#الفصلين_مندمجين
#الفصل٨_٩
#عواطف_العطار
#في_السابعة_مساءا
أنتبه أحمد من الفستان الاحمر الذي ترتديه إسراء و سعرها الناعم الطويل الذي يمتد حتى ركبتها و عيونها المكحلة و شفهاها الوردية الجميلة ، كانت تشبه الملائكة ، فإسراء تتمتع بجمال لا يوصف ، لكن حزنها و كئابتها يخفي كل هذا الجمال ، نظر أحمد لها و أخذ يتأملها ثم قال " أيه القمر ده ، بجد شكلك جميل أوي " كان يقول تلك الكلمات بلحن جميل مليء بالحنان و الشغف ، فأحمر وجه إسراء من كلماته و دخلت الغرفة على الفور ، نظر له أمجد و قال في نفسه " صحيح هي مريضه و خطيره ، بس في نهاية هتقدر تشبع الفراغ الى في قلبك يا صحبي ، قلبك الى فضل فاضي عشر سنين عشان نوال ، لازم يتفتح من جديد ، صحيح أنها خطيره و مرضها ممكن يخليها تأذي الى حوليها و أولهم أنت بس ، هي في النهاية مراتك و أنت في النهاية راجل و كل واحد فيكم أكيد هيخضع للتاني ،هاااااا و مين يعرف مش يمكن أنت تكون سبب في شفائها و ممكن هي تكون سبب في أنها تملي قلبك الفاضي ^^"
*********************
طرق على الباب بقوه و صوت جرس الباب يرن بعنف ،ترررررررررن ترن
"يا أم ياسين يا أم ياسين الحقي "
هرعت سميره من المطبخ تجري مسرعه على صوت النساء اللواتي على باب الشقة و هي تقول
" في أيه ما تخشوا هو البيت غريب، جوزي مش هنا والباب مفتوح الله "
خرجت سميره الى الصالة و هي تمسح يدها بمنشفه المطبخ من الصابون ، تقول " هو في أيه ، أنتوا أتجننتوا و لا ايه ، في ايه يا ست انتي و هي ، ها في ..............، يا لهوي ، ابني ... أبني .... ياسين .... ياسين "
نظر لها رجل عجوز و هو يقول " الولد يا حبه عيني كان بيسحف خبطتوا عربيه و داست علىه ، البقاء لله ، ربنا يعوضك "
أخذت سميره تلطم و تصرخ بأسم ابنها " يااااااااااااسين ، ااااه يا بني ، ياااااااااااسين ، ياااااااااااااااارب "
أخذت تصرخ و تصرخ حتى أغشي عليها و أخذت السيدات يساعدن بعضهن حتى يحملها الى السرير ، وفي وسط الاحداث كانت تقف هناك ، نعم إسراء ، تشاهد هل خطتها نجحت أم لا ، و في وسط الصراخ و الحزن و الألم كان هناك صوت لا يسمعه الأ إسراء " صوت دق الساعة السابعة مساءا "
**********************
جلس الجميع في صمت ، إن إسراء كالعادة لا تتحدث ، أما أحمد و أمجد كانا جالسان في ريبه و خوف من موقف إسراء و قيامها بأي شيء غير مرغوب أمام أم أحمد ، لكن وجدها هادئة تمامًا مبتسمه ، نظر أحمد الى أمجد متعجبًا و أخذ يقُل في نفسه " هي ماما عملت أيه في إسراء و أحنا مش هنا ، ربنا يستر" .
تنهدت الأم ثم قالت " في أيه يا ولاد سكتين ليه ، أنتم مكسوفين مني ولا أيه ، جرى أيه يا أحمد ، أنت مكسوف من أمك ، و أنت يا أمجد من أمتى الكسوف ده أنا الى ربيتك ، و أنتي يا ست هانم ، مالك سكتي ليه ؟ ما أنتي كنتي لسه بتتكلمي معايا من شويه " .
أنتبه أمجد لكلام الأم و قال " بجد ؟! كنتم بتقولوا أيه بقى "
نظرت له إسراء بريبه و قد انتبه الى ذلك ، فردت أم أحمد " عادي يا بني والله .... أتكلمنا عن والدها وأختها الله يرحمهم"
نظر أمجد و شَعرَ أن الهدف في موضعه فقال بتأثر " الله يرحمهم.... هما صح ماتوا أزاي "
نظر أمجد لإسراء في تلك اللحظة فوجدها تنظر له بغضب ممزوج بتحدي و لكنها لم ترد ، كانت تستمع في صمت .
