخل حتى من أنفها .. قـبل أخر لـحظة سحبت نفسها و تقيئت معـظم الماء الـذي شربته .. تعجبت متسائلة

- لماذا سحبت نفسي رغـم أنـني كـنت أنوي الإنتحاري ؟

خرجت من الـحمام و دخلت غرفتها لتجد حبل مـعلق بالثريا ينتظر صعودها فقط عليـه

إختفت من جدار غرفتها جملة الدماء تلك و أستـبدلت بنـفس الـكلمة في الـحمام

" إفعـليها "

بـخطوات هادئة تقـدمت و صعدت الـكرسي في محـاولة لتوديع الـحياة .. حـبل حـول عنقهـا .. قـفزت من الـكرسي .. يـهتز جسـدها محـاولا الـنجاة...

قـطع حبـل .. رغـم أنـه متيـن و مثبـت بعـناية في الـثريا .. رددت بصوت عالي

- ايان ؟ .. هذه المرة أنا متـأكدة من أنك تنقذني من الـموت .. أأنت موجود هـنا ؟ .. تـحدث سئمت كـل هذا و هـل أنت من تـكتب هذه الـجمل على جدران منـزلي ؟ .. و إن لـم تـكن أنت فـمن المسئول .. أحتـاج لإجابات يا ايان أجبني

إنهارت باكية وقـفت تتـرنح يميناً و يسـاراً ... على كل جدران منـزلها كـلمة


" إفعـليها "
" إفعليـها "
" إفعـليها "
" إفعـليها "
" إفعليـها "
" إفعـليها "

صـرخـــت

- أأأأأأأأأأأ .. اللـعنة عليـك ايان .. على عالمك كله

ركـضت إلـى الـمطبخ .. أخرجت من أحـد الأدراج سكينا و وجـهته نحو قلبها .. لكن كلما قربت الـسكين من جسدها تتقوص و تنكسر .. لتحضر واحده اخري و تحضر الثالثة ليحدث لها ما حدث في السابقين .. كأن هنـاك من يمنعها لإيقـافها .. تحدثت ببكاء

- ايان هـذا أنت .. إذا من يريدني أن أنتـحر شـخص أخر

رمـت الـسكين الثالثة جانباً و إنهارت علي الأرض محتضنة نفسها و الدموع كالشلال من أعينها تنهمر ..

إهتـزاز قـوي بالـمنزل و كأنه زلزال ..

الأنوار تضعف و تقوى ..

النوافذ فتحت جميعها ..

ريح باردة دخلت للمنزل ..

خرجت من المطبخ إلى غرفة المعيشة تحديداً لـتجد الـصندوق الذي بـه ألبـوم صورها علـى الأرض و الـصور مبعثرة بجانبه .. تـجر نفـسها المحطمة و البائسة نحو الصور لـتحملها و تجمعها مجدداً

لا يزال ذلك الطيف عديم الملامح الذي ظهر في صورتها في بداية مغامرتها موجوداً .. ذلـك الطيف الذي يرجح أنه ايان ..

الأمر الـجديد و المخيف في الـصور أن هـناك طيف أخر عديم الملامح بالصور

تقول لنفسها بصوت ساخر مسموع

- رائع .. الان سيجري صراع عليا من قبل الجن

لكن تركز قليلاً .. لتجد طيف بـشعر طويل ذو قوام أنثوي .. في صورة عيد ميلادها .. خلفها طيفـان

صـورتها و هي صغيرة في المزرعة و بيـن الأشجار بعيدا يقف طيف شاب بدون ملامح و طيف فتاة كذلك لا تفاصيل لوجهها

لقد تاكدت انها فتاة و تأكدت من انها صاحبة التهديدات

و تلك الفتاة تعلم ان ليلي الزوجه الاخيره له و لقد انفصلت عنه .. لما تظهر لها

أخذت نفساً عميقاً .. الشمس أشرقـت و جدت فكرة ألا و هي أن تذهـب لمكتبة .. لعل هناك كتاب سـحر من الـكتب المخزنة القديمة و بكتاب الـسحر ستستطيع التواصل مـع من تـقوم أو يقوم بكل هذه المشاكل لـها

إنتظرت حتى قدوم العاشرة صباحاً موعد فتح المكتبة لأبوابها .. ما إن وقـفت لتذهب حـتى شعرت باحد يمسكها معصمها .. و من سيكون غير ايان

- تمهلي

تقول بصوت مهتز علي وشك البكاء

- ايان هذا .. هذا أنت !

- أسف حقاً .. انا أسف عما حدث

- نعم .. نعم ... تأسف بعد أن حـولت حياتي إلـى جـحيم

- لست أنا

- إذا من ؟

ليصمت مجدداً

- تحدث أخـبرني .. مـن الذي جـعل رحـلتي بالأمس كابوساً ؟ .. من الذي أرادني أن أنتـحر ؟ .. أنـظر لـحالتي أنا حتـى لـم أنـم .. أستـحق تفسيراً الان .. اخبرني
🌻

 Chapter Nine : Lily  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن