الفصل الأول

418 13 0
                                    

ذاهبةٌ لعملي كالمعتاد. حياتي أصبحت روتينية في الآونة الأخيرة و لكن لن اتذمر طالما اتحلى فيها بالسلام النفسي و الهدوء حتى و إن كان هدوء ممل. و كأي يوم من أيام الأسبوع كنت أسير في الشارع كعادتي صباحًا اتفقد المحلات و الناس استمع للأصوات المختلفة حولي بل و استمتع بها. كانت السماء شبه صافية و كان يملؤ الجو الهواء البارد الذي لا يغادر شوارعنا طوال الشتاء. نعم فماذا أتوقع من الجو في شهر مثل شهر يناير ؟!

فأنا من محبين الشتاء لذلك كنت مستمتعة برغم شعوري أن أنفي ستقع من وجهي من شدة البرودة و كيف كانت خدودي تلسعني و تعكس برودتها بالاحمرار الذي يجعلني أبدو و كأنني متبرجة و لا أخفيكم سرًا كان يعجبني ذلك كامرأة عندما يظن أصدقائي أنني أضع ما يُدعى بال blusher من احمرارهما.

كنت في طريقي للعمل و لكن قبلها أردت أن أمر على المكتبة حتى أرى ان كنت سأشترى رواية أو كتاب بعد أن أنهيت كل ما كنت اشتريته الأسبوع الماضي من توصية هشام صاحب المكتبة.

" صباح الخير "
" صباح الجمال على مارية هانم "
" خلصت آخر مجموعة ادتهاني و كنت عايزة اشتري واحدة جديدة فاجئني بقى زي كل مرة. "
غاب هشام خمس دقائق. لم أجد ما أفعله فيها سوى الاستمتاع بالهواء البارد الذي كان يدخل المكتبة.

" اتفضلي المجموعة دي. انا واثق انها هتعجبك. " قالها هشام و هو يضع أمامي ثلاثة كتب.
فدفعت له ثمنهم و أخذتهم معي في حقيبتي و تركت المكتبة لأُكمل طريقي لعملي.

لم أكن قارئة و فقط كنت فنانة أيضًا و من حبي في الفن التحقت بكلية الفنون التابعة لجامعة Kingston في لندن و كنت مبدعة و بارعة جدًا و لكنني عدت لبلدي مصر فكنت أعمل في الجامعة بالإضافة لعملي الخاص و معرضي. فكان يومي حافل بالعمل و القراءة وإذا تبقى لي وقت فراغ كنت أملؤه برؤية أصدقائي أو محادثة أمي.

وصلت للجامعة و في طريقي لمحاضرتي قابلت زميلي الدكتور أشرف علي. كان يبدو أطول من طوله الطبيعي بسبب رفع جسده و لكن ملامحه كانت بريئة كالأطفال مما يجعل النظر لوجهه مبهج و مريح للنفس.
" مارية. كويس اني لقيتك كنت عايز أقولك على حاجة. "

" خد نفسك طيب. ايه فيه ايه ؟ "
" طبعا سمعتي عن المسابقة العالمية بتاعت ال graphic design و احنا فكرنا نقدم فيها عشان نمثل مصر هناك فبعتلهم امبارح التصاميم بتاعتك لان محدش شغله وصل لمستواكي و انا واثق انك ممكن تاخدي مركز هناك. "

" ثانية مسابقة ايه معرفش. "

" المسابقة بتنظمها جامعات هناك في لندن من اهمها جامعتك Kingston. "

" بس محدش خد رأيي .."

" دي فرصة العمر يا مارية متضيعهاش. المهم لسة مستنيين الرد عشان لو اتقبلتي تسافري هناك الفترة بتاعت المسابقة و يمكن تديلك فرصة تكملي هناك. "

Chasing the mirage   مطاردة السرابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن