البارت 1

168 4 1
                                    


~إنغمسي أيتها الحقيقة ،في ماض مجهول ... و اختفي بين ذكريات مشتتة لمريض ميؤوس~

#هوس_الماضي

#البارت_الاول بعنوان 'هادىء رغم الإضطرابات'

#ميرا

'قطتي الصغيرة تختبأ خلف الحشائش اليابسة ،تعانقها أياد سوداء تود لو تغرقها'

ها هو ككل يوم جالس على تلك الأرضية الباردة واضعا يده بأعلى رأسه و كأنه يخبأ نفسه من شيء ما ... هو هادىء لا يحدث ضجة البته ،يلتزم تلك الزاوية بعيدا عن مقرب الجميع ... تقدمت اليه بخطا رزينة أناديه بصوت هادىء

"شوقا .ٍ.. لقد أتيت"

كفى أن ناديته باسمه ليرفع رأسه نحوي وكأنه بات شوقا لرؤيتي ... رأيت لمعان عيونه ليرد لي بعد دقائق من الصمت

"لقد عاد ... يريد أن ينتقم ... أنا لم أقتله لم أفعل"

بصوت مرتجف يبرر عدم فعله لشيء يذكر ... هو كالمتاهة لا أقدر على العثور لحل لها ... أنا كطبيبة نفسية تبلغ من العمر 56 سنة أعجز عن معرفة ما كان يعيشه مريضي ،بالرغم من أنني نلت ثقته منذ سنتين من تولي أمره بعد أن تجاهله جميع الاطباء ل 11 سنة الا أنني لم أتقدم معه الا بالقليل ... نزلت الى مستواه واضعة يدي لتتخلل أناملي عبر خصلات شعره الفحمي و قد لاحظت ارتجافه مني في البداية  و لحد الساعة لايزال يخاف من الجميع ... حتى انا قليلا

~الخوف ... عدو لا يستهان به~

"اخبرني هل هو هنا"

"أجل"
جملة واحدة منها أذركت بها مدى الرعب الذي يستولي عليه لأعاود سؤاله بهدوء

"أين هو؟"

نظر نحوي ليمرر أنظاره الى جانب الباب ليشير بسبابته نحو تلك الزاوية ... لا أحد هناك ...  انه خائف من شيء غير موجود البته ..ٍ. شخص إختلقته مخيلته

"شوقا مابك ... شوقا ماخطبك؟ ... أيها الحراس تعالوا"

صرخت بأعلى صوتي لما شهدت نظره المتواصل ليده و قد اتسعت حدقة عينيه باضطراب و هو يردد بين شفاهه التي ابيضت وكأنه رأى شبحا لتوه

"إنه دم ... دم ... دم"

بدأ صدره بالعلو والهبوط ليصعب عليه التنفس مع ارتجاف كامل جسده ولولا الحراس الذين توافدوا للداخل بسرعة بعد ان ندهت عليهم لربما أصاب بجلطة قلبية قاتلة

بعد أن تأكدي من نومه الذي استغرقنا لساعة كاملة لتهدأته ... هو ليس عدوانيا فقط يتألم بمفرده و ان شعر بالغضب كان يعض شفاهه و يضرب ذاته ... كأنه ناذم على شيء ما

أنا لا اصدق كامل قصته التي يتحدث عنها فما يخبرني به لا يحاكي واقعه الأصلي ... يخبرني أنه قتل اخاه بالرغم من أنه الفتى الوحيد لعائلته

جلست على المقعد الذي في حديقة المشفى لاتنهد رادفة بحسرة

"فقط من أنت شوقا؟ و ماهي قصتك؟"

ظل شخص ما أخفى عني نور الشمس ،لم أرفع رأسي حتى تردد ذلك الصوت المألوف لدي

"لقد بحثت عنك كثيرا أيتها الطبيبة"

مجددا تلك الفتاة الطائشة لن تدعني بمفردي لادلف بحديثي البارد نحوها

"توقفي عن تتبعي. و كتابة روايات عن المرضى خاصتي"

"أرجوووكي أيتها الطبيبة فقط واحدة ... مديري في الشركة أمهلني نصف عام لأكتب واحدة عن المرضى النفسيي و أنتي فقط من ستساعدينني في هذا ... لن أذكر هوية الاصلية لاحد فقط ما يعاني منه و كيف وصل الى ذلك"

نزلت على ركبتيها تترجاني ... هي دائما ما تفعل ذلك تحاول أن أقص عليها الحالات التي جالت أمامي خلال مشواري المهني ... كدت أبتعد عنها لولا تذكري انني بعد شهر سأتقاعد و هذا أمر جيد و محبط في نفس الوقت بالنسبة لي ... فتقاعدي يعني أنه  لن يشفى أبدا ... لانده على اسمها بنبرة واثقة

"سأفعل ما تريدينه يا داهيون لكن بشرط واحد"

#نهاية البارت

😂😂😂 شكرا للقراءة راح تكون بارتات قصيرة و غامضة. وهيك

هوس الماضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن