وجدت بيتر يتصل علي صباحا و يقول
" Congrats Maria. You're one of the 20 that have been chosen. "
لم أتوقع أن أتأهل معهم على الاطلاق فتأهلي معهم شرف كبير لي و للجامعة التي أمثلها. سعدت جدا بهذا الخبر و شكرت بيتر على مباركته لي. و بعدها أخبرني أنه يجب أن أذهب معه للمؤتمر حتى يتم تكريمي مع المؤهلين و مناقشة اجراءات و فعاليات المرحلة القادمة.
و في الحال تناولت الفطور مع أمي و ارتديت ملابسي و ذهبت مع بيتر للمؤتمر . لم تغمرني فرحة كهذه منذ مدة طويلة. كنت أشعر بالحماس و بدأت روح المنافسة تدب كياني و عزمت على بذل المجهود للفوز بالمرحلة الثانية و الأخيرة. سوف تكون في خلال أسبوعين نجهز فيها أفضل تصميم لنا على الاطلاق لكي يتم عرضها في معرض الفنون الذي سيقام لمدة أسبوع حيث يصوت فيها الزائرين و سيتم فتح التصويت أيضا على موقع المسابقة على الانترنت.
رتبت أفكاري و وضعت خطتي و جدولي حتى انتهي من أعمالي في خلال أسبوعين. و بالفعل انغمست في العمل في تلك الفترة أحيانا كنت أظل في الورشة ليومين متواصلين و العجيب أنني لم أكن أشعر بالتعب و لا بالارهاق بل كنت أريد بذل المزيد و المزيد من المجهود كأنما انفجر فيّ بركان طاقة و حيوية لم أشعر به من قبل. فتلك المرة لم يكن حبي و عشقي للفن هو الذي يحركني فقط بل معه حبي للمنافسة و رغبتي في اثبات ذاتي و شغلها فيما يفيد.
لم يكن حتى لدي وقت لأفكر في ذكرياتي مع يوسف أو ادجارد أو مع أي أحد كنت أفكر في المسابقة و تصميماتي فقط لا غير. و كل مرة عندما أطبق تلك الحكمة أجدها لا تفشل في ارجاعي لحياتي و نشاطي و هي
Stay busy so you don't have time to be sad.
حتى و ان لم يكن هناك ما يحزنني فالفراغ قاتل لصاحبه. أذكر عندما كنت مراهقة و تأتي علي أيام الاجازة التي أقضيها في اللاشيء كنت أشعر فيها باكتئاب ليس لأن حياتي تعيسة لأنها لم تكن و لكن بسبب الفراغ الذي يسول للنفس كل ما يحزنها و يضرها.
و بالفعل من كثرة انشغالي بالعمل شعرت أن الاسبوعين مرا عليّ كأنهما يومين. كنت قد بذلت فيهما كل ما أملك من طاقة و مجهود و تفكير
تأتي نهاية الأسبوعين مصحوبة ببداية المرحلة الثانية و بداية العرض الذي سيدوم لمدة أسبوع. كان كل فنان منا يعرض أفضل ما عنده من التصميمات و الرسومات و الناس تمر و تتأمل في أعمالنا و منهم من يصوت و يترك تعليقا لطيفا على كم الابداع و المجهود المبذول و منهم من كان يمر مرور الكرام دون التفوه بكلمة حتى. و لم يكن تصويت الناس يعتمد على أعمالنا فقط بل على طريقة عرضنا لها سواء في الموسيقى و الأضواء و شرحنا للعمل الفني نفسه.
ظننت أنه سيكون أسبوع حافل بالعمل و المسابقة مثلما كانا الأسبوعين اللذين سبقاه و لكن كما قلت المرحلة الثانية من المسابقة هي الفترة التي غيرت مجرى حياتي أو بالأحرى هي التي أرجعتها لما كانت عليه و لما كان من المفترض أن تكون عليه.
أنت تقرأ
Chasing the mirage مطاردة السراب
عاطفيةأول قصة لي بلغتين العربية و الإنجليزية My first bilingual story
