🥀أنسنة عنجهية 🥀

72 4 0
                                    

لست غريبة لكني مختلفة ، لست امرأة بل أنثى بكل ما تحمله الكلمة من معاني ساكنة خامدة في انتظار من يشعلها ، كفتيل ينتظر دوره ليشتعل ، ليلتهب ، ليحرق ما حوله تحت مبدأ البقاء للأقوى ، لا أحد يظاهيه قوة، لا يأبه لما سببه من أذى ، انه مبدأ عيشة النيران كذلك كبرياء الأنثى،  اسوأ ما قد يرتكبه الرجل في حق امرأته لا يمكن ان يكون منافسا لما تفعله انثى مكسورة الكبرياء ، حطموا كيانها ، دمروا سواكنها ، تلاعبوا بمشاعرها ، غيروا معاييرها ، تحت عنوان الحب يرتكب الرجل اقذر جرائمه لا في حق الانسانية بل في حق نفسه و في حق من دعاها حبيبته فلا رجل نقي روح يجعل من نفسه ملكا لمن حبسها داخل اعاصيره، داخل تضاد روحه بين قضبان غروره، انانيته و نرجسيته السرمدية، جعل منها ضحية اخرى سجل اسمها في سجلاته لكي يكون في يوم من ايام المستقبل المحضور قد حصل على كتاب ذكريات متوج ببعض القصص الحقيقية التي حولها لصالحه عله يرضي طلباته المتزايدة و يسكت غروره الداخلي فهو نفسه لم يعد قادرا على السيطرة ، فقد زمام الامور فراح و كأنما هو فاقد لزمام نفسه ، كان يخال نفسه حاكما و لكنه محكوم ، محكوم بالاعدام في محكمة الحب لكن بعد برهة من الزمن المسروق، بعد ان يجازى ، بعد ان تعدل امرأته الموازين،بعد ان تقرر هي ما ستفعله اولا ، هو بذاته بركان خامد جاءت هي لتوقظه من سباته ، لتحرك ما فيه من شعلات لعلها تعثر بينها على ما تبحث فمن غيره سيشعل ذلك الفتيل المنطفئ  ؟؟ لكن اتعرفون ما معنى ان تعشق الأنثى بكل ما لديها  ؟ هو ان تعطيه كل ما تملك من ماضي منسي ، حاضر معيش و مستقبل لا يمكن تخمين ما يخبئ لنا جميعا . عشقته فعشقها ، أم أقول قتلها ، ثار و دوى فعصف بربيعها إلى المجهول ، سلبها قواها ، ذاكرتها ، جسدها، حياتها ، كل شيء،  جعل منها انسانة عدمت انسانيتها ، ميتة على قيد الحياة ، عاشقة للاشيء . خدع نفسه بأكاذيب صدقها و جعلها تصدقها ، زيف الواقع و ارتكب جريمة تسترت عليها بذاتها لكي لا يتركها وحدها تجابه ما سببه دون علمها ، جعلها تكابد ما يتمناه العدو لعدوه ، و لكن هو رجل و الرجال لا يوفون بوعودهم و ان كانت في منتهى الجدية،  فما عساي أقول عن وعود مزيفة من رجل مزيف المشاعر ، ميت الروح  عديم الاحساس ، فاقد الوجدان و الضمير ، فلا إنسان يؤمن بانسانيته قادر حتى على تخيل ما فعل . طعنها في ظهرها ، غير  مفاهيمها ، تسلط عليها، خانها، عذبها ، قتلها كل لحظة مرة ، حرمها  من سند ذكرياتها ليتركها في سبيل الحياة دون سند ، خلصها من قيود الماضي ليضع اغلاله، اكثر إحكاما ، اكثر قسوة ، اكثر عدوانية لربما لم يكن يعرف مدى الاذى الذي سببه لها بما ان لجريمته مبررا في نظره لكن نسي ان الحب اعمى و انها و ان ايقنت انه موتها و جحيمها و نهايتها المنتظرة فهي لن تتخلى عنه لن تكرهه بل على العكس ستزداد حبا ، هي متيمة به ما جعلها تندم على كل لحظة قضتها معه ، ايامها معدودة مالذي اجبرها على تكبد هذا الهراء ؟؟ اهي فعلا عاشقة ام ان فراغ داخلها تواق لمن يملأه ؟ لطالما عاشت وحيدة فلا احد يعرفها في عالم الخيبة هذا،  هي لا تنتمي الى هذا العالم البائس ،  عالمها اكثر براءة ، اكثر لطافا ، اكثر صراحة ، لا وجود فيه للكره و النفاق و عنجهيته المرضية ، لا وجود فيه لأمثاله لكنه نجح في اختراق حواجز الأمل التي كانت الحامي الوحيد لها و لأحلامها الرقيقة كانت ناعمة كباقة توليب مختارة منظمة بتناسق و انسجام متكاملين ، كانت مفعمة بحب الاقبال على الحياة ما ان جاء هو حتى مثل دور فارس الأحلام ، استدرجها الى منطقته حيث تجد نفسها في عالم مختلف عن عالمها ، عالمه عكس عالمها ، أسسه ما نفت، عاداته ما كرهت،  قوانينه ما ألغت . هي الآن وحش ضاري لا يمكن لاي قوى ايقافها ، لن تتراجع عما قررت ، لن تطفئ ما تأجج فيها من روح الانتقام ، ستستغل آخر لحظاتها في استرجاع كرامتها ،في استعادة ذاتها من بين براثن ذلك المتسلط الكاذب الخائن ، صحيح انه لم يخنها على أرض الواقع و لكنه خان أفكارها ،خان وعودهما بان يكونا الى جانب بعضهما الى ان يقبل مفرقهما الوحيد "الموت" ،  نعم كاذب لأنه لم ينفذ ما قال، ما قام به حسب قوانينها هو أسوأ درجات الكذب " الكذب على الحقيقة " ، أعلن عليها الحرب دون دراية ثم هرب من ساحة الوغى مختبئا تحت أشلائها المتناثرة ،لا أعرف ان كان هو من أعلن الحرب أم هي و لكني متأكدة من انه ليس كفء بأن يخوض مثل هذه المعارك التي تكون نهاياتها محسومة قبل بداياتها ، فلا وجود للبداية لولا النهاية فهما كلمتان متلازمتا المعاني لا وجود لاحديهما في غياب الأخرى ، و الآن هي المنتصرة .... لما ؟؟؟؟ لانه سلبها كل ما يمكن ان يكون سببا في العفو عن اعدامه هي الآن تستمتع بكل لحظة سرقها منها ، يمكن ان تكون تأخرت على ذلك لكنها اتقنت ما فعلت،هي الآن تنتظر اللحظة التي ستخلصها منه حقا . ها قد حل الموعد المنتظر هما الآن في مواجهة بعض ، قلبت الموازين ، هي الآن ليست حبيبته و لا صديقته ، هي عدوته  و هو مكبل بقيود عجزها الماضي ، بقيود ألمها المستبد في كيانها و أملها المسلوب ، انتهت البرهة المسروقة من الزمن الغادر و هاهي ذي تنفذ قسمها فقد أقسمت على الا تكون يوما مثله ، ستسعى الى انصاف ذاتها . تخلصت مما بقي من آثاره على روحها كان ذلك أشبه باقتلاعه منها و قد تجذر داخلها و بنى جسرا بينه و بينها لكن نجحت في تهشيم جسره مهترئ الأسس ، كان تخلصها منه اشبه بقتل ما أعادت احياءه منها و لكن ستعاود الأيام وضع بلسمها الشافي لجروح المحب ، ستشفى من كل ما جعلها تعيشه ،هو الآن بالنسبة لها كابوس مضى و لن يعود ، لن تراه مجددا و لن تتذكره مجددا و لن يكون لاسمه حتى معنى في حياتها  و لكن هيهات، فات الآوان ، لا الندم سينفع و لا نقمتها على نفسها ، على الأقل اعادت كرامتها الى شموخها المعتاد ، عدلت معاييرها و عادت الى نفسها و قد أضافت تجربة جديدة و درس جديد من دروس الحياة الى دفتر حياتها ، الآن هي تلفض آخر انفاسها هي تفارق الحياة ...
انها انا .. هذه انا كما عهدت نفسي ..
ان قبلتموني سررت بذلك ..
اما ان رفضتموني فهذا ليس سيئا بالنسبة لي بل هو معهود ثم إنني قد أحظى بفرصة البقاء وحدي و الاختلاء بنفسي لاكون قد اجتمعت بأرقى الأناس و ألطفهم و أتخلص من ال" الأنسنة العنجهية " لبشر أصروا على منافستي و لكنهم لا يعرفون عواقب أفعالهم لانهم لم يعرفوني يوما كما انا لطالما سعوا الى تغييري حسب اراداتهم المتضاربة ، و لكنهم لم يعرفوا وجهي الآخر لعلي آكون الآن منفية في مقابر العشاق و لكن لي شخص آخر يعيش داخل عقلي هو من سيتولى القيادة  ، انا لا أتحمل مسؤولية ما قد يفعل ، لطالما عملت على السيطرة عليه ، على كبته لكي لا يؤذي من حولي ، لكي لا يؤذيكم لكنكم استنزفتم ما بقي لي من قوة و الآن انتم امام شخصي الخفي و تحملوا ما سيفعله دون ترجي فقد اخبرتكم مسبقا لا تخوضوا حروبا لا تعرفون فيها قوى الخصم فقد يكون أضعف و تتحضرون لتخيب آمالكم لأنه بابسط الوسائل يروح ضحية لهذه الحرب ، اما ان كان أقوى فيحصل ما لا تحمد عقباه ، اتدرون ، لن أقول ما يمكن ان يفعل ، سأترككم في مواجهته دون تحضيرات مسبقة  ، اكتشفوا مصيركم في لحظة خاطفة لعلكم تحسون ما عايشت، اما الآن فحظا موفقا من منبر تعاستي الأبدية و حياتي المنفية ، الى اللقاء الى كل من حسبني عارا ، الى كل من اراد الانتقام للارضاء نفسه ، الى كل من شارك في هذه الجريمة ، جريمة الحياة في شخصي  .

بقلم:ميسم

خواطر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن