استقبلنا الفريق المسئول عن تنظيم المسابقة في المطار ثم قسموا أنفسهم علينا فكان واحد أو اثنين مع كل متسابق حتى يروه البلد و يكونوا مسئولين عنه و عن الرد على كل استفساراته.
فكان معي شاب يُدعى بيتر. كان يبدو في الثلاثين من عمره. شاب متوسط الطول شديد الملامح قصير الشعر و لكن لكنته في الانجليزية كانت جميلة كما كان صوته ناعم من يسمعه لا يتوقع أنه صادر من تلك الملامح الشديدة.
لا يسعنى سوى قول أنني حقًا اشتقت للندن بكل ما و من فيها. لم أخبر أمي أنني قادمة حتى أفاجئها هناك. فعندما ركبت السيارة مع بيتر قال لي
" To the hotel or another destination ? "
" Take me to this address. Then after that you can go."
و أعطيته عنوان منزل والدتي و لكنه كان متردد في تركي وحدي لأنه المسئول عني و كان يعتقد أنني مصرية لم آت لهنا من قبل.
فقال
" You can call me when you're done to take you to the hotel. "" No it's okay. I know the place here. "
" It's not your first time then. "
" Yes I was actually born here."
فعندما علم أنني وُلدت و عشت أغلب حياتي هنا فاقتنع بتركي و لكنه طلب مني أن اتصل عليه عندما أصل للفندق و ألا أتردد في اللجوء له عند مواجهتي أي مشكلة.في الطريق لبيت أمي ظللت أنظر من النافذة لأشاهد كم تغيرت المدينة في الفترة التي ابتعدت فيها و شعرت بالحزن لتفويتي على نفسي مشاهدة كل هذه التغييرات و متابعتها في مقابل الابتعاد عن هنا. كنت اعتقد أن في ابتعادي دوائي و لكنني اكتشفت بعد عشرين عام أن ابتعادي كان مجرد هروب لم يدواني قط.
وصلت لبيت أمي. حمدًا لله لم يتغير كثيرًا عن اخر مرة تركته. كنت متشوقة لرؤية رد فعلها و سعادتها عند رؤيتها لي بعد قضاء العشرين عام الاخيرة على مكالمات الفيديو.
طرقت الباب و عندما فتحت ملأت الدموع عينيها و احتضنتني و قالت
" I've always known one day you will come home ."حكيت لها ما حدث و عن المسابقة و أنني أفكر أن أظل هنا حتى بعد المسابقة. فطلبت مني أن أسعى في نقل عملي لهنا و أخذت تقول
" You no longer have nothing left there to stay for so why don't you live here?"" Mom ! I have my job there."
" But you were born, taught and graduated here. You traveled there with your husband though he wanted to live in London. But you were divorced after a year from being married to him. "
" Okay I was divorced because I couldn't live with him anymore. I didn't even marry him out of love. "
" Then why did you marry him ? Why didn't you come back here after being divorced?"
" Mom we have already discussed that at its time. "
" I don't want to discuss it as much as I want you to face yourself and stop running away from it. Running away all these years will never undo what had happened. "
صدمتني كلماتها التي لا استطيع أن أجادلها فيها. فنعم هي محقة و انا مخطئة طوال هذه السنوات و هذا ليس بالشيء السهل عليّ تقبله. نعم هروبي لن يمحو ما حدث و لن يجعل الزمن يرجع للوراء و لكن عالأقل سيبعدني عن كل ما يذكرني بما حدث.
أنت تقرأ
Chasing the mirage مطاردة السراب
Roman d'amourأول قصة لي بلغتين العربية و الإنجليزية My first bilingual story