#الفصل١
#في_السابعة_مساءا
#عواطف_العطار
#رعب" أيه الأخبار يا دكتور "
"والله يا حج ، البنت لازم ضروري تنتقل للمستشفى ، دي عندها جفاف و نحول مش طبيعي ، دي ممكن تموت"
" ياااا دكتور الاعمار بيد الله ، اكتلبها انت بس على حبة فيتامينات وخلاص لا مستشفى و لا غيروا"
نظر الطبيب بغضب " بس بقى يا حج ، دي رابع مره اجي اكشف على إسراء و تبقى كده ، البنت دي لو حصلها حاجه انا هعمل بلاغ في القسم و انت حر بقى ، سلام عليكم "
غضب الحج محمد كثيرا وقال" امتى ربنا يأخذ البت دي و نخلص بقى ، ابوها يموت و امها وتهرب انا اعيش في قرف بسببها "نظر له الطبيب في احتقار و ذهب .
نظرت له السيدة سميره زوجته وقالت " بس يا سي محمد احنا نوديها المستشفى يا خويا مش نقصين مصائب ، قدر الدكتور المجنون ده عمل حاجه هنعمل ايه "
نظر لها و الشرار يبدو في عينه من الغضب " منين ان شاء الله ، من كتر الفلوس الى عندنا يختي"
نظرت له بخبث وقالت " بس احنا بس عيزينها تقوم على حيلها ، و بعد كده في عريس انا جيباه ليها ، و نخلص بقى "
نظر لها و لم يستطع ان يكتم ضحكته " عريس لإسراء ، يا وليه دي جثه ، هيتجوز فيها أيه دي "
نظرت له بخبث و قالت " الراجل ده مش عايز يتجوز عشان حبيبته ماتت بس اهله ضغطين عليه ، ومستعد يتجوز أي بنت بس يخلص من زن اهله على اذانه"
نظر لها وبدأ يفكر وقال " طيب يلا بس نوديها المستشفى بدل ما تموت ونروح في داهيه
ونشوف الموضوع ده بعدين "
ذهب سي محمد كما كانت تناديه زوجته الى المستشفى ومعه إسراء لكيلا تموت، دعونا نصف لكم إسراء جثة نعم جثة وهذه ليست مبالغة، عظام الوجه بارزه كأنها كادت ان تخرج من وجهها وعظم جسدها كله بارز يبدو كأنها هيكل عظمي فعلا، هل تعلم المومياءالفرعونية انها تشببها كثيرا عدا شيئين، الأول انها حيه بينما المومياء ميته والثاني ان المومياء
لونها بني يميل للأسود بسبب تحلل الجلد اما إسراء فكانت بيضاء مثل الثلج من المرض والتعب، شفتيها مشققتان وحول عينيها اسود، اسود جدا، جسدها يرتعش بشكل غريب. عندما نظرت لها الممرضة للمرة الاولي صرخت من منظرها وقالت " هي دي عايشه، أيه الى حصلها، حرام عليكم "
ذهبت الممرضة سريعا لتحضر طبيب ليري تلك الفتاه قبل أن تموت فحالتها صعبه للغاية وكان يجب ان يجد حل سريع.
وبالفعل عندما رآها الطبيب لأول مره صدم من منظرها ايضا الذي كان يبدو مرعبا نوعا ما، كشف عليها وقال" لازم تتنقل للعناية المشددة بسرعه ولازم تفضل فيها على الاقل يومين
رد الحج محمد " يومين ... مش كتير يا دكتور "
رد الطبيب " يا حج دي هتموت، لازم ضروري "
رد الحج محمد في استياء " طيب، ماشي "
قال الطبيب " روح أدفع في الخزنة، وأحنا نحضر العناية "
رد الحج محمد " طيب "
"وبالفعل أسرع الطبيب وذهبت الى العناية المشددة وقام بإيصال جهاز فحص نبضات القلب وجهاز تنفس وبعض المحاليل وطلب من الممرضة ان تأخذ منها عينه دم، ليجري لها بعض التحاليل وتركها وذهب.
******************************
ندى يلا يا حبيبتي اصحي وروحي صحي اختك عشان المدرسة
ندى: "حاضر، حرام عليكم عايزة انام شويه كمان "
الأم " ندددي "
قالت ندى " قمت من النوم خلاص، إسراء يلا بقي عشان المدرسة يلا يا إسراء "
إسراء " صحيت خلاص، كنت سمعه صوت ماما وهي بتنادي عليكي، يلا روحي الحمام وخلصي عشان اخش بعدك، بس بسرعه عشان عايزة افطر مش كل يوم نروح المدرسة من غير فطار "
قالت ندى " طيب ماشي، بسي حضري ملابسنا، لحد ما اخرج من الحمام عشان اللبس على طول "
قالت إسراء "ماشي ماشي يلا بقي عشان منتاخرش "
اخذت إسراء تعد الملابس وهي تغني واخذت ندى تعد نفسها ايضا.وبعد الانتهاء من تجهيز نفسهن، ذهبتا سريعا الى السفرة، لتناول الافطار فقد كانتا جائعتين كثيرا، بلأضافه ان طعام امهما كان لا يقاوم.
"مالك يا حبيبتي" سالت الأم إسراء
نظرت إسراء وقالت " مفيش يا ماما انفلونزا بسيطة متخديش في بالك "
وضعت الام كفها على رأس إسراء و قال " انفلونزا بسيطة ، انتي سخنه ، لالا مفيش مرواح للمدرسة خشي استريحي ، عشان متتعبيش زياده "
نظرت إسراء بحزن " بس يا ماما انتي عارفه انا مش بحب اغيب من المدرسة ، هاخد الدواء و هبقى كويسه ، ارجوكي يا ماما "
نظرت الام وقالت " لالالالا يلا روحي على السرير مفيش نقاش تاني ، يلا من غير ولا كلمه "
ذهبت إسراء الى غرفتها و هي تبكي ، نظر علاء الى أمال و قال " براحه على البنت شويه دي بتحب المدرسة و دي حاجه كويسه لمستقبلها "
نظرت له أمال و قالت " يا علاء البنت تعبانة و الجو برد ، يعني لو نزلت الشارع حالتها هتسوء و هي اصلا ضعيفة "
نظر لها علاء" خلاص خلاص انا هخش اتكلم معاها عشان متزعلش "
بعد الانتهاء من الطعام .... دخل علاء على ابنته إسراء الغرفة ليتحدث معاها،
قال" سكرتي عمله ايه ؟!"
نظرت له والدموع في عيونها وقالت " يا بابا انا مش عايزة اغيب من المدرسة "
قال علاء " يا حبيبتي الجو تحت برد لو نزلتي هتتعبي أكتر وبدل ما تغيبي يوم ممكن تغيبي اسبوع كامل "
نظرت له إسراء وقالت " أسبوع، كتير، لا لالا خلاص هقعد النهاردة وهاخد الدواء وهذاكر
6
شويه، بس يا بابا كده ندى هتروح المدرسة لوحدها "
نظر علاء لابنته وقال " وأيه يعني، هي المدرسة هتاكلها ولا تحبي تغيب هي كمان "
دخلت ندى في ذلك الوقت وردت سريعا " يا ريت يا بابا ونبي "
نظر لها وقال بمزاح " يلا يا بنت جهزي نفسك بلاش دلع "
نظرت له ندى بحزن وقالت " كده يا بابا، ماشي انا مخاصماك " ثم ذهبت
ضحك علاء لما قالته ندى وقال لإسراء " أنا ماشي يا إسراء عشان متأخر على أختك ماشي، خلي بالك على نفسك وعلى ماما " وقام علاء من جلسته وذهب
ابتسمت إسراء وقامت لتبدل ملابسها، حتى تأكل فهي لم تأكل جيدا، وتأخذ الدواء ثم تذاكر قليلا
فهي لم تذهب الى المدرسة ويبدو أن اليوم سيصبح طويلا.
دخلت الأم على إسراء تحمل الطعام والدواء، تناولت إسراء الطعام و
أخذت الدواء، وكان بيه نسبه تخدير فنامت على الفور، و.............
*************************
"يا دكتور يا دكتور المريضة فاقت، الحمد لله "
" بجد!!!! طيب يلا بينا نتطمأن عليها "
كان الطبيب وهو يسير متجها الى العناية التي بها إسراء
كان يتحدث الى نفسه ويقول " ليه يا رب، أنا مش بعترض على حكمتك ولا قدرك، بس ليه، يا ريتها ماتت، بدل حالتها دي، دي حالتها أسوء من جثة بتشريح، يمكن حالتها حتى اسوء من المومياء"
دخل الطبيب العناية، فوجدها مفتوحة عينيها تنظر الى سقف الغرفة، لا تتحدث، لا تتحرك، لا شيء، حتى أن عينيها لا ترمش.
كان شكلها مرعب بحق، كشف الطبيب عليها فوجد قلبها نبضه ضعيف قليلا وضغطها منخفض بعض الشيء.
جلس الطبيب بجوارها وقال " عامله أيه يا عسل "
لم ترد
قال " ليه مش بتردي، انتي زعلانه مني في حاجه "
لا يوجد رد
نظر الطبيب الى الممرضة وقال " سعاد عايزك لحظه "
7
خرجا من الغرفة
قال الطبيب " يبدو أن البنت عندها اكتئاب وحاد
دي مش بترد وحول عيونها أسود ولما دخلت عليها لحظت ان في دموع معني كده انها كانت بتعيط "
قالت الممرضة " والحل "
قال الطبيب
"هديها مهدئ، لحد ما نوصلها بدكتور أمراض نفسيه أكيد هيعرف أكتر مننا "
نظرت الممرضة له ولم ترد.....................
" سلام عليكم يا أنسه "
" وعليكم السلام يا حج "
" كنا جيبين انا والمدام بت من يومين أسمها إسراء، كانت تعبانة كده والمفروض الدكتور قال تخش العناية المشددة يومين، هي خرجت ولا لسه "
" لحظه واحده يا حج، أستريح لحد ما أشوف "
امسكت الهاتف من جوارها واتصلت باستعلامات المرضي حتى تعرف من هذه الفتاه
بعد قليل ....
" يا حج ..."
"ايوه"
"أنا كلمتهم وقالوا إنها لسه تعبانة ومحتاجة عنايه وقت أكبر"
" نعم يا ماما، وقت أكبر منين أن شاء الله، لا لالا ألغي أي حاجه أنا هستلمها "
"أزاي يا حج دي تعبانة و ...."
" أنا بقولك هستلمها، هستلمها والله انتوا عايزين تخلوها عادي خلوها وأصرفوا عليها أنتم، انما أنا معيش فلوس "
ضغطت السكرتيرة على زر عندها " هذا الزر في حاله وجود أي مشكله أو مشاجرة مع أحد المرضي، يصل الى المدير سريعا "
جاء المدير على الفور ووجد الحج محمد يصرخ ويتشاجر مع السكرتيرة فجاء مسرعا وقال
"ماذا هناك، أنا مدير المستشفى "
قال الحج محمد " أنا عايز أخد بنت أخويا من المستشفى، معيش فلوس أعالجها، أنا حر "
نظر المدير الى السكرتيرة وقال " خلاص زي ما يحب خليه يأخذ البنت "
8
قالت السكرتيرة " بس يا فندم ..."
نظر لها المدير، فسكتت على الفور، وطلب في الهاتف أن يحضروا الفتاه
علم الطبيب بما حدث وغضب كثيرا، فحالتها مازالت صعبه
، ذهب الطبيب الى المدير غاضبا وقال
" ازاي حضرتك تقبل تخرجها، دي حالتها صعبه جدا، دي ممكن تموت"
نظر له المدير ببرود وقاله " انا مش فاتح المستشفى دي صدقه، انا فتحها استثمار ولو مش تجيب فلوس، اقفلها أحسن "
نظر له الطبيب وقال " استثمار؟؟؟ استثمار بحياة البشر، دي مش بقاله حضرتك دي مستشفى "
نظر له المدير بغضب وقام من على مقعده وقال
" اخرس في أيه يا دكتور يا محترم، بقاله انا تقولي كده، لولا أنك من اكفاء الدكاترة كنت رميتك في الشارع ورا البنت دي تعالج فيها برحتك، بس مش مشكله، هعديها المرة دي بمزاجي بس، اتفضل على شغل ياااا يا دكتور "
خرج الطبيب من عن المدير يستشيط غضبا ولكن ماذا عساه يفعل، بالطبع هذه المستشفيات الخاصة، لا بل هي مثل أي مؤسسه خاصه، هدف مالكها هو الجشع والمال.
أخذ الحج محمد إسراء وذهب بها للمنزل كانت لا تستطيع المشي فهي كانت ترتعش، فحملها على كتفه، فالحقيقة كانت خفيفة للغاية، مثلما يحضر الفاكهة للمنزل، بل هي حتى أخف من وزن الفاكهة.
عندما دخل الحج محمد المنزل قالت زوجته " هي جات المحروسة، طيب .... ده أنا افتكرتها ماتت "عندما دخل الحج محمد المنزل قالت زوجته " هي جات المحروسة، طيب .... ده أنا افتكرتها ماتت "
رد عليها الحج محمد زوجها " لسه يا أختي فيها النفس، دي تموتنا وبعد كده تموت هي "
دخل الحج محمد غرفه إسراء والقاها على السرير بقسوة وقال
"نامي، ألهى ما تقومي ونخلص "
اعتادت إسراء على تلك القسوة، فهي تراها منذ خمس سنوات
قامت إسراء بالاعتدال ووضعت رأسها على الوسادة وأغمضت عيناها متمنيه حقا من كل قلبها أن يتحقق ما يتمناه عمها وزوجته.
*****************
#يتبع