ردت الأم " الله يرحمهم ، فرامل العربية كانت مفكوكه معرفش يفرمل ، العربية اتقلبت و ماتوا "
رد أمجد متصنع الحزن و التأثر " لا أله ألا الله ، يعني ماتوا مقتولين؟!"
انتفضت إسراء في تلك اللحظة مما جعل الجميع ينتبه لها ، وعندما لاحظت ذلك ، تصنعت البكاء و قالت " ارجوك كفاية ، راعي شعوري ، ده والدي و أختي "
تعاطف معاها أحمد و أمه ، لكن أمجد شَعرَ أنه وضع يده على خيط جريمة ارتكبت منذ سنوات ، كانت نظرات التحدي بين أمجد و إسراء تزداد لكن دون أن يلاحظ أحد.
شعرت أم أحمد بالتعب فذهبت لغرفه الضيوف ، لتستريح و تنام.
نظر أمجد لأحمد و قال " خلاص يا أحمد أنا هروح البيت بقى الساعة 7 ألا ربع ، كفاية كده أنا معاك من الساعة 9 الصبح ، أنا تعبت "
رد أحمد " طيب خليك نام هنا "
أبتسم أمجد و قال "لالالا أنت عارف أنا مش بستريح ألا في بيتي ، يلا تصبح على خير "
عانق أحمد أمجد وودعه و ذهب أمجد ، دخل أحمد بعد ذلك ليأخذ حمامًا ، لأنه كان يشعر بالتعب ، كان أحمد يضع رأسه أسفل الماء الدافئ و يفكر " هعمل أيه الأن ، ماما هنا يعني لازم أنام جنب إسراء النهاردة ،يا ربي هعمل أي........، لحظه هي الساعة كام ، دي بتختفي بعد الساعة 7 ، يا نهار ابيض " خرج أحمد من الحمام مهرولًا الى غرفه إسراء و كما توقع لم تكن بغرفتها ، بحث عنها و لكن دون جدوى ، أتصل أحمد بأمجد سريعًا و قال " ألحقني دي......"
رد أمجد " مش موجوده ، أنا عارف ، أنا مشيت ألا ربع مخصوص عشان أتجسس عليها "
رد أحمد " طيب هي فين "
رد أمجد بهمس " أقفل الأن و هتصل أقولك كل حاجه بعدين ، مع السلامة "
أحمد " أمجد أستني طب أنت فين الأن ، أمجد .... أمجد "
اغلق أحمد هاتفه غضب و قال " هي بتروح فين و أزاي أنسي حاجه زي دي ، أنا غبي بجد"
و أخذ أحمد يلوم نفسه على عدم أنتباهه لما تفعله إسراء .
***********************
جلس الحج محمد مطأطئ رأسه في الأرض و هو يقول " ابني و بنتي و اخويا في شهر واحد ، شهر واحد"
منذ موت ياسين ابن سميره و الحج محمد لم تنطق سميره بحرف ، كانت صامته مثل الصخر من الصدمة ، لم تصدق ما حدث ، كان قلبها يحترق على أبنها الوحيد الصغير الذي لم يبلغ من عمره سوى عام و نصف، و أخذ من بين أحضانها ، كانت سميره تتناول المهدئات لكي تستطيع النوم كانت تستيقظ من نومها كل ليله و هي تصرخ " ياسييييييين ، أبني ، هو فين ، أنا عايزاه ، ااااااااااه" صراخ متواصل و أهات و حزن و ألم لا ينتهي .
"ياسين ..... أبني ... هو فين ... محمد ... فين أبني أنا عايزاه .....اااااه ... يا بني "
" أستهدي بالله يا سميره .. الاعمار بيد الله واحده "
كانت سميره تبكي بحرقه على طفلها الذي مات و هو ما زال رضيع .
أخذ الحج محمد حبه من الحبوب المهدئة و أعطاها الدواء و أخذ يمسح على رأسها حتى خلدت للنوم بهدوء .
جلس الحج محمد في الصالة و كان مطأطأ رأسه في حزن و حسره ،
"عمي .... مش هتاخد دواء الضغط ؟!؟"
نظر الحج محمد لإسراء في حزن و أخذ حبه الدواء و المياه و تناولها، بعد أن تناول الدواء " أيه ده .. هو الدواء بقى طعمه مر كده ليه "
ارتبكت إسراء و ردت " يا عمي أنت مش بتأكل خالص، لا أنت و لا طنط سميره طبيعي أن الدواء يبقى مر "
رد الحج محمد بعصبيه " خلاص خلاص روحي على أوضتك مش ناقص قرف "
رد في حزن " قرف ... بس أنا معملتش حاجه أنا ..."
و قبل أن تنطق إسراء بكلمه صفعها الحج محمد على وجهها و قال " روحي على الأوضه يا وش الفقر "
بكت إسراء و ذهبت لغرفتها و عندما دخلت الغرفة أغلقت الباب و نظرت للمرآه و قالت " أنا وش الفقر .... ماشي أنا هخليك أنت و مراتك تندموا على الى بتعملوا....... هعرفك جزاء الخيانه أيه"
و أبتسمت في استهزاء و هي تقول " يا بابا"
***************
"أيه يا بني كل ده تأخير "
"هعمل أيه طيب ، على ما ماما أكلت الفطار ووصلتها بيتها و رجعتلك ، بعني بذمتك أنا هسبها مع المجنونة دي "
رفع أمجد أحد حاجبيه و رد " لا والله ، بطل الحركات دي ، باين أوي أنك بدأت تحبها و تتشد ليها "
رد أحمد بتوتر " أنا هههههه أحب إسراء هههههه يخربيت عقلك ضحكتني "
نظر له أمجد و مازال يرفع أحد حاجبيه " لا والله ، طيب يلا يا باشا عشان نخلص من المشوار ده ، عايز أوريك البيت الى هي راحت علىه إمبارح"
رد أحمد بأنفعال " بيت ؟!؟؟! بيت أيه ؟!؟ هي راحت بيت إمبارح !؟؟ بيت مين ده"
رد أمجد بنفاذ صبر " بقولك أيه بلاش انفعال و بعدين مهو أحنا لو نتحرك من مكانه كان زمانك رحت البيت ده و عرفت ، ثم أنت أيه الى مضايقك أوي كده ، أنت مش قولتلي قبل ما تتجوزها أنه شهر و هطلقها ، و دلوقتي بتقولي أنها مش في دماغك ، أيه الى أتغير ؟"
رد أحمد بتوتر شديد " مفيش حاجه أتغيرت ، بس هي على ذمتي يبقى أعرف هي بتعمل أيه ، بعد لما لمااااا ......"
قاطعه أمجد " ااااااا أيه ، يلا يلا يا أحمد ربنا يهديك ، يلا نروح نشوف عشان نخلص ، عات المفتاح أنا الى هسوق عشان أنا الى عارف المكان "
أعطى أحمد أمجد مفاتيح السيارة و ركب السيارة ، فتح أحمد الاب توب بعنف و هو يقول " لما نشوف الهانم بتعمل أيه "
نظر له أمجد و أبتسم و لم يعلق بكلمه ، و تحركت السيارة ، أخذ أمجد ينتبه للشوارع التي سار بيها بالأمس ، أما أحمد فقد أنشغل بمراقبه إسراء عن طريق الاب توب .
بعد عشر دقائق ،
" وصلنا "
أنتبه أحمد سريعًا ولكن سرعان ما هدأت أعصابه و أبتسم ، لم يفهم أمجد تعبير وجه أحمد و لكنه سارع بالسؤال....
"أنت بتضحك على أيه ... بقولك وصلنا "
نظر أحمد ببرود و قال" أها منا واخد بالى ، مش البيت الى على الشمال بردوا "
تفاجئ أمجد و قال" عرفت أزاي ؟! ؟؟"
رد أحمد ببرود " بكل بساطه عشان ده بيت عمها "
صمت أمجد لدقائق و بدأ على وجهه التعجب و قال في نفسه " طيب لو ده بيت عمها، هي ليه اتسحبت زي الحراميه و دخلت من الشباك ، مدخلتش من الباب ، في حاجه غلط "
" أمجد .... أاااااامجد .." أنتبه أمجد لأحمد و قال مسرعًا " نعم ؟! في أيه "
رد أحمد " بتفكر في أيه "
ابتسم أمجد و قال " لا يا صحبي مفيش ، يلا طيب نشوف ، هي بتيجي كل يوم لعمها بتعمل أيه "
نزل كلًا من أمجد و أحمد من السياره .
ترررررررن ترررررن
" حاضر حاضر جيه ...........مين"
"أنا أحمد يا حماتي "
فتحت سميره الباب مسرعة و قالت " أزيك يا حبيبي ، خير أيه الى جابك "
تعجب أمجد من أسلوبها ،
رد أحمد " أبدًا جيت أسلم عليكم ، أحنا مشفتكمش من يوم الفرح "
ابتسمت بتوتر و قالت " أتفضل و مالوا ، أسال يا حبيبي ، متسألش ليه "
نظر أمجد بتعجب و خاطب نفسه قائلًا " في أيه هي خايفه كده ليه ، زي ما يكون خلصت من إسراء ، أو في حاجه هي و إسراء بيعملوها كل يوم ، بس أيه هي ، أكيد هعرف "
" أتفضل يا بني واقف كده ليه ، استريح بيتك و مطرحك "
ابتسم أمجد و قال " اشكرك ، كلك زوق "
أخذ أمجد يتأمل المنزل و يدقق بيه بشده و لكن قطع تفكيره سؤال سميره
" أمال فين إسراء ، دي ...دي وحشتني ، أنا مشفتهاش من يوم الفرح "
أصيب أحمد و أمجد بصدمه و نظر لبعضهم البعض بصمت ، ثم نطق أمجد قائلًا " في الحقيقه يا مدام ، أحنا كنا جيين نأخد شويه حجات من أوضه إسراء ، تسمحلنا نخش "
توترت سميره و قالت " و مالوا ، خشوا الأوضه اخر الطرقه ، أتفضلوا"
33
ابتسم أمجد و قام من جِلسته و دخل غرفه إسراء و أخذ يتأملها ، سرير مكسور ، أريكه ليست بأريكه ، دولاب اشبه بقطع الاخشاب التي بالقمامة ، سارت رعشه قويه في جسد أمجد عندما راه صوره على المنضدة ، تأملها للحظات ثم قال " هو أزاي أثاث البيت بره جميل و حديث و الأوضه دي كده ، تحس الأوضه بره البيت شكلها بجد بشع "
رد أحمد " بقولك أيه يلا نخرج مش قادر أقعد في الأوضه رحيتها وحشه أوي "
هزّ أمجد رأسه موافقًا ، خرجا كلاهما من الغرفة ، وجدا سميره تنتظرهم في الصالة ، عندما رأتهم قالت سريعًا " ختوا الى أنتوا محتاجينوا "
هزّ أمجد رأسه موافقًا و قال " هو مين الى في الصورة مع إسراء دول ؟!؟"
ردت سميره بتردد و توتر" دول أبوها و أختها الله يرحمهم و أمها " ثم همست " أمها الله لا يسمحها بقى "
رد أمجد مبتسمًا " امممم طيب ، معلش أزعجنا حضرتك ، ألا عم إسراء فين "
ردت " في الشغل لسه هيجي كمان ساعتين "
هز رأسه مبتسمًا و قال " طيب تمام ، سلام عليكم "
ردت " وعليكم السلام يا حبيبي ، نورتونا "
خرج كلًا من أحمد و أمجد و ركبا السيارة ،
"و بعدين ، دي مكنتش عندهم ،أنت متأكد أنك شفتها دخله هنا "
هزّ أمجد رأسه مجاوبًا بنعم و صمت و أغلق عيناه يفكر ، كان يتحدث لنفسه قائلًا" دلوقتي أبوها و أختها ماتوا في حادث ، أمها اختفت بدون سبب ، أبن عمها مات بردوا فجاه ، و عمها و مراتوا فجأه مبقاش عندهم المقدرة أنهم يخلفوا ، هي بتيجي بيت عمها بليل ، من غير ما يعرفوا ، في حلقه ناقصه، في حاجه غلط ".
فتح عينه و قال " يلا بينا "
رد أحمد " على فين "
رد أمجد " أنت هتروح شغلك و أنا هروح البيت "
رد بتعحب من أمر أمجد " أنت بتهزر صح ، هنروح و خلاص على كده !؟"
رد أمجد بهدوء " هنعمل أيه ، نستني النهاردة بليل و نشوف النتيجة "
أحمد لم يقتنع بكلام أمجد و ظل متأكدًا أن صديقه يخفي شيء ، ما هو لا يعرف.......٣٤
#يتبع