أشتاق،
نعم أشتاق يا ذات العيون الخضر، أتذكرين أول اعتراف، حين كنت ذلك الفتى الخجول، تعتريني براءة أطفال، قلت لك تلك الكلمات، لكنك لم تسمعيها، قلتها و كدت اختنق بعدها، كنت اكثر جرأة و قبلتني و قلتي انك لطالما انتظرتني، يومها عدت راكضا الى منزلي و كدت اموت فرحا! نبضات قلبي لم تتوقف عن المنادات باسمك لا غير، احسست حينها انه علي ان اكون اكثر قوة، اكثر جسارة، اكثر شجاعة، لكي احبك، اتذكرين حين كنا نلتقي خلسة، في مرة كسرت ذراعي لكنني لم أحزن قط، أتعرفين لما لاني حينها تسلقت للوصول الى غرفتك، قبلتك، تسامرنا قليلا، ضحكنا كاتمين انفاسنا، و اذ بابيكي يتفطن لنا و تعرفين ما حصل بعدها،
حسنا هل بامكانك ان تعلميني ماهي اكثر الاشياء التي احبها، و ماهي الاشياء التي تزعجني، أو هل تعرفين عني سرا؟ لا ليس بامكانك التخمين، لم تعرفيني يوما، قرأت يوما انه لا يجب على الانسان ان يتخلى عن ذاته ليحبه الآخرون فمن يحبك سيحبك كما انت، لكني لم اصدق، تخليت عن جانبي الطفولي و بت رجلا رغم اني لم اتخطى العشرين من عمري، احببتك، منحتك مني ما لا تدركين، احتويتك، اعطيتك اهتماما تتمناه كل أنثى لكنك لم تكتفي يوما، سلبتني عقلي و روحي، و بت أسيرا، انفصلت عني بحجة اني لا امنحك حريتك في حين اني لم اكن احاول الا حمايتك، فانا لا اريد لاي احد ان يتغزل بعينيك غيري، افترقت طرقاتنا و اذ بي اجد نفسي في العدم، كنت انت شعلة تضيئ حياتي، كنت سببا جعلني أتشبث بالحياة، أشتاق اليك فملامحك لا تمحى من مخيلتي الى ان سمعت انك ستتزوجين و فعلا حدث و قد شاهدت زفافك لحظة بلحظة، منذ ان امسكت يده و مشيتما نحو المكان الذي وقّعتِ فيه عقدا احياه و قتلني، تزوجتِ من غريب لا يعرفك، لكني كنت المح السعادة في عينيك، ما جعلني اصمت و انسى، حاولت النسيان لكن لا جدوى، كل يوم أشتاق اليك اكثر فاكثر، تعرفين انك كل ما املك، و قد تخليتي عني فامسيت في جحيم، تتضارب الافكار في داخلي، و عقلي يقيم حدادا فقلبي مات، نعم قتلتي جزء مني حين رايتك تحملين طفله، رايتك من بعيد كم وددت لو اقتربت منك، لو عانقتك، لكن ليس باستطاعتي، كم تمنيت ان يعود الزمن و اخطتفك ليلتها و تزفين لي، اختفيت مرة اخرى في عزلتي، أبحث عمن يواسيني و لم اجد احدا كالعادة، قررت قتل نفسي لكن لم يسمحوا، القوا على مسامعي تلك الجمل التي تخلو من الصدق، تجدين فيها نفاقا و كذبا، تراجعت و كان يومها اليوم الذي رزقت فيه بابنتك، وعدت نفسي ان انساك لكن لاا اسطيع و اقوله للمرة الألف لاا أستطيع، أشتاق الى قبلتك، الى مراقبة عينيك، أشتاق اليك، و أتوق الى محاذاتك، الى نوبات غضبك الى كل شيء، اه كم ان الزمن مميت، مللت الانتظار، اظن انه قد حان الوقت لارحل، وفيت بوعودي و لم احب غيرك، لكنك خنتني خيانة عظمى، أعلنتها للجميع، كي لا أسطيع محاكمتك، رغم ان محاكم الحب لا تحتاج الى دليل، الا اني خشيت ان تكرهيني فتركت لك بعض الذكريات ان لازالت تذكرين...
أنت تقرأ
خواطر
Roman d'amourليس بمقدوري مصارحة أحد عما يحمله كياني من أحاسيس خامدة ، أخاف من أن أشارك خصوصيتي مع الآخرين ، يمكن أن أكون أيضا ممن لا يريدون مشاركة شيء يعنيهم مع أناس لا اهتمام لهم بما تشبعت روحي به ،عقلي في خدمة قلبي ، و قلبي لا عمل له سوى الشعور و لا أعرف من أي...